***
• إخراج: مارك ويليامز
• الولايات المتحدة
النوع: أكشن (2020)
منذ أن أمّ الممثل ليام نيسون بطولة فيلم «مخطوفة» (Taken) سنة 2008 وهو في مدار من أفلام الأكشن شبه المتواصلة. شوهد في «الفريق A» ثم في «مجهول» (Unknown) ثم في جزء ثانٍ من «مخطوفة» تلاه «بلا توقف» ثم جزء ثالث من «مخطوفة» ثم «هروب طوال الليل» (Run All Night) ومؤخراً في «مطاردة باردة» (2019).
ليام في معظم هذه الأعمال هو طريد عدالة أو طرف فيها. هذا لا يهم لأنه في كلتا الحالتين عليه أن يضرب ويُضرب. أن يطارد ويُطارد. أن يتحلى بالعزيمة بقدر ما يحاول بث روح الإنسان في شخصيته.
نقطة الضعف حياله إنه ممثل جيد، وفي مقابل هذه الأمثلة لديه الكثير من الأفلام الدرامية التي تثبت ذلك.
لا يختلف «لص شريف» عن منظومة أفلام الأكشن التي مثّلها نيسون، ولا نيسون نفسه يختلف كثيراً عن شخصياته في تلك الأفلام. يدور حول لص مصارف اسمه توم برع في سرقة مصارف صغيرة في بلدات ومدن صغيرة وحان الأوان لكي يتوب. سبب التوبة ربما يكمن في أنه نجا من العدالة بحذق ومهارة. في الوقت ذاته لم يعمد إلى العنف في عملياته مما سيجعل الحكم عليه، لو ألقي القبض عليه، مخففاً. سبب آخر هو وقوعه في الحب وإدراكه بأنه لا يستطيع أن يحب ويخلص ويبقى على مهنته في وقت واحد.
يتصل توم بضابطين من الإف بي أي عارضاً تسليم الغنيمة الأخيرة إليهما مقابل تخفيف العقوبة. لكن الضابطان، إذ يعدانه بذلك يخططان للتستر على جريمة ارتكباها وإلباس التهمة لتوم نفسه. من هنا هو فيلم مواجهات ومطاردات ونهاية مناسبة لن تغضب أحداً. هو أيضاً فيلم جيد التنفيذ لا تتوقع منه أكثر من حرفة مقبولة وتنفيذ ممتاز في تفاصيله ضمن شروط النوع الذي ينتمي إليه.
سحر الممثل يؤمّن الجاذبية الوحيدة لهذا العمل. فمن الواضح أن الفيلم لا يأتي بجديد في الموضوع ولا في الأبعاد والمضامين، ولا حتى نيسون ذاته سيأتي بما هو مختلف عن أداءاته في الأفلام المماثلة. لكن رغم ذلك، لا يمكن إغفال قدراته على استحواذ الاهتمام والإعجاب.
أسلوب نيسون قريب من التعبير دون مستوى التمثيل. في ذلك لا يتحدث كثيراً ولا يميل إلى الاستعراضات البدنية، رغم إجادته لها، بل يعمد إلى أقل قدر من التمثيل، تاركاً لجسده الهيمنة لا على سواه من الشخصيات فقط، بل على المشاهدين أنفسهم.
إلى ذلك، يجد المخرج مارك ويليامز ما يكفي من الوقت لمنح شخصياته المختلفة بعض الملامح وقدراً من التنوّع تفتقده معظم الأفلام المشاهدة.