تحركات تنذر بعمل عسكري وشيك لـ«الجيش الوطني» في جنوب ليبيا

مجلس النواب يدعو أعضاءه إلى جلسة بمقره في بنغازي

عناصر من اللواء 128 الذي عزز انتشاره في سبها (الجيش الوطني الليبي)
عناصر من اللواء 128 الذي عزز انتشاره في سبها (الجيش الوطني الليبي)
TT

تحركات تنذر بعمل عسكري وشيك لـ«الجيش الوطني» في جنوب ليبيا

عناصر من اللواء 128 الذي عزز انتشاره في سبها (الجيش الوطني الليبي)
عناصر من اللواء 128 الذي عزز انتشاره في سبها (الجيش الوطني الليبي)

تزايدت حدة التكهنات، أمس، باحتمال قيام قوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، بتحرك عسكري لتأكيد السيطرة على المنطقة الجنوبية في البلاد. وأعلنت غرفة عمليات الجنوب في الجيش، أمس، دخول اللواء 128 معززا بقوة ضخمة إلى مدينة سبها وإعلان حالة الطوارئ من قبل مدير الأمن العميد السنوسي صالح، مشيرة إلى «الاستعداد للتوجه إلى الجنوب بعد تكليف القيادة العامة للجيش لتطهير المنطقة الجنوبية وتأمينها من الخارجين عن القانون».
وقالت الغرفة إن عناصر اللواء ستقوم اعتباراً من الأسبوع المقبل بخمس مهام تتضمن تأمين المحروقات وتنظيم محطات الوقود، إضافة إلى المساعدة في إخلاء مرافق عامة وخاصة عدة تسيطر عليها تشكيلات مسلحة وتوقيف جميع المطلوبين أمنياً في المنطقة. وكانت الكتيبة 128 مشاة التابعة لـ«الجيش الوطني» أعلنت أنه «بناء على تعليمات القيادة العامة للجيش، تم التحاق كتائب وسرايا وضباط وضباط صف وجنود قادمين باللواء 128 المعزز، بإشراف آمره العقيد حسن الزادمة».
وأكدت أن «المنطقة العسكرية الجنوبية استعدت لتنفيذ أي مهمة قتالية يتم تكليفها بها وكذلك رد كل من تسول له نفسه المساس بسلامة الوطن والمواطن»، قبل أن تضيف: «لسنا دعاة حرب ولكننا أهل لها إذ ما دعت الضرورة».
ولم يكشف الجيش رسمياً عن أي نية لتحريك قواته جنوباً، لكن معلومات غير رسمية أشارت إلى احتمال قيام قواته بعمل عسكري في المنطقة الجنوبية، بعد تقارير تحدثت عن تحشيد وتحركات لميليشيات أسامة الجويلي، أحد كبار قادة قوات «الوفاق»، لمهاجمة مواقع الجيش في الجنوب، بهدف السيطرة على الحقول النفطية، خصوصاً الشرارة والفيل، إضافة إلى رصد الجيش لبعض الأسلحة الثقيلة وعربات إطلاق صواريخ غراد التابعة للميليشيات الموالية لـ«الوفاق» في الشويرف.
وكان الجيش اتهم القوات الموالية لـ«الوفاق» بالتخطيط لشن هجوم على الجفرة وسرت. والتزمت حكومة طرابلس وقواتها الصمت حيال هذه الاتهامات، علماً أنها كانت‏ استعادت غرب ليبيا بالكامل في يونيو حزيران الماضي، عقب انسحاب قوات الجيش الوطني، وإعادة تمركزها في مدينة سرت.
لكن المتحدث باسم قوات «الوفاق» العقيد محمد قنونو كرر إطلاق المزيد من التهديدات لـ«الجيش الوطني»، مشيراً إلى أن قواته «ما زالت ملتزمة بتعليمات وقف إطلاق النار بعد 100 يوم من كسر الحصار على جنوب العاصمة وتحرير ترهونة ومدن الغرب الليبي وبعد 60 يوما من إعلان وقف إطلاق النار». وأضاف: «نحن دعاة سلام وإعمار، لا دعاة حرب ودمار. سنبقي أيدينا على الزناد وسنرد بقوة وحزم وسنضرب بؤر التمرد وسنحرر كل شبر من أرض ليبيا ونحفظ مقدرات ليبيا وبحرها وسماءها».
وأعلنت «عملية بركان الغضب» التابعة لقوات «الوفاق»، أمس، اكتشاف 5 مقابر جديدة في مشروع الربط بمدينة ترهونة في غرب البلاد، ليرتفع بذلك عدد المقابر الجماعية المكتشفة في المدينة إلى 16 مقبرة جماعية. وقالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، مساء أول من أمس، في بيان لها، إنها انتشلت منذ 5 يونيو حزيران الماضي 102 جثة، تم العثور عليها في مقابر جماعية بترهونة وجنوب طرابلس، بعد ما وصفته بـ«عدوان حفتر وميليشياته على العاصمة ومدن الغرب الليبي».
إلى ذلك، دعا مجلس النواب الليبي أعضاءه إلى المشاركة في جلسة ستعقد اليوم بمقره في مدينة بنغازي شرق البلاد، من دون تحديد جدول أعمالها. وكان رئيس المجلس عقيلة صالح قد عرض لدى اجتماعه، مساء أول من أمس، بعدد من شباب مدن المنطقة الشرقية مبادرته لإنهاء الأزمة الليبية وتحقيق السلام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.