دعوات لإغلاق تام في طهران مع ارتفاع الحالات الحرجة

دعا مسؤولون كبار في إدارة العاصمة طهران إلى إغلاق يتراوح بين أسبوعين وشهر واحد لمواجهة الموجة الثالثة من تفشي فيروس كورونا. وكشف تقرير أسبوعي عن بلوغ الذروة في 7 محافظات، في وقت أظهرت فيه بيانات الوزارة قفزة في الحالات الحرجة في غرف العناية المركزة، بتسجيل أكثر من 4500 حالة، في أعلى مستويات معلنة من قبل المسؤولين الصحيين في إيران منذ تفشي الوباء في فبراير (شباط) الماضي.
وأفادت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، أمس، بأن بلادها سجلت 3890 إصابة جديدة، فيما بلغت الوفيات 252 حالة، خلال 24 ساعة. وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 530380، وبلغت حصيلة الوفيات 30375، حسب الإحصائية المعلنة.
وأشارت لاري إلى تسجيل 1661 وافداً جديداً إلى المستشفيات الإيرانية، فيما قفزت الحالات الحرجة في غرف العناية إلى 4744 حالة.
ومن بين 31 محافظة، لا تزال محافظة واحدة، هي بلوشستان (في جنوب شرقي البلاد)، خالية من تصنيف الوضع الأحمر الذي يشمل 26 محافظة، أو حالة الإنذار التي تشمل 4 محافظات.
وقامت وزارة الصحة الإيرانية بتعديل طريقتها في إعلان الإحصاءات عدة مرات، وتوقفت منذ شهور عن إعلان إحصاءات يومية للمحافظات. لكن وزير الصحة، سعيد نمكي، عد أن «إيران تقدم الإحصائيات الأكثر شفافية»، قائلاً إن عدم مواجهة من يتجاهلون البرتوكولات والقوانين الخاصة بوباء كورونا أكثر ما ينقص إدارة الجائحة. غير أن رئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران، علي رضا زالي، قال إن طهران «ستشهد صورة مختلفة خلال الأيام المقبلة، مع تنفيذ برامج رادعة لكورونا، بالتعاون مع الشرطة».
وكانت طهران قد كشفت، في بداية الأسبوع الماضي، عن قائمة لفرض غرامات مالية على كيانات وأفراد لم يلتزموا بتعليمات صحية أعلنت عنها الحكومة.
وأعاد تباين بين المسؤولين حول عدد الوفيات المعترف بها بفيروس كورونا الجدل حول العدد الحقيقي للوفيات والإصابات.
وقالت لجنة الأمراض الوبائية في وزارة الصحة، في تقريرها الأسبوعي، إن إيران لا تزال تسجل عدداً كبيراً من الوفيات والإصابات، لكنها تلاحظ مسار الاستقرار بتغييرات جزئية.
وقالت اللجنة إن 7 محافظات (منها 5 محافظات غرب البلاد، وهي: إيلام وكردستان وكهكيلويه بوير أحمد وهمدان وآذربايجان الغربية، إضافة إلى مازندران الشمالية وسمنان، شرق طهران) تمر بذروة تفشي الفيروس، فيما لم تتوفر بيانات تظهر حالتي محافظات قم وهرمزجان.
وعدت محافظات الأحواز وخراسان الشمالية وتشهار محال بختياري وزنجان في حالة مستقرة، مشيرة إلى تخطي الذروة في خراسان الجنوبية وبوشهر.
وبحسب التقرير، فإن العاصمة طهران شهدت نمواً منخفضاً من الفيروس، وهو ما يتناقض مع الإحصائيات التي وردت على لسان بعض المسؤولين الإيرانيين خلال الأيام الماضية.
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن رئيس لجنة الصحة في مجلس بلدية طهران، ناهيد خدا كرمي، أن طهران سجلت 136 حالة وفاة يوم السبت، بعدما سجلت 129 حالة يوم الجمعة، وهو ما يعادل نصف الحالات المعلنة في عموم البلاد.
وقالت كرمي إن أكثر من 15 حالة وفاة ناجمة عن فيروس كورونا، أو يشتبه بإصابتها بالوباء، تم دفنها في مقبرة «بهشت زهرا»، أكبر المقابر الإيرانية جنوب طهران.
وقبل 3 أسابيع، قالت خدا كرمي إن عدد الوفيات في طهران يبلغ 12 ألف شخص. وقال رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي (رفسنجاني)، إن عدد الوفيات اليومية في طهران يقترب في الوقت الحالي من 150 شخصاً.
ودعا هاشمي إلى التفكير بإغلاق تام لفترة أسبوعين في طهران والمدن الكبيرة، محذراً من العجز في مواجهة الموجة الثالثة، في حال عدم القيام بذلك.
وطلبت المسؤولة الإيرانية فرض القيود والإغلاق لفترة لا تقل عن شهر للحد من انتشار فيروس كورونا.
وتعليمياً، أعلن وزير الصحة الإيراني، محسن حاجي ميرزائي، حظر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية في عملية التعليم عبر الإنترنت، مشدداً على ضرورة استخدام تطبيق أطلقته الوزارة، باسم «شاد»، لاستمرار المسار التعليمي عبر الإنترنت.
ودعا الوزير الإيرانيين إلى عدم القلق حول المسار التعليمي، معلناً انتهاء الحصص الدراسية لهذا العام في الوقت المحدد.