المطبخ التركي.. هل هو فعلا أصل المطبخ الشرق أوسطي؟

عثماني المنشأ تأثر بالمطبخ العربي والآسيوي

المطبخ التركي.. هل هو فعلا أصل المطبخ الشرق أوسطي؟
TT
20

المطبخ التركي.. هل هو فعلا أصل المطبخ الشرق أوسطي؟

المطبخ التركي.. هل هو فعلا أصل المطبخ الشرق أوسطي؟

تختلف الآراء فيما إذا كان المطبخ التركي هو أصل مطابخ الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط، أم أنه اكتسب منها جذوره وشهرته. والأمر المؤكد هو أن المطبخ التركي متنوع ويخلط بين عدة مناطق كانت تخضع للإمبراطورية العثمانية وتمتد بين أواسط آسيا وحتى مناطق الشرق الأوسط وبعض أرجاء أوروبا.
ويختلف المطبخ التركي بين منطقة وأخرى داخل تركيا نفسها، ففي مدن مثل إسطنبول وبورصة وأزمير ينتمي المطبخ فيها إلى التقاليد العثمانية التي تستخدم التوابل وتقدم أطباق الأرز بالإضافة إلى الأصناف الأخرى، مع أنواع من الخضراوات المطهية التي تعرف باسم «نورلو» بالإضافة إلى المحشي أو الدولمة والأسماك.
أما منطقة البحر الأسود، فتعتمد أكثر على الأسماك وتأثرت بالمطبخ الأوروبي، خصوصا من منطقة البلقان وسلافيا. وتعد منطقة الجنوب الشرقي من تركيا هي الأقرب إلى المطبخ العربي وتشتهر منها أصناف معروفة مثل الكباب والمزة، وأنواع الحلوى مثل: البقلاوة، والكنافة، والقطايف.
في غرب تركيا؛ حيث تزرع أشجار الزيتون، يستخدم زيت الزيتون في الطهي وتدخل معه أنواع الخضراوات المطهية بصلصة الطماطم مع الأسماك. وفي كل الأحوال يختلف المذاق بين منطقة وأخرى حتى في أنواع الكباب؛ حيث تستخدم توابل بمقادير مختلفة في كل منطقة.
وتقدم وجبة الفطور التركية التقليدية على صينية كبيرة الحجم كانت في المناطق الريفية بمثابة البديل عن المائدة، ويتكون الإفطار التركي من الخبز، والسميط، والجبن، والبيض، والزيتون، والسجق التركي، والبسطرمة مع الطماطم، والخيار، والمربى، والعسل، ويشرب الأتراك الشاي التركي مع الإفطار.
وعلى الرغم من انتشار المطاعم في تركيا، فإن الأتراك، خصوصا من الجيل القديم، يفضلون إعداد الطعام المنزلي، وتتكون الوجبة التركية عادة من الشوربة ثم الخضراوات المطهية مع اللحم مع أطباق جانبية من الأرز والسلاطة.
وتغزو تركيا حاليا سلسلة المطاعم الغربية السريعة، ولكن معظم الأتراك ما زالوا يفضلون المطبخ التقليدي وأنواع الطعام التركي المشهورة، مثل الكفتة، وكباب دونار، وهي أنواع يمكن أن تقدم على طريقة المطاعم السريعة أيضا.
وفي الماضي كانت اللحوم تقدم في المناسبات والأعياد، ولكنها الآن تنتشر على نحو يومي في المنزل التركي، ويتراوح تقديم اللحوم بين الأنواع المشوية أو المفرومة التي تقدم ضمن أطباق الطعام بالصلصة، مثل المسقعة والسبانخ، وفي المناطق الساحلية يتم استبدال اللحوم بالأسماك، خصوصا السردين، وفي المناطق الريفية تنتشر الأكلات التي تعتمد على الدجاج والبيض.
وفي فصل الصيف يفضل الأتراك الأكلات الخفيفة، مثل الجبن الأبيض مع بعض البطيخ أو الشمام، ومن الوجبات المحبوبة في الصيف الباذنجان المقلي والفلفل الأخضر المقلي مع صلصة الطماطم، كما تقدم أطباق محشي ورق العنب التي تحتوي على الأرز واللحم المفروم.
