الشرطة الفرنسية تعتقل 3 ناشطات ألصقن رسوماً مسيئة للإسلام

رجل ينظر إلى الزهور الموضوعة خارج مدرسة بوا دولا الثانوية تكريما لمدرس التاريخ المقتول صامويل باتي (أ.ف.ب)
رجل ينظر إلى الزهور الموضوعة خارج مدرسة بوا دولا الثانوية تكريما لمدرس التاريخ المقتول صامويل باتي (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الفرنسية تعتقل 3 ناشطات ألصقن رسوماً مسيئة للإسلام

رجل ينظر إلى الزهور الموضوعة خارج مدرسة بوا دولا الثانوية تكريما لمدرس التاريخ المقتول صامويل باتي (أ.ف.ب)
رجل ينظر إلى الزهور الموضوعة خارج مدرسة بوا دولا الثانوية تكريما لمدرس التاريخ المقتول صامويل باتي (أ.ف.ب)

اعتقلت السلطات في تولوز مساء أمس الاثنين، ثلاث ناشطات نسويات بعد إلصاقهن في شوارع المدينة الواقعة في جنوب غربي فرنسا رسوماً مسيئة للإسلام تمثل النبي محمد، بعد ثلاثة أيام من ذبح مدرس فرنسي لعرضه على تلامذته رسوماً مشابهة.
وحملت كل من النسوة الثلاث دلواً مليئاً بالغراء وفرشاة ومئات الأوراق المطبوع عليها نفس الرسم الكاريكاتيري وانبرين يلصقن هذه الأوراق في شوارع المدينة بهدف «إغراق مركز مدينة تولوز» بألف رسم كاريكاتيري.
والرسم الكاريكاتيري الذي اختارته النسوة وضعه «شارب»، مدير صحيفة «شارلي إيبدو» الذي قضى مع غالبية أفراد هيئة تحرير الأسبوعية الساخرة في هجوم جهادي في باريس في 7 يناير (كانون الثاني) 2015.
وسرعان ما استرعى ما تقوم به النساء الثلاث انتباه المارة الذين استوقفهن بعضهم محاولين استيضاحهن سبب إلصاقهن هذا الرسم، في حين هاجمهن البعض الآخر، غير أن الناشطات أكملن عملهن لرغبتهن في إتمامه بسرعة وعدم هدر الوقت في التحدث مع الفضوليين.
وقالت منظمة هذه الفعالية لوكالة الصحافة الفرنسية، مفضلة عدم نشر اسمها، «علينا أن ننتهي بسرعة لأن ما نقوم به يبقى في النهاية عملاً محفوفاً بالمخاطر، ونحن لسنا هنا لعقد مؤتمر صحافي».
وأمام إصرار أحد الأشخاص على مجادلتها ردت هذه المرأة بالقول «لقد ذُبح رجل في فرنسا لعرضه رسوماً كاريكاتيرية».
لكن ما هي نصف ساعة على بدء النساء الثلاث بإلصاق الرسوم حتى ألقت الشرطة القبض عليهن واقتادتهن إلى المخفر بتهمة «تعليق ملصقات بصورة غير قانونية»، ولا سيما في مواقع أثرية.
وأتت هذه الواقعة بعيد ساعات على إعلان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان أنه أمر بإغلاق مسجد في ضواحي باريس بعدما شارك على صفحته مقطع فيديو يستنكر عرض رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد من قبل صامويل باتي، المدرس الذي قُتل ذبحاً الجمعة.
وأطلقت السلطات الفرنسية أمس سلسلة عمليات ضد التطرف وتوعدت بشن «معركة ضد أعداء الجمهورية».
وبعد ظهر الجمعة، قُطع رأس صامويل باتي، وهو رب عائلة يبلغ 47 عاماً، قرب مدرسة كان يدرس فيها التاريخ والجغرافيا في حي هادئ في منطقة كونفلان سانت - أونورين، في الضاحية الغربية لباريس. وأردت الشرطة منفذ الجريمة وهو لاجئ روسي من أصل شيشاني يدعى عبد الله أنزوروف ويبلغ من العمر 18 عاماً.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.