الجيش العراقي يحبط هجوما على الحبانية

تفكيك معمل لتصنيع العبوات الناسفة في الفلوجة

الجيش العراقي يحبط هجوما على الحبانية
TT

الجيش العراقي يحبط هجوما على الحبانية

الجيش العراقي يحبط هجوما على الحبانية

أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار أن القوات العراقية ممثلة بالجيش والشرطة تمكنت، من صد هجوم شنه تنظيم داعش، على محيط معسكر الحبانية في منطقة الجزيرة والبو هزيم شرقي الرمادي، مما أسفر عن مقتل 22 من مسلحي التنظيم. وقال قائد شرطة الأنبار اللواء كاظم الفهداوي في تصريح صحافي أمس الجمعة إن «القوات الأمنية تمكنت من تدمير 6 عجلات كان يستقلها عناصر التنظيم وتفجير شاحنة مفخخة وتفجير منصة لإطلاق الصواريخ كانت موضوعة في بستان زراعي بالقرب من الحبانية».
في سياق ذلك أعلنت وزارة الدفاع عن تطهير مجمع المعامل في ناحية الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة، (60 كلم غرب بغداد) كان يستخدم لصنع العبوات الناسفة من قبل تنظيم داعش. وقال بيان لوزارة الدفاع أمس الجمعة إن «أبطال فرقة التدخل السريع الأولى والقطعات الملحقة بها والحشد الشعبي وبإسناد من طائرات القوة الجوية البطلة، وبإشراف مباشر من قبل قائد الفرقة قامت بعملية تعرضية استباقية واسعة النطاق جنوب غربي الكرمة وبـ3 محاور لتطهير مجمع المعامل ضمن منطقة الحراريات».
وأضافت الوزارة، أن «العملية أسفرت عن تطهير المنطقة ومسكها بالكامل وتكبيد العصابات الإجرامية خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات»، مؤكدة «مقتل 100 إرهابي من جنسيات مختلفة من بينهم القائد العسكري المسؤول عن مجمع المعامل والحراريات والشهابي في قضاء الكرمة واثنين من معاونيه».
وبينت الوزارة، أن «تنظيم داعش كان يستغل المجمع كمقار آمنة له ولتصنيع العبوات الناسفة ولتفخيخ العجلات وملجأ للخطف وجميع الأعمال الإجرامية وتعدّ أيضا منطقة لتحشيد الانتحاريين ضد القطعات العسكرية».
ولفتت الوزارة إلى أن «العملية أسفرت أيضا عن تفكيك ورفع أكثر من 250 عبوة ناسفة وتدمير أكثر من 15 عجلة تحمل أحاديات وتفجير عدد من العجلات المفخخة التي حاولت التعرض للقطعات العسكرية». إلى ذلك حذر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني من محاولات يقوم لها تنظيم داعش لفتح جبهات قتالية جديدة لتعويض ما لحق به من خسائر في معارك جنوب تكريت.
وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي في خطبة الجمعة إن «المرجعية الدينية تثمن الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش والمتطوعين وأبناء العشائر»، داعيا إلى أهمية أن «تسعى المؤسسات الحكومية والمدنية لتثبيت ثقافة المواطنة في نفوس الناس والعيش المشترك بينهم، فإن في ذلك ضمانة أكيدة في التخلص من المشكلات التي يمر بها البلد التي لا تميز بين طائفة وأخرى والمقصود خلق أجواء فيما أمكن من الجهات الإعلامية والاجتماعية».
سياسيا وفي محافظة الأنبار أيضا فإنه وبسبب عدم تفاعل الحكومة المركزية مع أبناء العشائر فإن وفدا عشائريا من الأنبار سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية منتصف الشهر الحالي لحث الإدارة الأميركية على تسليح العشائر التي تقاتل ضد تنظيم داعش في المحافظة. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الوفد سيكون مشتركا بين الحكومة المحلية في المحافظة ممثلة بمجلس المحافظة وبين شيوخ العشائر وبعلم الحكومة العراقية المركزية» مبينا أن «الهدف من هذه الزيارة هو الطلب من الإدارة الأميركية دعم وتسليح أبناء العشائر لمواجهة تنظيم «داعش».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.