إنفاق أقل وصفقات ناجحة... كيف غيّر «كورونا» مفاهيم الأغنياء في عالم كرة القدم؟

فترة الانتقالات الأخيرة كانت فريدة من نوعها بسبب الوباء الذي بدل شكل العالم بأكمله

تياغو ألكانتارا - خاميس رودريغيز - كاي هافرتز - توماس بارتي (غيتي)
تياغو ألكانتارا - خاميس رودريغيز - كاي هافرتز - توماس بارتي (غيتي)
TT

إنفاق أقل وصفقات ناجحة... كيف غيّر «كورونا» مفاهيم الأغنياء في عالم كرة القدم؟

تياغو ألكانتارا - خاميس رودريغيز - كاي هافرتز - توماس بارتي (غيتي)
تياغو ألكانتارا - خاميس رودريغيز - كاي هافرتز - توماس بارتي (غيتي)

في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، تحدث المدير الرياضي لنادي يوفنتوس، فابيو باراتيشي، لأول مرة عن فترة الانتقالات التالية قائلاً: «يتعين علينا أن نكون مبدعين وخياليين». لقد كان باراتيشي محقاً تماماً، حيث شهدت فترة الانتقالات الصيفية لهذا العام ظهور المزيد من الأفكار، في الوقت الذي أنفقت فيه الأندية أموالاً أقل.
لقد مرت خمسة أشهر منذ ذلك الحين، وقد انتهينا من فترة انتقالات طويلة ومكثفة للغاية. وقد كانت فترة الانتقالات الأخيرة فريدة من نوعها في حقيقة الأمر، بسبب الظروف التي تغيرت نتيجة تفشي فيروس كورونا. وكانت هناك بعض الأفكار الرائعة، على الرغم من أنه لم يتم تطبيقها كلها على أرض الواقع. وقد وصلت الأمور إلى طريق مسدود في بعض الأحيان، لكنها كانت مبهجة وسعيدة في أحيان أخرى خلال فترة الانتقالات الأخيرة. وقبل كل شيء، لم تكن فترة الانتقالات بمعزل عن كل ما حدث خلال الصيف بسبب تفشي فيروس «كورونا»، الذي غيّر شكل العالم بأكمله، وبالتالي لم يكن من الغريب أن يغير شكل سوق انتقالات اللاعبين.
وأصبحت موارد العديد من الأندية محدودة بسبب الرقابة الاقتصادية الصارمة التي فرضها الدوري الإسباني الممتاز وتطبيق سقف لرواتب اللاعبين في كل نادٍ، في الوقت الذي تأثرت فيه الموارد الاقتصادية لجميع الأندية بشدة بسبب أزمة فيروس «كورونا». واضطر برشلونة، الذي أعلن في اليوم الأخير من فترة الانتقالات عن خسائر بقيمة 97 مليون يورو (88 مليون جنيه إسترليني) خلال السنة المالية، إلى بيع عدد من اللاعبين وتخفيض فاتورة الرواتب من أجل ضم صفقات جديدة. ولم يتعاقد العملاق الكاتالوني إلا مع سيرجينو ديست بعد أن باع نيلسون سيميدو، لكنه فشل في إجبار عثمان ديمبلي أو صمويل أومتيتي على الرحيل، كما فشل في الحصول على مبالغ مالية كبيرة من بيع اللاعبين الذين أجبرهم على المغادرة، ولم يتمكن من ضم إريك غارسيا وممفيس ديباي في اليوم الأخير من فترة الانتقالات.
ورغم أن ريال مدريد كان هو النادي الذي أدخل مفهوم «فريق العظماء» إلى عالم كرة القدم عندما كان يضم أبرز اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة كل عام، فإنه لم يتعاقد مع أي لاعب في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، وقرر خفض التكاليف وتحقيق الاستقرار والاندماج بين اللاعبين الموجودين بالفعل. لقد كان ريال مدريد يمني النفس بأن تنخفض أسعار اللاعبين بسبب تفشي فيروس «كورونا»، وكان يأمل في ضم النجم الإنجليزي جادون سانشو مقابل 90 مليون يورو، بالإضافة إلى بعض الحوافز المالية، في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي. وظل أحد المقربين من اللاعب الدولي الإنجليزي يقول لعدة أشهر: «لقد كانت صفقة انتقال اللاعب إلى ريال مدريد قريبة جداً، واللاعب يشعر بالإحباط لعدم إتمام الصفقة». لكن الشيء المؤكد هو أن نادي بوروسيا دورتموند الألماني لن يمنح خصماً لأي شخص، ولن يتخلى عن خدمات أي لاعب إلا بالمقابل المادي الذي يرى أنه يناسب قدراته وإمكانياته.
