إسرائيل تدير محادثات مع قطر لهدنة طويلة مع {حماس}

TT

إسرائيل تدير محادثات مع قطر لهدنة طويلة مع {حماس}

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب أن ممثلين عن قيادات أجهزة الأمن الإسرائيلية وممثلين رفيعي المستوى في أجهزة الحكم القطرية، يديرون في الأسابيع الأخيرة، مفاوضات مباشرة بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة طويلة الأمد مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقالت هذه المصادر إن هذه المداولات تجري بشكل سري، بطلب من الجانب العربي (قطر وحماس)، إذ إن حماس تدير مفاوضات لإنهاء الانقسام مع الفصائل الفلسطينية ولا تريد أن يظهر هذا التناقض في موقفها على الملأ. وحسب المراسل العسكري لصحيفة «معريب»، طال ليف رام، أمس الجمعة، فإن المباحثات تهدف إلى بناء خطّة شاملة أكثر من الخطط التي أعدت في الماضي، وتتضمن تحويل ميزانيات كبيرة وبناء مشاريع لمساعدة القطاع الذي يعيش أزمة خانقة جرّاء الحصار الإسرائيلي المستمرّ منذ عام 2006.
وأضاف ليف رام أنه «بخلاف المرّات السابقة، فإن قيادة الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية، التي بادرت إلى هذه الخطوة المهمة مع حماس، تسعى للوصول إلى خطّة تُستغلّ بموجبها المساعدات المالية للقطاع في مشاريع كبيرة إضافية، حتى لا يكون التركيز على (شراء) صمت القطاع لوقت قصير إنما لبناء مشاريع طويلة الأمد، يتحقّق عبرها استقرار أمني لفترة طويلة»، بتعبير «معاريف». وقال إن إسرائيل تجري مشاورات مع دول أخرى غير قطر، رغم أنّها الداعم الأساسي.
واعتبرت الصحيفة أنّ احتمالات تحقيق خطط كهذه مرتفعة جداً، بسبب التراجع الكبير في الوضع الاقتصادي في القطاع، وبسبب تفشّي فيروس كورونا، أيضاً. فقد ارتفعت الإصابات بكورونا بشكل حاد مؤخرا في القطاع، رغم أنها كانت منخفضة جدا طوال شهور، ووصل معدّل البطالة إلى 60 في المائة، وانخفض الأجر اليومي من 17 إلى 14 دولارا في اليوم. وتعتقد أجهزة الأمن الإسرائيليّة أن التراجع الاقتصادي سيؤدي إلى الإضرار بالاستقرار الأمني، ولكنه في الوقت نفسه فرصة للتوصل إلى هدنة بعيدة الأمد. إزاء التقديرات الأمنية في تل أبيب باحتمال تصاعد التوتر والمظاهرات عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة واستئناف إطلاق البالونات الحارقة باتجاه «غلاف غزة» في جنوب إسرائيل، قررت التفتيش عن وسيلة لنزع الفتيل فتوجهت إلى قطر، التي تجندت للموضوع، ووجدت تجاوبا كبيرا عند حماس.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله إن «حماس تشعر بضغوط وضائقة على خلفية الوضع الصعب في القطاع». وأضاف المصدر أنه في خلفية ذلك، تم استئناف المنحة المالية القطرية، وأن قيادة حماس تسعى إلى زيادة مبلغها إلى 30 مليون دولار شهريا. وأضاف: «ليس مستبعدا أن تمارس حماس هذه المرة أيضا، مثلما فعلت في المرات السابقة، ضغوطا بواسطة الإرهاب ضد إسرائيل من أجل زيادة المنحة المالية. ولكنها حاليا ما زالت (حماس) تفضّل لجم محاولات فصائل أخرى لإطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.