تركيا تواصل تعزيز قواتها جنوب إدلب وسط قصف روسي

دفعت القوات التركية بتعزيزات عسكرية مكثفة إلى نقاط المراقبة التابعة لها في جنوب إدلب منها ما تم سحبه من نقطة المراقبة التاسعة في مورك بريف حماة الشمالي، إلى القاعدة العسكرية المستحدثة قرب قرية قوقفين في جبل الزاوية في الوقت الذي تواصل فيه القصف الجوي الروسي في المنطقة لليوم الثاني على التوالي، في حين قامت القوات الروسية بإبعاد عناصر وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن الحدود التركية مع الحسكة.
ودفع الجيش التركي بثلاثة أرتال عسكرية، فجر أمس (الأربعاء)، من معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، ضمت أكثر من 35 آلية مصفحة، من بينها شاحنات محملة بمواد لوجيستية ومعدات هندسية وصهاريج وقود وحاملات جنود وذخائر. وتم توزيع التعزيزات الجديدة على القواعد والنقاط العسكرية التركية المنتشرة في مناطق متفرقة من ريف إدلب الجنوبي.
ووصل، أول من أمس، أكثر من 50 آلية عسكرية للقوات التركية معظمها دبابات محملة على شاحنات ضخمة، بعد سحبها من نقطة المرقبة التاسعة في مورك بريف حماة الشمالي، إلى القاعدة العسكرية المستحدثة قرب قرية قوقفين بريف إدلب الجنوبي. واستحدثت القوات التركية، في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي نقطة عسكرية جديدة نشرت فيها دبابات ومدافع بعيدة المدى على تل استراتيجي مرتفع بالقرب من قرية قوقفين بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
وذكرت مصادر تركية أن الجيش يقوم بعملية إعادة تمركز للقوات الموجودة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، ومن المتوقع أن تنسحب من النقاط الواقعة ضمن نطاق سيطرة النظام السوري بحسب الاتفاق مع موسكو، والانتشار في نقاط متقدمة فاصلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، ابتداء من مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي وحتى مدينة الأتارب بريفها الغربي.
في الوقت ذاته، شن الطيران الحربي الروسي غارة على قرية الرامي في جبل الزاوية، التي تحوي أعدادا كبيرة من النازحين والمهجرين، وذلك لليوم الثاني على التوالي الذي يستهدف فيه الطيران الحربي الروسي مناطق في جبل الزاوية. وبددت عملية الانسحاب من نقطة مورك والتجهيز للانسحاب من نقاط معرحطاط وشير مغار شمال حماة، آمال آلاف الأسر من أبناء مناطق ريفي حماة الشمالي والغربي وجنوب إدلب بالعودة إلى ديارهم بعد انسحاب القوات التركية من النقاط العسكرية، لطالما وعد مسؤولون أتراك بإجبار قوات النظام على التراجع إلى ما بعد تلك النقاط. وقال ناشط معارض: «رأي الشارع اليوم ينقسم لقسمين، فبعض الناس فقد الأمل بالعودة والقسم الآخر يرى أن الانسحاب قد يكون مقدمة لعمل عسكري لا سيما مع استمرار تدفق القوات التركية إلى جبل الزاوية».