وقد أدار مانشستر سيتي الأموال المتاحة لديه بشكل جيد، في الوقت الذي تعاقد فيه آرسنال مع النجم الغاني توماس بارتي من خلال دفع الشرط الجزائي الموجود في عقده، والذي تصل قيمته إلى 50 مليون يورو في دفعة واحدة، وهو الأمر الذي فاجأ مسؤولي نادي أتلتيكو مدريد، الذي لم يكن يتوقع حدوث ذلك قبل خمس ساعات من إغلاق فترة الانتقالات. في الحقيقة، تعكس صفقة انتقال بارتي إلى آرسنال، من نواحٍ كثيرة، الطريقة التي يُنظر بها إلى صفقات انتقال اللاعبين على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام، فبمجرد أن أعلن مسؤولو أتليتكو مدريد عن عدم رضاهم عما حدث، بدأ بعض مشجعي آرسنال يعلنون عن غضبهم على وسائل التواصل الاجتماعي من رد فعل النادي الإسباني على الصفقة، ووصل الأمر إلى قيام البعض بتوجيه بعض الإهانات.
وفي النهاية، لا يمكن لأي شخص أن ينكر على مشجعي آرسنال حقهم في أن يحلموا بتكوين فريق قوي يعيد للنادي أمجاده السابقة. لقد دفع آرسنال قيمة الشرط الجزائي في عقد بارتي، دون أن يدخل في أي مفاوضات مع أتليتكو مدريد، وهو الأمر الذي أثار غضب واستياء مسؤولي النادي الإسباني، لكن استراتيجية آرسنال السرية للغاية في مثل هذه الأمور كانت مثالية، وهي التي صنعت الفارق في فترة الانتقالات الأخيرة. ومن المؤكد أن لاعب خط الوسط الغاني البالغ من العمر 27 عاماً سيكون إضافة قوية للمدفعجية، بقيادة المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا، وسيعزز فرص النادي في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا. ويمتاز بارتي بقدرته على إفساد هجمات الفرق المنافسة، والقيام بأدواره الهجومية بشكل رائع، فضلاً عن قوته البدنية الهائلة، ومراوغاته الجيدة.
وكان تشيلسي هو الاستثناء الوحيد على الساحة العالمية، حيث أنفق بسخاء وأبرم صفقات مثيرة للإعجاب على الرغم من تداعيات فيروس «كورونا»، ومن الواضح أن تشيلسي كان قد خطط مسبقاً لإتمام هذه الصفقات الرائعة. لقد كان مالك تشيلسي، رومان أبراموفيتش، واضحاً للغاية عندما قال: «نحن لا نشتري إلا لاعبين من الطراز الرفيع، ولا توجد لدينا خطة بديلة. شكراً جزيلاً لكم». وبالفعل، تعاقد تشيلسي مع لاعبين مميزين للغاية، في ظل منافسة قليلة من الأندية الأخرى على هذه الصفقات، من أجل سد الفجوة الكبيرة بينه وبين مانشستر سيتي وليفربول والعودة للمنافسة بقوة على البطولات والألقاب.
في الحقيقة، لم يبرم أي نادٍ في العالم صفقات قوية مثل تلك التي أبرمها تشيلسي في فترة الانتقالات الأخيرة، وهو الأمر الذي أثار إعجاب ودهشة عدد من المديرين الرياضيين في جميع أنحاء العالم عندما تحدثوا عن الإنفاق السخي من جانب أبراموفيتش، فلم يكتف النادي الإنجليزي بالتعاقد مع حكيم زياش وتيمو فيرنر وكاي هافرتز وبن تشيلويل وتياغو سيلفا وإدوارد ميندي، لكنه نجح أيضاً في منع بايرن ميونيخ من التعاقد مع كالوم هدسون أودوي في الأيام الأخيرة لفترة الانتقالات. لقد قدم النادي الألماني عرضاً قوياً، لكن اللاعب قرر البقاء مع المدير الفني للبلوز، فرانك لامبارد، الذي طلب من مجلس الإدارة عدم بيع اللاعب.