وبوجه عام يعتمد الأتراك على اللحم البقري والضأن والدجاج والأسماك. ويحتوي المطبخ التركي على عناصر أساسية، منها: الباذنجان، والفلفل الأخضر، والبصل، والثوم، والعدس، والأرز، والطماطم. ويقبل الأتراك أيضا على الفستق واللوز والكثير من المكسرات الأخرى. ومن التوابل يفضل الأتراك الفلفل الأسود، والكمون، والشطة، والنعناع، والبهارات، والزعتر. وتستخدم كل أنواع الزيوت بالإضافة إلى الزبد والدهون في المطبخ التركي.
وتشتهر تركيا بأنواع الفواكه المنتشرة في أريافها، وهي تشمل المشمش، والبرقوق، والرمان، والكمثرى، والتفاح، والعنب، والتين، بالإضافة إلى الكثير من أنواع البرتقال، ويتناول الأتراك الفواكه طازجة أو مجففة. ويتم تقديم بعض الأنواع في الماء المسكر وتسمى «خشاف».
ويلعب اللبن الزبادي (يوغورت) دورا محوريا في المطبخ التركي؛ حيث يقدم في أشكال مختلفة، مثل: اللبنة، وسلاطة الزبادي، والكشك، ويتم تناوله مع الكثير من أصناف اللحوم والخضراوات، مثل: الباذنجان، والكوسا، والسبانخ، والقنبيط. ويدخل الزبادي في صناعة الكثير من المشروبات والحلوى التركية. وهناك عشرات الأنواع من الجبن التركي التي تعتمد في أغلبها على الجبن الأبيض.
تشتهر أيضا من المطبخ التركي أنواع البوريك، وهي مثلثات من العجين تحتوي على الجبن أو اللحوم أو الخضراوات، ويتم طهيها في الفرن أو في الزيت المغلي، وهي تباع أحيانا في الأسواق كوجبات سريعة، ويأتي البوريك في أشكال مختلفة منها المبروم مثل شكل السجاير ويسمى «سيجارة بوريك».
وتتنوع طرق طهي الأرز في تركيا، منها نوع يسمى «بيلاف» وفيه يخلط الأرز ببعض الزبد ويقلي على النار مع إضافة بعض الماء إليه وطهيه بضغط البخار، وتضاف الطماطم لبعض أنواع الأرز الأخرى كما تضاف اللحوم إلى الأرز، وتطبخ أنواع أخرى من الأرز المخلوط بالمكسرات أو الحمص أو الباذنجان أو قطع الدجاج أو الأسماك.
ويعتني المطبخ التركي بالمقبلات أو المزة التي يتم تقديم الكثير من أنواعها قبل وجبة الطعام الرئيسية، ويمكن في بعض الأحيان الاكتفاء بالمزة، من أنواع المزة المشهورة السلاطة الخضراء، وسلاطة الطحينة، والحمص، ومعجون الطماطم بالفلفل الأخضر، والبصل الذي يسمى «اسيلي ازم». من الأنواع الأخرى، سلاطة الباذنجان، والفاصوليا البيضاء بالصلصة، والباذنجان المقلي، والبوريك، وسلاطة الزبادي، والخيار، وقطع الدجاج المقلية، ومحشي ورق العنب (دولمة)، والفاصوليا الخضراء، ومحشي الكوسا، بالإضافة إلى الزيتون الأخضر وأسماك الأنشوجة المملحة.
وتتكون أطباق اللحوم التركية من الأنواع السريعة التي تدخل في صناعة الكباب ومنها لحم الغنم والبقري والدجاج. ويتم طبخ اللحوم في تركيا مع صلصة الطماطم أو مسلوقة مع الخضراوات. وأحيانا يتم طهي اللحوم من دون إضافة أي ماء لها، كما تنتشر أنواع الكباب المنزلي الذي يتم تحضيره وتقديمه على أطباق مختلفة من الخضراوات، وتعرف أنواع الكفتة في تركيا بالمدن التي تختص به،ا فهناك مثلا أزمير كفتة وبورصة كفتة، ومنها المشوي أو المقلي.
أما المشروبات، فأهمها القهوة التركية، والشاي الأحمر، والسحلب الذي يتم تناوله في فصل الشتاء، والشربات في المناسبات، ويتم تناول الخشاف في شهر رمضان.
ويتميز المطبخ التركي بسهولة التحضير والتنوع والطعم اللذيذ.



