غوارديولا يواصل البحث عن اللقب الضائع لمانشستر سيتي

الخسارة المذلة في النسخة الأخيرة أمام ليون مازالت عالقة في الأذهان

إنجازات غوارديولا مع مانشستر سيتي لا تكفي من دون لقب دوري الأبطال (أ.ف.ب)
إنجازات غوارديولا مع مانشستر سيتي لا تكفي من دون لقب دوري الأبطال (أ.ف.ب)
TT

غوارديولا يواصل البحث عن اللقب الضائع لمانشستر سيتي

إنجازات غوارديولا مع مانشستر سيتي لا تكفي من دون لقب دوري الأبطال (أ.ف.ب)
إنجازات غوارديولا مع مانشستر سيتي لا تكفي من دون لقب دوري الأبطال (أ.ف.ب)

في موسمه الخامس على رأس الإدارة الفنية لمانشستر سيتي، يستهل المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا حملة جديدة بحثا عن منح فريقه الإنجليزي لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم. لا تزال الخسارة الموجعة أمام ليون الفرنسي (1 - 3) في دور الـ8 في النسخة الأخيرة قبل شهرين، عالقة في أذهان غوارديولا وعشاق الفريق الأزرق.
وجاءت مذلة نظرا لفارق الإمكانات الكبيرة بين الطرفين، لكن الأهم بالنسبة لغوارديولا كان مجازفة تكتيكية غير فعالة لم تكن الأولى له في البطولة القارية. ارتفعت حدّة الضغوط على المدرب الكاتالوني الذي منح برشلونة اللقب مرتين في بداياته، قبل أن يختبر مطبات قارية أيضا مع بايرن ميونيخ الألماني برغم نجاحه محليا. أحرز مع الفريق البافاري لقب الدوري 3 مرات والكأس مرتين بين 2013 و2016 لكن مشواره القاري توقف دوما في الأدوار الإقصائية.
يخيّم الشك على مستقبل غوارديولا مع سيتي، خصوصا أنه دخل عامه الأخير من عقده، ولا شك أن مشواره في دوري الأبطال سيحدد بشكل كبير مستقبله الكروي مع سيتي. رسميا، يعبّر الطرفان، أي المدرب وإدارته، عن رغبة الاستمرار في المستقبل. قال عمر برادة مدير العمليات في مجموعة «سيتي غروب» المالكة للنادي: «بيب أفضل مدرب في العالم ونريد بقاءه». في المقابل، قال غوارديولا قبل 3 أسابيع: «أرغب في البقاء فترة أطول هنا».
وفي ظل هذا الإجماع بالرأي، سيكون عدم تمديد عقد غوارديولا مفاجئا. وأكّد برادة «سنخوض محادثات معه عندما يحين الوقت». لكن بيب يدرك التحديات جيدا، وأنه برغم كل نجاحاته الماضية على غرار إحرازه 8 ألقاب مع سيتي في آخر 3 سنوات، يتعين عليه أن يستحق التجديد. وأردف «بلغ هذا النادي مستويات مرتفعة في السنوات العشر الأخيرة ويجب الحفاظ عليها. أعرف إمكانات النادي وإذا لم أدركها، فلا أستحق، ربما، عقدا جديدا. إذ يجب أن نفوز كي أمدد».
بعد 10 سنوات من إنجازه الأخير مع برشلونة في دوري الأبطال (2009 و2011)، يستهل غوارديولا حملته الحالية ضد بورتو البرتغالي في مجموعة ثالثة واعدة تضم أيضا مرسيليا الفرنسي وأولمبياكوس اليوناني. عدم تصدره المجموعة وبالتالي عدم خوض دور الـ16 على أرضه، سيُعتبر إخفاقا لكتيبة تضم أمثال البلجيكي كيفن دي بروين، ورحيم ستيرلينغ والأرجنتيني سيرجيو أغويرو.
لكن سيتي سيكون محروما هذه المرة من خدمات دي بروين المصاب، بعد أن كان إحدى العلامات المضيئة في موسمه الماضي الذي تنازل فيه عن لقب الدوري المحلي لمصلحة ليفربول. حتى في «البريميرليغ»، لم يعد الفريق المرعب، فمني بخسارة كبيرة أمام ليستر سيتي 2 - 5 في عقر داره ملعب الاتحاد، كما تعادل مع ليدز يونايتد الصاعد. واستعاد مانشستر سيتي توازنه، بفوزه على ضيفه آرسنال في المرحلة الخامسة من الدوري الإنجليزي. وخاض مانشستر سيتي المباراة في غياب نجم وسطه الدولي دي بروين بسبب الإصابة، فيما عاد إلى صفوفه بعد تعافيه منها هدافه التاريخي الدولي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو إثر عملية جراحية في الركبة خضع لها في يونيو (حزيران) الماضي.
حاول غوارديولا مرة جديدة تعزيز دفاعه بصفقات هائلة، فضمّ الهولندي نايثن آكي (45 مليون يورو) والبرتغالي روبن دياش من بنفيكا (68 مليون يورو). وتوّج سيتي 6 مرات بلقب الدوري المحلي، أولها في 1937 وآخرها في 2019، و6 مرات أيضا في الكأس، فيما يعود لقبه القاري الوحيد إلى المسابقة الثالثة القديمة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1970. ويوفّر مالكو سيتي الإماراتيون كل شيء تقريبا لغوارديولا، بانتظار رد الجميل ومنحهم اللقب القاري المنتظر والأول في تاريخهم.


مقالات ذات صلة

غوارديولا بعد الخسائر الكارثية: الحل ليس في الهروب... بل «الاتحاد»

رياضة عالمية غوارديولا متأثراً عقب الخسارة القاسية أمام توتنهام (أ.ب)

غوارديولا بعد الخسائر الكارثية: الحل ليس في الهروب... بل «الاتحاد»

بينما يواجه غوارديولا أزمة بعد خسارته خمس مباريات متتالية لأول مرة في مسيرته الرائعة، قال مدرب مان سيتي إن الوحدة والتماسك هما مفتاح الخروج من الأزمة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

ربما لم يكن بيب غوارديولا بهذه الحدة خلال مؤتمر صحافي. فهو يأسر الحضور بانتظام، خصوصاً في أوقات كهذه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: سأدرب سيتي حتى لو هبط!

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه سيبقى حتى نهاية عقده مع حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم حتى في حالة هبوطه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش يغيب عن مانشستر سيتي للإصابة (د.ب.أ)

ضربة جديدة لوسط سيتي... إصابة كوفاسيتش

يغيب لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش عن فريقه مانشستر سيتي بطل إنجلترا لكرة القدم لفترة تتراوح بين «ثلاثة أسابيع وشهر».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا باقٍ عامين إضافيين مع سيتي (رويترز)

مدربو «البريميرليغ» سعداء بتمديد عقد غوارديولا مع سيتي

رحّب مدربو أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بقرار بيب غوارديولا بتوقيع عقد جديد لمدة عامين مع مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».