22 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم في إقبال غير مسبوق على الاقتراع المبكر

الديمقراطيون أكثر حماساً من الجمهوريين رغم الطوابير وساعات الانتظار

المقترعون يقفون في طوابير متباعدة إذ شهدت معظم الولايات زيادة في أعداد الناخبين بالتصويت المبكر (أ.ب)
المقترعون يقفون في طوابير متباعدة إذ شهدت معظم الولايات زيادة في أعداد الناخبين بالتصويت المبكر (أ.ب)
TT

22 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم في إقبال غير مسبوق على الاقتراع المبكر

المقترعون يقفون في طوابير متباعدة إذ شهدت معظم الولايات زيادة في أعداد الناخبين بالتصويت المبكر (أ.ب)
المقترعون يقفون في طوابير متباعدة إذ شهدت معظم الولايات زيادة في أعداد الناخبين بالتصويت المبكر (أ.ب)

سجل الناخبون في الولايات المتحدة رقما قياسيا في التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية الرئاسية لعام 2020 بين الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترمب، حيث أدلى أكثر من 22 مليون أميركي بأصواتهم في 42 ولاية حتى صباح أمس السبت، وأن الديمقراطيين يبدون أكثر حماسا على التصويت في وقت مبكر من الجمهوريين. وشهدت مراكز الاقتراع طوابير طويلة ومتباعدة قبل موعد الانتخاب المقرر في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ولا يزال أمام الناخبين أكثر من أسبوعين للإدلاء بأصواتهم سواء بإرسال التصويت عبر البريد أو الذهاب إلى مقار الاقتراع. رغم أن نتيجة السباق إلى البيت الأبيض لن تكون معروفة حتى يوم الانتخابات في 3 نوفمبر - أو ربما بعد ذلك بكثير - يبدو أن مؤشرات التصويت المبكرة تفضل بايدن البالغ من العمر 77 عاماً، والذي يتقدم بأكثر من 10 في المائة على منافسه ترمب في استطلاعات الرأي الوطنية.
وشهدت ولاية جورجيا زيادة في أعداد الناخبين بالتصويت المبكر بأكثر من 40 في المائة عن عام 2016. حيث تم الإدلاء بـ128590 صوتاً يوم الاثنين، ووقف الناخبون أمام مراكز الاقتراع في مختلف مقاطعات الولاية لما يصل إلى 11 ساعة، واصطفوا في مواقف السيارات وحول مراكز التسوق مع الكراسي القابلة للطي والمظلات. وأدلى الناخبون في ويسكونسن وفيرجينيا بربع عدد الأصوات الإجمالية المقدمة في ولاياتهم قبل أربع سنوات. وسجلت ولاية بنسلفانيا تصويت 437 ألف شخص وكانت النسبة الأكبر من التصويت عبر بطاقات اقتراع تم إرسالها عبر البريد من جانب ناخبين مسجلين كديمقراطيين. وشهدت تكساس وكنتاكي أيضاً إقبالاً كثيفاً منذ يوم الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الأول للتصويت المبكر. وصوت أكثر من مليون ناخب في ولاية نيوجيرسي بالفعل، وهو رقم يمثل أكثر من 25 في المائة من إجمالي الأصوات المدلى بها في السباق الرئاسي لعام 2016. (نيوجيرسي لديها 6.4 مليون ناخب مسجل. يشكل الديمقراطيون النصيب الأكبر بنسبة 39 في المائة يليهم الناخبون غير المنتسبين 37 في المائة والجمهوريون 22 في المائة. وحصة الديمقراطيين من الأصوات المدلى بها هي 53 في المائة مقابل 22 في المائة للحزب الجمهوري).
وأشار خبراء الانتخابات والمحللون أن الأميركيين متحمسون للمشاركة بالتصويت في ظل الوباء الذي غير كثيرا من معالم الحياة الطبيعة وأدى إلى تغييرات في أسلوب الحياة وأسلوب التصويت. وتوقع الخبراء إمكانية أن يشارك 150 مليون أميركي بالتصويت في الانتخابات وأن تكون معدلات الإقبال على التصويت أعلى من أي انتخابات رئاسية سابقة منذ 1908. وأشار الخبراء أنه نظراً لأن جائحة COVID - 19 جعلت الاختلاط بالآخرين يمثل خطراً صحياً، كان الاعتقاد أن عام 2020 سيشهد انخفاض الإقبال ومشاركة الناخبين، وبدلا من ذلك خرج الأميركيون بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم وبأعداد قياسية.