ويجب الإشارة إلى أن صفقة انتقال هافرتز إلى تشيلسي قد عُقدت بين شوطي المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان. ففي تلك اللحظة، اتصل مديرو نادي باير ليفركوزن بمسؤولي نادي روما الإيطالي وقالوا لهم: «لقد بعنا هافرتز إلى تشيلسي، لقد انتهى الأمر. ونريد الآن الحصول على خدمات باتريك تشيك». وبعد أسبوعين، تم الإعلان رسمياً عن انتقال هافرتز إلى تشيلسي، وتشيك إلى باير ليفركوزن. لكن ليفربول هو من أبرم أفضل صفقة هذا العام. في يونيو (حزيران) الماضي، ظهر تياغو ألكانتارا في مقر نادي بايرن ميونيخ للتوقيع على تمديد عقده مع النادي في ظل حضور المصورين لالتقاط الصور أثناء التوقيع. وبدلاً من ذلك، فاجأ اللاعب الجميع بقوله: «أريد أن أفكر في الأمر. وأحتاج إلى أن أتحدث عن ذلك مع عائلتي، وسأرد عليكم جميعاً غداً».
وبعد أربع وعشرين ساعة، ظهر ألكانتارا في مقر النادي مرة أخرى للتحدث إلى المديرين في نادي بايرن ميونيخ، وقال والدموع في عينيه إنه يريد الرحيل. لقد أقنعه المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، خلال الحديث معه عبر مكالمات بالفيديو بالانتقال إلى الريدز. وفي الحقيقة، عندما تم الإعلان عن تفاصيل صفقة انتقال ألكانتارا إلى ليفربول لم أصدق ذلك. وبمجرد الإعلان عن هذه الصفقة، تلقيت رسائل هاتفية من عدد كبير من جماهير ليفربول السعيدة بهذا الخبر. إن التعاقد مع لاعب بقدرات وإمكانيات ألكانتارا مقابل 25 مليون يورو، بالإضافة إلى بعض المكافآت والحوافز المالية، هو أمر رائع للغاية بالنسبة لنادي ليفربول.
ويجب الإشارة إلى أن جزءاً كبيراً من نجاح ليفربول في الآونة الأخيرة يتمثل في قدرته على ضم لاعبين متألقين على وشك أن يصلوا لمرحلة العالمية. لكن ألكانتارا لاعب عالمي من الطراز الرفيع بالفعل، وقد أثبت ذلك في أول ظهور له بقميص «الريدز» ضد تشيلسي، عندما شارك بديلاً في الشوط الثاني.
وفي الحقيقة، استفادت بعض الأندية من الفرص الحاسمة المتاحة أمامها في فترة الانتقالات الأخيرة، فعندما اضطر ريال مدريد، على سبيل المثال، إلى بيع عدد من لاعبيه بسبب الخسائر المالية الفادحة، استغل توتنهام هوتسبير الوضع أفضل استغلال، وتعاقد مع الظهير الأيسر يرجيو ريغيلون، الذي يمتلك إمكانيات فنية هائلة. لم يكتف جوزيه مورينيو بسحق ناديه السابق مانشستر يونايتد بستة أهداف مقابل هدف وحيد في الجولة الرابعة، لكنه تغلب أيضاً على مانشستر يونايتد في صراع ضم ريغيلون. كما استفاد نادي إنترميلان، بقيادة مديره الفني الإيطالي أنطونيو كونتي، من ذلك، وتعاقد مع النجم المغربي أشرف حكيمي مقابل 40 مليون يورو. وشارك حكيمي بالفعل في 120 دقيقة في الدوري الإيطالي الممتاز مع إنترميلان أحرز خلالها هدفاً وصنع هدفين، ليؤكد أنه صفقة رابحة للغاية.
