بدء العمل بالاتفاقية النفطية والمالية بين أربيل وبغداد

تشمل تصدير 550 ألف برميل نفط عبر ميناء جيهان التركي

بدء العمل بالاتفاقية النفطية والمالية بين أربيل وبغداد
TT

بدء العمل بالاتفاقية النفطية والمالية بين أربيل وبغداد

بدء العمل بالاتفاقية النفطية والمالية بين أربيل وبغداد

الاتفاقية بين أربيل وبغداد دخلت حيز التنفيذ مع بدء العام الجديد
دخلت الاتفاقية الموقعة بين أربيل وبغداد والخاصة بتصدير النفط والميزانية الاتحادية دخلت حيز التنفيذ بدءا من أمس. وتقضي «الاتفاقية التي أبرمتها حكومة إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية العراقية بتصدير الإقليم 250 ألف برميل من النفط عبر ميناء جيهان بالإضافة إلى 300 ألف برميل من النفط من آبار كركوك يوميا عبر أنابيب نفط الإقليم إلى ميناء جيهان التركي. وهذه الاتفاقية أصبحت جزءا من الموازنة الاتحادية لعام 2015». وبحسب ما توصل إليه الجانبان خلال توقيع الاتفاقية نهاية العام الماضي، دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بدءا من أول من أمس من يناير (كانون الثاني) الجاري. وقالت نجيبة نجيب النائبة في مجلس النواب العراقي إن «الاتفاقية لمدة عام واحد وستستمر حتى نهاية العام الجاري، إذا التزم الجانبان بتنفيذها، أما إذا لم يلتزم أحد الأطراف ببنودها فالطرف الثاني له الحق بعدم الإيفاء بالتزامه، فعلى الحكومة الاتحادية الإيفاء بالتزامها تجاه الإقليم بحسب الاتفاقية والمتضمن إرسال حصة الإقليم من الميزانية الاتحادية البالغة 17 في المائة»، لافتة إلى أن «العراق يواجه ظروفا صعبة إثر الحرب ضد داعش وانخفاض أسعار النفط، فهو بحاجة إلى زيادة الإيرادات النفطية إضافة إلى أن العملية السياسية الحالية بحاجة إلى تكاتف وتلاحم المكونات العراقية وأيضا الكتل السياسية»، وبينت أن الاتفاقية ستستمر لنهاية العام الجاري إذا التزم الطرفان بتنفيذ بنودها.
وتابعت نجيبة «الجانبان شكلا لجنة مشتركة للنظر في القضايا المالية بينهما، فبغداد تريد معرفة واردات نفط الإقليم وإلى أين ذهبت وكيف صرفت، في المقابل تطالب أربيل من بغداد موازنتها لعام 2014 الماضي، وبعد أن تتوصل اللجنة إلى حل لهذا الموضوع يتم إرسال مستحقات الإقليم».
يذكر أن موظفي إقليم كردستان دخلوا العام الجديد دون أن يتسلموا رواتب الشهرين الأخيرين من العام الماضي، لأن الحصار الذي فرضته الحكومة العراقية السابقة على أربيل تسبب في أزمة مالية استمرت عاما واحدا، وهذه الأزمة لم تشمل الموظفين فحسب بل شملت كافة نواحي الحياة، الكثير من المشاريع الخدمية والعمرانية والتجارية توقفت خلال 2014 الماضي بسبب هذا الحصار.
من جانب قال النائب في برلمان كردستان فائق مصطفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «رغم الاتفاقية التي توصل إليها الطرفين اتفاقية مبدئية وليست جذرية، لكنها لها تأثير مهم من الناحية السياسية الاقتصادية لجميع العراقيين، وهذه الاتفاقية تجعل باب الحوار مفتوحا بين الجانبين، لحل النزاعات بينهما جذريا».
وأشار مصطفى أن برلمان الإقليم يبذل قصارى جهده مع حكومة الإقليم في سبيل صرف رواتب موظفي كردستان التي لم يستلموها العام الماضي، خلال الشهر الجاري، ونعمل من أجل عدم تكرار دخول رواتب الموظفين في الصراعات السياسية بين الكتل في العراق، واستعماله كورقة ضغط بينهم يستخدمونها متى ما يشاءون ضد الآخر.
موظفو ومواطنو الإقليم كانت لهم حصة الأسد من المعاناة في ظل الأزمة الاقتصادية التي عاشتها كردستان خلال العام الماضي.
وقال دارا كريم: «أنا شاب متزوج، وأعيش في بيت إيجار، لم أستطع لحد الآن بسبب هذه الأزمة من دفع إيجار البيت، أنا أطالب الطرفين بتنفيذ الاتفاقية بينها بسرعة لإنهاء هذه المعاناة والعيش باستقرار».
من جانبه قال سامان جمال: «قطع ميزانية الإقليم خلال العام الماضي تسبب بانهيار الحالة المعيشية لدى المواطن الكردي، لذا الآن هناك حالة من التفاؤل في الإقليم إثر توصل الجانبين إلى الاتفاق، نحن متفائلون من أن الحكومة الاتحادية الحالية ستفي بالتزاماتها اتجاه الإقليم، حتى إن لم تف بالتزاماتها فإن الجانب الدولي الذي ساهم في التقريب بين أربيل وبغداد سيكون له حديث في هذا الإطار».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.