أجرى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، اليوم الاثنين، جولة مفاوضات جديدة بشأن العلاقة التجارية بينهما بعد بريكست والتي باتت تواجه طريقا مسدودا وخطر عدم التوصل الى اتفاق، وهو أمر قد يترك آثارا كارثية على الاقتصاد الذي يرزح تحت أزمة كوفيد-19.
وقد أطلقت الحكومة البريطانية حملة لتقديم المعلومات أبلغت فيها الأنشطة التجارية بأن الوقت يضيق وتطلب منها الاستعداد لفصل جديد معقد من المبادلات التجارية عندما تنتهي المرحلة الانتقالية لما بعد بريكست في نهاية العام، باتفاق أو من دونه.
لكن مجموعات مهنية حذرت من فوضى جديدة محتملة لسائقي الشاحنات واحتمال حصول نقص في الأدوية، لأن الاستعدادات لا تزال غير كافية قبل أن تغلق بريطانيا صفحة قرابة خمسة عقود من الاندماج الأوروبي.
وقال نائب رئيس اتحاد الصناعات البريطانية جوش هاردي إن «تحديات ثلاثية غير مسبوقة» ترخي بظلالها بفعل الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد في وقت سابق هذا العام وعودته الآن «والريبة المحيطة بالعلاقة التجارية للمملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي».
والمفاوضات التجارية البطيئة أساسا تعرقلت الخميس حين طالبت الدول الاعضاء الـ27 في الاتحاد الاوروبي لندن بتنازلات، مؤكدة في الوقت نفسه رغبتها في مواصلة المفاوضات للتوصل الى اتفاق تبادل حر قبل السنة المقبلة حين يتوقف العمل بالقواعد الأوروبية. لكن لندن رفضت ذلك مشترطة لمواصلة المفاوضات حصول تغيير جوهري في المقاربة من جانب الأوروبيين.
وقال وزير الدولة البريطاني مايكل غوف أمام مجلس العموم (البرلمان) الإثنين: «لا فائدة من مواصلة المفاوضات طالما بقي الاتحاد الأوروبي متمسكا بهذا الموقف. هذه المحادثات ستكون بلا فائدة، ولن تقربنا من التوصل لحل قابل للتنفيذ»، مرحّباً بالتزام كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ترسيخ أي محادثات في وثيقة قانونية.
وكان المتحدث الرسمي باسم جونسون قد قال في وقت سابق الإثنين «إذا غير الاتحاد الأوروبي موقفه، سنكون على استعداد للتفاوض معهم، لكن عليهم أن يكونوا مستعدين لمناقشة النص القانوني لمعاهدة (تجارية) تشمل كل المجالات ويجب أن يظهروا رغبة حقيقية في التوصل لحل يحترم سيادة واستقلال المملكة المتحدة، وإلا سنطوي الفترة الانتقالية بناء على قواعد استراليا»، في إشارة إلى ترتيبات أساسية تحكمها رسوم وسقوف منظمة التجارة العالمية.
وفي بروكسل قال بارنييه الإثنين إن بروكسل على استعداد لإجراء محادثات تجارية على أساس نصوص قانونية لكنها تنتظر ردا من لندن.
والتقى غوف الاثنين في لندن نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش وبحثا في مسألة تطبيق معاهدة الانفصال التي هددت بريطانيا بإعادة صياغتها من خلال قانون جديد للسوق الداخلي ينظم التجارة في مرحلة ما بعد بريكست داخل المملكة المتحدة.
وتقول مجموعات مهنية بريطانية إنها تبذل كل ما بوسعها للتحضير لكن جهودها تتعرقل بسبب عدم وضوح الحكومة، ومنها ما يتعلق بنظام معلوماتي جديد لسائقي الشاحنات المتجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي، لا يزال في مرحلة الاختبار.
وحضت جمعية صناعة الأدوية البريطانية الحكومة على التوصل لاتفاقية خاصة بالقطاع مع الاتحاد الأوروبي، لضمان عدم توقف إمدادات الأدوية الضرورية في حال عدم التوصل لاتفاقية تجارة شاملة في الوقت المناسب.
المفاوضات البريطانية الأوروبية تسلك طريقاً مسدوداً
المفاوضات البريطانية الأوروبية تسلك طريقاً مسدوداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة