هل يعيش ساوثغيت أسيراً لذكرى مونديال روسيا؟

مدرب إنجلترا يعتمد على نفس اللاعبين الذين شاركوا في البطولة الأخيرة بغض النظر عن مستواهم الحالي

بيكفورد يتابع بينما ووكر يتسبب في ركلة جزاء لمنتخب الدنمارك... اللاعبان فشلا في استعادة مستواهما في مونديال روسيا (الغارديان)
بيكفورد يتابع بينما ووكر يتسبب في ركلة جزاء لمنتخب الدنمارك... اللاعبان فشلا في استعادة مستواهما في مونديال روسيا (الغارديان)
TT

هل يعيش ساوثغيت أسيراً لذكرى مونديال روسيا؟

بيكفورد يتابع بينما ووكر يتسبب في ركلة جزاء لمنتخب الدنمارك... اللاعبان فشلا في استعادة مستواهما في مونديال روسيا (الغارديان)
بيكفورد يتابع بينما ووكر يتسبب في ركلة جزاء لمنتخب الدنمارك... اللاعبان فشلا في استعادة مستواهما في مونديال روسيا (الغارديان)

بعد خسارة المنتخب الإنجليزي في الدور نصف النهائي لكأس العالم 2018 بروسيا أمام كرواتيا بهدفين مقابل هدف وحيد، بدا الأمر كأنه بداية لشيء ما - حتى وسط أنقاض الهزيمة. ورغم أن جون ستونز كان يصرخ من شدة الحسرة، وديلي آلي كان يعض على قميصه، وجيسي لينغارد كان يحدق في السماء من هول الصدمة، كان من الممكن رؤية هذه اللحظة على أنها بداية لفصل جديد في كرة القدم الإنجليزية.
ورغم أن كرواتيا أطاحت بأحلام الإنجليز ووصلت إلى المباراة النهائية للمونديال، كان الجميع يؤمن بأن كرة القدم الإنجليزية تسير في الطريق الصحيحة، لأن لديها عدداً كبيراً من اللاعبين الشباب الموهوبين والقادرين على تقديم مستويات قوية وتحقيق نتائج رائعة في المسابقات والبطولات المقبلة. ربما كان هذا هو السبب في أن كأس العالم 2018 كانت نقطة تحول في مسيرة المنتخب الإنجليزي، فلم تكن مجرد «نشوة صيف» للإنجليز، لكن كان هناك شعور بأن هناك مجموعة رائعة من اللاعبين الذين سيتطور مستواهم إلى الأفضل بمرور الوقت. وكان سبعة لاعبين من التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في الدور نصف النهائي لكأس العالم الأخيرة في موسكو يبلغون من العمر 25 عاماً أو أقل.
وبحلول نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة، كان من المفترض أن يصل هؤلاء اللاعبون إلى قمة مستواهم ونضجهم الكروي. وبدلاً من ذلك، حدث شيء غريب، ففي غضون عام واحد فقط هبط مستوى معظم اللاعبين الذين تألقوا مع المنتخب الإنجليزي في روسيا، بل ويمكن القول إن بعضهم قد اختفى من على الساحة الكروية تماماً. لقد تقدم العمر بآشلي يونغ، وخرج لينغارد وديلي آلي من التشكيلة الأساسية لفريقيهما، وأصبحا حبيسين لمقاعد البدلاء، ويعاني جون ستونز بقوة ويخرج من تعثر ليدخل في تعثر جديد.
وعلاوة على ذلك، نرى أخطاء كارثية من جوردان بيكفورد وهاري ماغواير وكايل ووكر. وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن بكل قوة هو: لماذا تراجع مستوى هؤلاء اللاعبين، وكم لاعب من اللاعبين الـ23 الذين شاركوا في مونديال روسيا يقدمون الآن مستويات أفضل مما كانوا عليها في كأس العالم؟ ربما يكون اللاعب الوحيد الذي يمكن الجزم بأنه أفضل الآن هو الظهير الأيمن لليفربول ترينت ألكسندر أرنولد. وربما يمكن للبعض أن يقول إن ذلك ينطبق أيضاً على جوردان هندرسون، ونيك بوب، ورحيم ستيرلينغ، وماركوس راشفورد، وجيمي فاردي. هؤلاء هم فقط من يقدمون الآن أداء مماثلاً أو أفضل مما كانوا عليه في كأس العالم.
وعلى العكس من ذلك، فإن الحكاية الأوسع لجيل 2018 تتمثل في تراجع للمستوى بشكل مثير للفضول، فعلى سبيل المثال كان داني ويلبيك لا يلعب في أي نادٍ حتى الأسبوع الماضي، عندما تعاقد برايتون معه لمدة عام واحد، الأحد، في صفقة انتقال حر، وانتقل روبن لوفتوس تشيك للتو إلى صفوف فولهام على سبيل الإعارة، وفقد جاك بوتلاند مكانه في التشكيلة الأساسية لستوك سيتي لصالح آدم ديفيز. ربما يعكس هذا الأمر قلة المواهب في كرة القدم الإنجليزية، وحالة الاضطراب الموجودة في الدوري الإنجليزي الممتاز، والمعايير الصارمة والمرهقة المطلوبة ببساطة لكي يتمكن أي لاعب من الاستمرار في تقديم مستويات قوية.