وفي ظل تداعيات تفشي فيروس «كورونا»، لم يكن هناك سوى القليل من الاستثمارات النقدية، لدرجة أن حتى الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني الممتاز قد اضطرت للتعاقد مع لاعبين على سبيل الإعارة، مع وضع بند لأحقية الشراء خلال الصيف المقبل، رغم أن هذه الأندية كانت تنفق 200 مليون يورو أو 300 مليون يورو في موسم واحد قبل ذلك. وتعاقد يوفنتوس، على سبيل المثال، مع فيديريكو تشيزا من فيورنتينا على سبيل الإعارة مقابل مليوني يورو يدفعها يوفنتوس هذا الموسم، ثم يدفع 8 ملايين يورو في السنة الثانية من الإعارة في يونيو (حزيران) 2021، بالإضافة إلى 40 مليون يورو في حال شراء اللاعب بشكل دائم في عام 2022، و10 ملايين يورو أخرى كحوافز تُدفع على مدار الأربع سنوات.
إنه جدول مدفوعات لافت للنظر بالطبع، لكنه ضروري في سوق تعاني تماماً من نقص السيولة المالية، ووصل الأمر لدرجة أن غاريث بيل عاد إلى توتنهام على سبيل الإعارة، ورحل لويس سواريز من برشلونة إلى أتلتيكو مدريد دون مقابل على الإطلاق، على أن تتكفل الأندية الجديدة بدفع راتب اللاعبين!
ولم يكن من الممكن تخيّل أن يحدث هذا على الإطلاق قبل عام واحد فقط من الآن. وقبل تفشي الوباء، كان يوفنتوس على استعداد لتقديم عرض إلى مانشستر يونايتد بقيمة 100 مليون يورو للتعاقد مع لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا. لقد وضع النادي الإيطالي الأموال المخصصة لهذه الصفقة جانباً، لكنه لن يستطيع دفعها لمانشستر يونايتد في دفعة واحدة، وبالتالي اضطر للتراجع عن الصفقة.
وعلاوة على ذلك، تعاقد يوفنتوس مع الجوهرة السويدية ديان كولوسيفسكي من أتالانتا. وينتظر اللاعب السويدي الشاب، المولود في عام 2000، مستقبل باهر، ولم يكلف «السيدة العجوز» سوى 45 مليون يورو، بالإضافة إلى بعض الحوافز المالية الأخرى، ويمتلك قدرات وفنيات هائلة للدرجة التي جعلت النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يشيد به كثيراً. وفي غضون ذلك، تعاقد مانشستر يونايتد مع أمادا تراوري البالغ من العمر 18 عاماً من أتالانتا الإيطالي مقابل 30 مليون يورو، بالإضافة إلى حوافز مالية أخرى بقيمة 10 ملايين يورو.
وفي صباح اليوم الأخير لفترة الانتقالات الصيفية، قال له المدير الفني لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير: «أنت موهبة للمستقبل، سننتظرك». وسينضم تراوري إلى مانشستر يونايتد في يناير (كانون الثاني) المقبل، ويعتبره فريق الكشافة في مانشستر يونايتد واحداً من أفضل ثلاثة مواهب وُلِدوا في عام 2002 في العالم، على الرغم من أنه لم يلعب سوى 25 دقيقة فقط في الدوري الإيطالي الممتاز (لكنه نجح في هز الشباك خلال هذه الفترة القصيرة).
ويستحق إيفرتون أيضاً الثناء، حيث نجح المدير الفني الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي في أن يُحدِث فارقاً كبيراً، رغم أنه لا يملك كثيراً من الأموال، لكنه بالتأكيد يملك كثيراً من الأفكار. لقد أرسل أنشيلوتي عدداً كبيراً من الرسائل إلى لاعبين مثل خاميس رودريغيز وآلان واتصل بهم هاتفياً أكثر من مرة بهدف إقناعهم بالانضمام إلى إيفرتون. لقد حقق المدير الفني الإيطالي ما أراده، ويسعى الآن لتحقيق إنجازات كبيرة مع إيفرتون، وتشير كل المؤشرات الأولية إلى أنه يسير في الطريق الصحيح. وبشكل عام، كانت فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة صعبة للغاية على الجميع، وقد تكون فترة الانتقالات المقبلة أكثر سوءاً بالنسبة لتلك الأندية التي قد تخسر عدداً من لاعبيها بعد انتهاء عقودهم، مثل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي سيحق له الرحيل إلى أي نادٍ مجاناً في يناير (كانون الثاني) المقبل، ومن المؤكد أن مسؤولي مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان يستعدون لهذه اللحظة تماماً!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.