الضغوط العنيفة تطارد مالية الأسر البريطانية

بنك إنجلترا يؤكد استقلاليته

الضغوط العنيفة تطارد مالية الأسر البريطانية
TT

الضغوط العنيفة تطارد مالية الأسر البريطانية

الضغوط العنيفة تطارد مالية الأسر البريطانية

أظهرت بيانات مسح نشرتها شركة «آي إتش إس ماركت»، الاثنين، أن الأوضاع المالية للأسر في المملكة المتحدة ظلت تحت ضغط شديد في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. واستقر مؤشر الأوضاع المالية للأسر، الذي يقيس التصورات العامة للأسر عن الرفاهية المالية، عند 40.8 نقطة في أكتوبر. وهي قراءة أقل بكثير عن نقطة التعادل عند 50 نقطة.
وفيما يتعلق بالمستقبل، تتوقع الأسر أن يظل وضعها للاثني عشر شهراً المقبلة قاتماً نسبياً، حيث لا تزال قراءة المؤشر للمستقبل أقل بكثير من 50 نقطة. كما تراجع المبلغ النقدي المتاح للأسر للإنفاق بصورة أكبر. وبالتالي، انخفض الإنفاق بمعدل أسرع مما كان عليه في سبتمبر (أيلول) الماضي. كما لجأت نسبة أكبر من الأسر إلى ديون غير مضمونة. وإضافة إلى ذلك، أظهر المسح أن شهية الأسر للمشتريات الكبيرة تراجعت بصورة حادة في أكتوبر.
ويوم الأحد، قال محافظ بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي، إن استقلالية البنوك المركزية لم تتعرض للتآكل جراء تنسيقها مع الحكومات لمساعدة الاقتصادات في تجاوز أزمة فيروس كورونا المستجد هذا العام.
وتسببت سياسات التحفيز النقدي الطارئة في دفع العوائد السيادية للتراجع، وساعدت الحكومات في تمويل عمليات إنفاق ضخمة لمساعدة الشركات والعمال. وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن هذا أدى إلى توجيه اتهامات للبنوك المركزية بالتمويل النقدي، أو التمويل المباشر للحكومات، وهو أمر نفى بايلي حدوثه من قبل. وقال في ندوة على الإنترنت لمجموعة الثلاثين، (الأحد)، إن «استقلالية البنك المركزي مسألة حاسمة».
ومجموعة الثلاثين هي هيئة دولية من كبار الممولين والأكاديميين، التي تهدف إلى تعميق فهم القضايا الاقتصادية والمالية. وقال بيلي أيضاً إن الاستقلالية جزء مهم لنجاح تحرك السياسة النقدية في الأسواق هذا العام. وتابع: «لا أعتقد أنه كان بإمكاننا أن نسير بالقوة والسرعة اللتين حققناهما، سعياً لخفض الفائدة على مستوى كل المنحنيات، والقيام بذلك، دون ظهور علاوة مخاطر إذا كان هناك أي سؤال عن استقلاليتنا».
وأكد بيلي من جديد أن من المرجح أن يقل الناتج البريطاني بنحو 10 بالمائة بنهاية الربع الثالث عما كان عليه في بداية العام الجاري، وهي أكبر وتيرة انخفاض منذ عام 1921.
كما كشفت دراسة جديدة أن الاقتصاد البريطاني قد يتكبد خسائر تصل إلى 25 مليار دولار في عام 2021 في حالة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في نهاية العام الجاري دون اتفاق تجاري.
وخفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني الجمعة، درجة بريطانيا إلى «إيه إيه 3»، مشيرة إلى الضعف «المتفاقم» للاقتصاد البريطاني بسبب «بريكست». وذكرت «موديز» في بيان: «تضاءلت القوة الاقتصادية للمملكة المتحدة منذ أن خفضنا التصنيف إلى (إيه إيه 2) في سبتمبر (أيلول) 2017». وتابعت أن «النمو جاء أضعف بشكل واضح مما كان متوقعاً، ومن المرجح أن يظل كذلك في المستقبل»، مشيرة إلى أنه «تفاقم بسبب قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي وعجز المملكة المتحدة لاحقاً عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي».



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.