لكن ربما تتمثل المشكلة الكبرى في أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، يتحدث كثيراً عما حدث في كأس العالم 2018. ورغم أنه يُسأل عن ذلك في مناسبات قليلة، لكنه يبدأ من تلقاء نفسه في الحديث عن المونديال. لقد قال في بداية هذا المعسكر عندما سُئل عن المسائل التأديبية والتزام اللاعبين: «إن الهدوء الذي كان يسيطر على معسر الفريق قبل التوجه إلى روسيا ساعدنا في تقديم أداء أفضل». وقال في وقت لاحق عندما سُئل عن الحاجة إلى تطوير الجوانب الخططية والتكتيكية: «لقد أدركنا ذلك قبل كأس العالم في روسيا». وكلما نستمع أكثر إلى تصريحات ساوثغيت، ندرك أن كأس العالم 2018 كانت نقطة تحول هائلة، ليس فقط في مسيرته التدريبية، ولكن أيضاً في حياته ككل، حيث أصبحت كأس العالم الأخيرة بمثابة «نقطة مرجعية» يعود إليها في كل شيء، و«نقطة قوة» يستند إليها في كل مرة تتأزم فيها الأمور.
ومرة أخرى، يجب التأكيد على أنه لا توجد أي مشكلة في ذلك في حد ذاته، لكن يجب أن نعرف أن هذه البطولة - التي لم تفز بها إنجلترا - قد أصبحت جزءاً من الماضي، وأن ما حدث بها لم يعد قابلاً للتطبيق في الوقت الحالي، وأن الخطر الحقيقي يتمثل في أن نصبح «أسرى» لهذه الذكرى، وأن نواصل الحديث «عما فعلناه في روسيا»، دون أن ننظر إلى كيفية تحسين الوضع الحالي. ربما يكون بيكفورد هو المستفيد الأكبر من كل ذلك. ومن المؤكد أن أي حارس مرمى ليست لديه خبرة دولية ويقدم المستويات نفسها التي يقدمها بيكفورد في الوقت الحالي لن تكون لديه أي فرصة للانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي تحت قيادة ساوثغيت! وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما مقدار القيمة التي نوليها للخبرة والقوة والمهارة والقدرة على التصدي للهجمات، وفي المقابل كيف ننظر إلى الأخطاء التي يرتكبها حارس المرمى؟ إن الخطأ الذي ارتكبه بيكفورد والذي أدى إلى استقبال الهدف الذي فازت به الدنمارك على إنجلترا في دوري الأمم الأوروبية لم يكن خطأ كارثياً، لكنه جاء في إطار سلسلة من الأخطاء المتتالية للحارس الدولي.
ربما يكون ساوثغيت قد خلص إلى أن الطريقة التي يلعب بها بيكفورد مناسبة للبطولات الكبرى، وأن اللعب في فريق إيفرتون المتصدر الآن جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لن يؤدي إلى تراجع ثقة الحارس في نفسه. لكن الحقيقة الواضحة للجميع تتمثل في أن المستوى الذي يقدمه بيكفورد في عام 2020 مختلف تماماً عما قدمه في روسيا 2018، وفي بعض الأحيان يتساءل المرء عن الأسباب التي تجعل ساوثغيت يضم حارس مرمى بهذا المستوى الآن!
أما هاري ماغواير فقد تراجع مستواه بشكل أكبر وأكثر حدة وإثارة للقلق. من المؤكد أن هناك بعض العوامل التي أدت إلى ذلك، مثل التعب والإرهاق وخضوع اللاعب لقدر أكبر من التدقيق والتركيز، وحقيقة أنه مشتت تماماً بسبب وقوفه في ساحات القضاء في اليونان بسبب المشكلة التي تعرض لها هناك. ومع ذلك، فإن البطاقة الحمراء التي حصل عليها أمام الدنمارك في دوري الأمم الأوروبية تعكس تهوره واندفاعه وتراجع مستواه بشكل واضح.
لقد قال ساوثغيت بعد نهاية المباراة: «لدينا ثقة كبيرة في قدراته. إن أفضل مكان له هو الملعب». لكن هل يدرك ساوثغيت أن وجود ماغواير داخل الملعب بهذا المستوى السيئ يأتي على حساب لاعب آخر قد يكون أفضل بكثير؟ ويمكننا بالطبع أن نتفهم حرص ساوثغيت على تقديم كل الدعم اللازم للاعبيه، لأنه في حاجة ماسة لجهود كل لاعب خلال المرحلة المقبلة. وهذا هو السبب نفسه الذي جعله يقرر إعادة كايل ووكر للتشكيلة الأساسية، والسبب نفسه وراء الإصرار على الدفع بهاري كين في كل المباريات بالرغم من تراجع مستواه في بعض الأحيان ومعاناته من نقص اللياقة البدنية في أحيان أخرى.
ربما يعود السبب في ذلك جزئياً إلى عدم وجود بدائل قوية، لكن ربما يكون السبب أيضاً هو حنين ساوثغيت إلى ما حدث في كأس العالم 2018 بروسيا ورغبته الجامحة في الاعتماد على العناصر نفسها التي شاركت في المونديال بغض النظر عن مستواها الحالي. لكن الشيء المؤكد هو أن الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كانت هذه الاستراتيجية تستند إلى منطق سليم، أم أنها مجرد حنين إلى الماضي!



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.