وتشير مواقع الحملات الانتخابية وأسوشييتد برس أن عدد الناخبين المؤيدين للحزب الديمقراطي الذين أقبلوا على طوابير التصويت المبكر يعد ضعف عدد الناخبين المؤدين للحزب الجمهوري أي بنسبة 2 إلى 1 في 42 ولاية أميركية. ويقول المحللون إن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب المحذر من تزوير الانتخابات وبصفة خاصة التصويت عبر البريد قد دفع الناخبين إلى الذهاب بأنفسهم والوقوف لساعات تصل إلى ثمانية ساعات في طوابير طويلة للتصويت في المقار الانتخابية. ويقول المحللون إن هذا الأمر يعطي الديمقراطيين ميزة تكتيكية في هذه الأيام الأخيرة من الحملة ويمكنهم تركيز الجهود في جذب جزء كبير من الناخبين الذين نادرا ما يهتمون بالانتخابات أو يصعب حثهم على المشاركة. ويحذر المحللون من الاعتقاد أن هذا الإقبال الكبير على التصويت المبكر يعني أن الحزب الديمقراطي يتقدم في السباق، مشيرين أن هناك توقعات أن تتزايد أعداد الناخبين لصالح الجمهوريين في يوم الانتخابات مما قد يغير الديناميكية بشكل كبير في غضون ساعات. ويقول خبراء بالحزب الجمهوري إن علامات الحماس لدي الناخبين بهذا التصويت المبكر ليس له مغزى محدد، ويقولون إن الناخبين الديمقراطيون هم أشخاص كانوا سيصوتون على أي حال. لكن تحليل وكالة أسوشييتد برس للتصويت المبكر يظهر أن 8 في المائة من الناخبين الأوائل لم يدلوا بأصواتهم من قبل، و13.8 في المائة منهم صوتوا أقل من الانتخابات السابقة. وأشار مايكل ماكدونالد أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلوريدا أن الأرقام تشير إلى إقبال كبير من الناخبين، والأعداد حتى اليوم تعد عالية بما يقرب من عشرة أضعاف عدد الأشخاص الذين صوتوا في عام 2016. وأضاف «يمكننا أن نكون على يقين من أن هذه الانتخابات ستكون انتخابات عالية الإقبال». وأكد جون كوفيلون خبير استطلاعات الراي في الحزب الجمهوري الذي يرصد أرقام التصويت المبكر أنه يتوقع أن ترتفع أعداد الناخبين لصالح الحزب الجمهوري موضحا أن السؤال المهم هو بأي سرعة ومتي. ويفسر الموقف قائلا «هناك العديد من العوامل المتعلقة بارتفاع أعداد الإصابات كورونا إضافة إلى الطقس والاعتماد على المشاركة الشخصية في يوم الانتخابات نفسه».
على الجانب الآخر يقول محللو الانتخابات إن زيادة أعداد الناخبين في التصويت المبكر قد تشير إلى زيادة الحماس بين الديمقراطيين وأولئك العازمين على إجبار ترمب على ترك منصبه. لكن هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للرئاسة لعام 2016، كانت لها أيضاً ميزة واضحة في التصويت المبكر في الولايات المتصارعة، لكن بحلول يوم الانتخابات جاءت موجة من مؤيدي ترمب تزيل ميزتها. ورغم تحذيرات ترمب من تزوير الانتخابات من خلال التصويت بالبريد إلا أن حملة ترمب نفسها تحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم عن طريق البريد أو عن طريق التصويت المبكر. وأرسلت حملة ترمب عددا كبيرا من المتطوعين للترويج وحث الناخبين على التصويت منذ شهور رغم الوباء، وتقول الحملة عبر موقعها إنها سجلت عدداً أكبر من الناخبين هذا العام أكثر من الديمقراطيين في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل فلوريدا وبنسلفانيا.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.