ثلث مطاعم لندن تعاني من ظاهرة «كل واهرب»

تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)
تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)
TT
20

ثلث مطاعم لندن تعاني من ظاهرة «كل واهرب»

تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)
تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)

ظاهرة «Dine and Dash» أو الخروج من المطعم دون دفع الفاتورة تعدّ مشكلة متزايدة في كثير من المطاعم في بريطانيا، وبالأخص في لندن.

وفقاً لبعض التقارير والإحصائيات الحديثة، تشير بعض الدراسات إلى أن ثلث المطاعم في لندن ومناطق أخرى في المملكة المتحدة قد تأثرت بهذا النوع من السلوك. هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها في تزايد كبير، وتعود لأسباب عديدة، مثل الازدحام، حيث تعدّ لندن مدينة ذات كثافة سكانية عالية جداً، ومن بين أكثر عواصم العالم من حيث استقبال ملايين السياح سنوياً، وهذا الازدحام يخلق بيئة يسهل فيها على البعض الخروج من المطاعم دون أن يُلاحَظوا من قبل الموظفين، كما أن هناك من يعتقد أنه ليس هناك قانون صارم بما فيه الكفاية، ما يساهم في ازدياد هذه الحوادث.

القانون في بريطانيا قد يتغير قريباً، خاصة أنه تم إصدار حكم بالسجن لمدة عام لزوجين بريطانيين قاما برفقة أبنائهما الستة بالأكل في مطاعم كثيرة في بريطانيا من دون دفع الفاتورة، بالإضافة إلى سرقة منتجات من السوبرماركت، ويبدو أن الحكومة في بريطانيا أرادت أن تجعل من برنارد ماك دونا، وزوجته آن ماك دونا، عبرة لكل من يعتقد أنه سيتمكن من الفرار من دون عقوبة، بعدما ازدادت هذه الظاهرة بشكل كبير.

يتهرب بعض الزبائن من الدفع عند جلوسهم على الطاولات الخارجية (الشرق الاوسط)
يتهرب بعض الزبائن من الدفع عند جلوسهم على الطاولات الخارجية (الشرق الاوسط)

ومن بين الأسباب التي تساعد على حدوث هذا النوع من السرقات هو استخدام بعض المطاعم أنظمة دفع عبر الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية أو «كيو آر كود»، ما يجعل من السهل على الشخص مغادرة المكان دون التفاعل المباشر مع الموظفين، وفي بعض الأحيان قد تكون الأنظمة في بعض المطاعم غير كافية لتوثيق المدفوعات بشكل صحيح، ما يمنح الأشخاص فرصة للهروب من دفع الفاتورة.

وفي مقابلة مع الشيف الإيطالي ألدو زيلي، قال: «الحوادث تزداد بشكل كبير، ولا سيما المطاعم التي لديها جلسات خارجية، فمن الصعب على فريق العمل في المطبخ أن يراقبوا الجالسين في الخارج طيلة الوقت. وبالتالي من السهل على النصابين ترك الطاولة دون أن يدفعوا فلساً واحداً».

وأكثر المطاعم التي تتعرض للسرقة في لندن وخارجها هي المطاعم الفاخرة أو التي تقدم المأكولات الراقية، فقد يجد البعض أن الفاتورة مرتفعة للغاية ولا يستطيعون دفعها، وبالتالي يلجأون إلى الهروب دون دفع. وعن الخسائر المادية التي تتكبدها المطاعم، يقول زيلي: «هذا النوع من السلوك يؤدي إلى خسائر مالية للمطاعم، ويؤثر على أرباحها، خاصة إذا كانت الظاهرة منتشرة في مناطق مثل لندن، حيث يزداد عدد الزبائن بشكل مستمر. وفي حال لم تتدخل الحكومة فستضطر عدة مطاعم لإقفال أبوابها أو سيكون مصيرها الإفلاس».

