اتهامات حكومية لانقلابيي اليمن بتجنيد 4600 طفل منذ بداية السنة

ناشطون وحقوقيون يمنيون يطالبون بالتحقيق والاستماع للأسرى الأطفال

طفل يمني مع سلاحه خلال تجمع لمقاتلين حوثيين جدد في صنعاء (أ.ف.ب)
طفل يمني مع سلاحه خلال تجمع لمقاتلين حوثيين جدد في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

اتهامات حكومية لانقلابيي اليمن بتجنيد 4600 طفل منذ بداية السنة

طفل يمني مع سلاحه خلال تجمع لمقاتلين حوثيين جدد في صنعاء (أ.ف.ب)
طفل يمني مع سلاحه خلال تجمع لمقاتلين حوثيين جدد في صنعاء (أ.ف.ب)

اتهمت تقارير حقوقية يمنية الجماعة الحوثية الموالية لإيران بالاستمرار في ارتكاب الانتهاكات ضد صغار السن وكشفت عن قيام الجماعة بتجنيد أكثر من 4600 طفل من بداية السنة الحالية وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، وفق ما أفادت به وزارة حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية.
واتهمت عدة تقارير حقوقية محلية الجماعة الانقلابية بأنها «انتهجت طوال السنوات الماضية أساليب إرهابية مارست من خلالها أبشع الانتهاكات بحق الأطفال في مدن سيطرتها، متجاوزة كل القيم والمبادئ الأخلاقية والأعراف الدولية والإنسانية والقوانين المحلية».
وأشارت التقارير إلى أن الميليشيات عمدت بالوقت نفسه إلى حرمان صغار السن بمناطق سطوتها من جميع الخدمات التي كفلتها لهم القوانين والمبادئ الدولية بغية تجنيدهم والزج بهم في معاركها العبثية.
وفي هذا السياق كشف مدير عام المنظمات الدولية بوزارة حقوق الإنسان اليمنية، عصام الشاعري، عن إحصائية رسمية حديثة تضمنت تجنيد الميليشيات منذ مطلع العام الحالي لأكثر من 4 آلاف و638 طفلاً. وقال الشاعري إن الجماعة جندت أطفالا في هذا العام بزيادة بلغت سبعة أضعاف على الأعوام السابقة. وأشار إلى أن الانقلابيين استغلوا فراغ الأطفال من العملية التعليمية وزجت بهم في العمليات الحربية وجبهات القتال.
ونتيجة لاستمرار جرائم الميليشيات المتكررة بحق الأطفال بمناطق سيطرتها. أفادت مصادر محلية في محافظة المحويت لـ«الشرق الأوسط»، بأن نحو 38 طفلا من قبيلة واحدة، قتلوا خلال الأسابيع القليلة الماضية في معارك مع الجيش الوطني بعدد من الجبهات القتالية، أبرزها مأرب والجوف والبيضاء والساحل الغربي.
وقالت المصادر «إنه في الوقت الذي شيع فيه أهالي الأطفال الصرعى الملتحقين بصفوف الميليشيات جثثهم، تواصل الجماعة نفسها الضغط على الأهالي لإجبارهم من جديد على مدهم بمقاتلين جدد خصوصا عقب الخسائر البشرية التي منيت بها مؤخرا».
في غضون ذلك، تحدثت ‏‎مصادر حقوقية عن وقوع العشرات من الأطفال المجندين مؤخرا، بعضهم من فئة «المهمشين»، في الأسر لدى قوات الجيش الوطني ورجال القبائل بمحافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء).
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مقاطع «فيديو» لعشرات الأطفال المجندين بعضهم من فئة «المهمشين ذوي البشرة السوداء» ممن زجت بهم الجماعة للقتال بصفوفها ووقعوا أسرى.
ودعا ناشطون وحقوقيون يمنيون وزارة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان للاستماع للأسرى الأطفال والضغط على الميليشيات للكف عن تجنيد المزيد من الأطفال في معاركها العبثية. وكان تقرير صادر عن فريق الخبراء الدوليين المعني بحقوق الإنسان في اليمن، كشف بوقت سابق عن توثيق العديد من عمليات التجنيد، التي قامت بها الجماعة الحوثية لأطفال وفتيات، من أجل تنفيذ أعمال عدائية.
وأكد التقرير أن الميليشيات «عسكرت» المدارس في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وأجبرت المدرسين على تلقين الطلاب شعاراتها، وتحريضهم على الالتحاق بجبهات القتال.
وقال إن آلية الرصد والتقييم للفريق تحققت من مصادر ووثائق سرية، عن 222 حالة استخدام عسكري لمدارس من قبل الحوثيين، بما في ذلك 21 مدرسة تستخدم خصيصا «للتجنيد والدعاية»، بالإضافة إلى تدريب الفتيان والفتيات على منهجيات القتال وتجميع وتفكيك الأسلحة.
وأشار إلى أن 429 لجنة تابعة للجنة التعبئة والحشد الحوثية، تستهدف المدارس، بسبب الجماهير الكبيرة من الأطفال، الذين اعتبروهم أكثر تقبلاً للفكر الحوثي وللتجنيد مستقبلاً.
على الصعيد نفسه، كان تقرير محلي وثق بوقت سابق ارتكاب الانقلابيين لـ65 ألفاً و971 واقعة انتهاك ضد الطفولة في 17 محافظة يمنية، بينها أكثر من 7 آلاف حالة قتل، خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) 2015 وحتى 30 أغسطس (آب) 2019. وأكد التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن الجماعة جندت نحو 12 ألفا و341 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما، وأجبرتهم على القتال في صفوفها.
وقال إن الانقلابيين الحوثيين قتلوا خلال الفترة نفسها 3 آلاف و888 طفلاً بشكل مباشر، وأصابوا 5 آلاف و357 طفلاً، وتسببوا بإعاقة 164 إعاقة دائمة جراء المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية المكتظة بالأطفال.
وأكد التقرير أن الجماعة قامت باختطاف 456 طفلاً ما زالوا في سجونها حتى اللحظة، وتسببت بتهجير 43 ألفاً و608 أطفال آخرين.
من جهته نقل تحالف مدني حقوقي في سبتمبر من العام الماضي عن الأمم المتحدة إشارتها إلى أن الحوثيين جندوا 18 ألفا من الأطفال اليمنيين من محافظات مختلفة في حربهم العسكرية.
وأوضح التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) حينها أن «الجماعة الانقلابية، جندت أكثر من 18 ألف طفل تحت السن القانونية في عدد من المحافظات اليمنية وذلك بحسب الإحصائية الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة».
وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) من العام قبل الماضي، تحدثت إحصائية محلية عن تجنيد الجماعة لـ2500 طفل دون سن الـ15. خلال الفترة من يناير 2018، وحتى سبتمبر من العام نفسه، وتوزيعهم على الجبهات المشتعلة، للمشاركة بشكل مباشر في العمليات القتالية.
وقالت منظمة وثاق للحقوق والحريات في تقرير لها إنها وثقت تجنيد الجماعة لما يقارب 2500 طفل، معظمهم من مناطق صنعاء وذمار وعمران والمحويت وحجة، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.