الرياض تستضيف أضخم قمة عالمية للذكاء الصناعي

إطلاق «الاستراتيجية الوطنية» وسط تجمع يضم 50 شخصية دولية

TT

الرياض تستضيف أضخم قمة عالمية للذكاء الصناعي

تستعد السعودية لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الصناعي لديها، التي تم اعتمادها مؤخراً من خادم الحرمين الشريفين، حيث تأتي في سياق تحقيق تطلعات المملكة في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الصناعي.
يأتي ذلك مع استضافة العاصمة الرياض، لـ«القمة العالمية للذكاء الصناعي»، غداً الأربعاء، وتستمر حتى يوم الخميس، كأول قمة من هذا النوع، تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصناعي (سدايا)، بشعار «الذكاء الصناعي لخير البشرية»، وذلك تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء.
ويشارك في القمة العالمية، نخبة من قادة الذكاء الصناعي من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى ورؤساء تنفيذيين ومستثمرين ومبتكرين والعديد من قادة الفكر ورواد الأعمال، حيث يتجاوز ضيوف القمة 50 شخصية قيادية في المجال ذاته من حول العالم.
وتعقد القمة حضورياً، وافتراضياً، نظراً للإجراءات الاحترازية لجائحة «كورونا»، حيث تتكون من 4 محاور رئيسية، وهي «رسم عصر جديد، الذكاء الصناعي والقيادة، حوكمة الذكاء الصناعي، مستقبل الذكاء الصناعي»، كما ستضم القمة فعاليات مصاحبة، وهي: آراثون الذكاء الصناعي، التي تجمع فنانين وخبراء الذكاء الصناعي من مختلف أنحاء العالم لإنتاج أعمال فنية قائمة على الذكاء الصناعي، إضافة إلى تحدي «نيوم» للذكاء الصناعي، لإيجاد حلول ابتكارية تساهم في التغلب على عدد من التحديات في نيوم.
وقال الدكتور عبد الله شرف الغامدي، رئيس هيئة البيانات والذكاء الصناعي، إن القمة ستعقد كحدث مصاحب لرئاسة السعودية لقمة دول العشرين، مشيراً إلى أن القمة ستغطي جانب مهم وهو الذكاء الصناعي ومستقبله، قائلاً إن السعودية قفزت في مجال البيانات والذكاء الصناعي، وهو الأمر الذي توجته بإنشاء الهيئة، حيث إنها أول دولة أنشأت منصة تجمع البيانات والذكاء الصناعي تحت مظلة واحدة.
من جانبه، قال الدكتور عصام الوقيت، مدير مركز المعلومات الوطني، إن بلاده تشهد تقدماً ملحوظاً في البيانات والذكاء الصناعي، مشيراً إلى أن الحراك في هذا المجال نتج عنه تقدم كبير في ترتيب السعودية في عدد من المؤشرات العالمية ذات العلاقة، حيث قفزت السعودية 40 مرتبة في تصنيف جاهزية الحكومات للذكاء الصناعي، الصادر من «أكسفورد إنسايت»، حيث كان ترتيبها 78، وأصبحت 38، إضافة إلى تقدمها في تصنيفات ومؤشرات أخرى.
بدوره، أشار الدكتور مشاري المشاري، نائب رئيس «سدايا»، إلى بناء اقتصاد قائم على البيانات والذكاء الصناعي، وسعيهم في تعزيز موقع المملكة في هذا المجال، مشيراً إلى عملهم على تقديم خدماتهم للقطاعين العام والخاص، بشراكات وتعاون دائم ومستمر.
وستُسلط القمة الضوء على دور الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصناعي في القيادة الاستراتيجية للاقتصاد البديل، بالتعاون مع العديد من الجهات ذات العلاقة للمساهمة في تحقيق أهداف «رؤية 2030».
وتضم أجندة القمة العالمية للذكاء الصناعي، الخروج بتوصياتٍ محددة بشأن كيفية وضع استراتيجيات وطنية مؤثرة للذكاء الصناعي في حقبة ما بعد جائحة فيروس «كوفيد - 19»، آخذين في الاعتبار الاستراتيجية التي طورتها السعودية؛ كنموذجٍ يمكن الاستفادة منه والبناء عليه، فضلاً عن تشكيل رؤى حول ابتكارات الذكاء الصناعي واتجاهات الاستثمار.
وتتميز القمة العالمية للذكاء الصناعي، بنمط جلساتٍ شاملة تتيح أقصى مشاركة وتفاعل بين الحضور، وستشهد مناقشات تفاعلية مع رواد العالم في الذكاء الصناعي، لاستلهام وتمكين رؤى المستقبل، والتفكير في أساليب استخدام الذكاء الصناعي في المجالات المستقبلية.
وتهدف القمة العالمية إلى بناء حواراتٍ ذات أهمية عالمية، سواءً من حيث التعافي من جائحة «كوفيد - 19»، أو التوجهات التي تشكّل مجال الذكاء الصناعي، وسيتم خلال القمة مناقشة بعض الاعتبارات الاستراتيجية الضرورية لتأسيس منظومة فعّالة ومؤثرة للذكاء الصناعي، وتشجيع التعاون بين القيادات في هذا المجال، وتحري الخيارات الاستراتيجية الوطنية الملائمة.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.