وتابع الشيف زيلي أنه بدأ يطلب من زبائنه ترك بطاقة الائتمان الخاصة بهم مع النادل قبل طلب الطعام لضمان دفع الفاتورة. في حين يرى البعض الآخر من الطهاة وأصحاب المطاعم أن هذه الطريقة قد تؤثر على علاقة المطعم بزبائنه، ومن الصعب تطبيق هذا الأسلوب.

يعاني الطهاة من الهروب من دفع الفاتورة في بريطانيا (رويترز)
يعاني الطهاة من الهروب من دفع الفاتورة في بريطانيا (رويترز)

مكافحة مثل تلك السرقات مكلفة جداً بالنسبة للمطاعم، فهي تخسر عندما تأتي مجموعات من الأشخاص لتناول الطعام، وغالباً ما يختارون أغلى الأطباق المتوفرة على لائحة الطعام، وبعدها يتركون المطعم والعاملين فيه لتحمل العبء المادي، فبعض المطاعم تحمل الموظفين والندل هذه المسؤولية، وتقوم بخصم المبالغ المسروقة من رواتبهم، كما أن التكلفة الأخرى التي تعاني منها المطاعم تكمن في طرق مكافحة الاحتيال من خلال استخدام تقنيات وأدوات مكلفة، مثل كاميرات المراقبة أو أنظمة الدفع المعززة، لتقليل حدوث هذا النوع من السلوك.

على الرغم من أن ثلث المطاعم في لندن يعاني من هذه الظاهرة، فإن الأمر يعدّ أقل من الظواهر الأخرى مثل الاحتيال أو السرقة في الأسواق الكبرى، لكنه لا يزال يمثل تحدياً لصناعة المطاعم في المدينة.

ومن بين المطاعم التي تعرضت للنصب بهذه الطريقة، مطعم «ذا لادبيري» في منطقة نوتينغ هيل، ومطعم «غوردون رامسي» في مايفير وكينزينغتون، بالإضافة إلى مطعم «هاكاسان» الآسيوي في منطقة مايفير، ويتعرض أيضاً كثير من المطاعم السياحية، مثل كوفنت غاردن وسوهو ونوتينغ هيل وبوند ستريت وأكسفورد ستريت، التي تعدّ من بين أكثر الشوارع التجارية ازدحاماً في لندن، حيث يكثر فيها التسوق وتناول الطعام. ومع وجود حركة مرور دائمة، قد يعتقد البعض أنه بإمكانهم مغادرة المطاعم دون أن يُلاحظ أحد.

ولم تسلم مطاعم الوجبات السريعة من هذه الظاهرة، فيتعرض يومياً كل من «فايف غايز» و«شيك شاك» للسرقة، بالإضافة إلى مطاعم للوجبات السريعة من مناطق مكتظة بالسياح مثل «شورديتش» و«هاكني».

ويقول ألدو زيلي إن عدم دفع الفاتورة لا يقتصر على الهرب فقط من المطعم، إنما على استخدام الأزواج لأطفالهم. ويروي: «الأطفال يتدربون على السرقة أيضاً، فيكونون على دراية بالسيناريو الذي يرسمه الأهل، وهذا الأمر مؤسف للغاية».

ويتابع زيلي: «من أساليب عدم دفع الفاتورة أيضاً هو وضع قطعة من البلاستيك في الأطباق للتهرب من الدفع، والوقاحة تتعدى هذا الشيء لدرجة أن بعضهم يأكلون أغلى الأطباق، وبعد الانتهاء من أكلها يرفضون الدفع لأن الأكل لم يرق لهم».

«الزبون هو دائماً على حق»، لكن هل يحقّ له أن يأكل ويهرب؟ وهل يحقّ له أن يتسبب في إفلاس مطعم وإقفاله؟!