«النهضة» تفضح رغبة الغنوشي في الترشح لرئاسة تونس

منتقدوه قالوا إنه لجأ للمماطلة لتغيير القانون الأساسي للحزب

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة سبيطلة إثر وفاة مواطن بعد هدم متجره (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة سبيطلة إثر وفاة مواطن بعد هدم متجره (أ.ف.ب)
TT

«النهضة» تفضح رغبة الغنوشي في الترشح لرئاسة تونس

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة سبيطلة إثر وفاة مواطن بعد هدم متجره (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة سبيطلة إثر وفاة مواطن بعد هدم متجره (أ.ف.ب)

فضحت رسالة ثانية وجهتها «مجموعة المائة»، الرافضة للتمديد لراشد الغنوشي على رأس حركة «النهضة» التونسية (إسلامية)، رغبة هذا الأخير في الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية المقررة سنة 2024.
وقالت المجموعة التي تضم عدداً من القيادات التاريخية لحركة «النهضة»، إن الرسالة الأولى «كانت خاصة وموجهة إلى شخص رئيس الحركة دون سواه، وهي ليست من مشمولات أية مؤسسة ولا تعني أي طرف، لا المكتب التنفيذي، ولا لجنة الإعداد المضموني للمؤتمر الحادي عشر المقرر عقده نهاية السنة الحالية»؛ معتبرة أن الخطوة جاءت نتيجة «ما وقفت عليه من سعي الغنوشي للتمدید وتغيير القانون الأساسي والتمطيط، وتأخير البدء في الإعداد للمؤتمر الحادي عشر، إلى أن أدركنا الموعد، وتجاوزناه بكثير بسبب التماطل الذي اعتمده رئيس الحركة، وتفاجأنا بأنه أعلن عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2024»، على حد تعبيرها.
على صعيد آخر، تواصلت الاحتجاجات الاجتماعية بمدينة سبيطلة (القصرين) حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، إثر وفاة مواطن تونسي قامت السلطات بهدم محله التجاري فوق رأسه. وتواصلت المواجهات بين عدد من شباب المنطقة المحتجين وقوات الأمن التي ردت باستعمال الغاز المسيل للدموع، وحاولت محاصرة المحتجين في المنطقة التي وقعت فيها الحادثة، خشية امتداد الاحتجاجات إلى بقية أحياء المدينة. كما ألقى المحتجون الحجارة والمواد الصلبة على سيارات الأمن، قبل أن تتمكن الوحدات الأمنية من تفريقهم في حدود الساعة الثانية من فجر أمس.
وحاولت الحكومة امتصاص غضب سكان المدينة، عبر إقالة مجموعة من المسؤولين الحكوميين والقيادات الأمنية، من بينهم والي جهة القصرين، في وقت تستمر فيه المخاوف من اندلاع المواجهات مع رجال الأمن من جديد.
وقال توفيق شرف الدين، وزير الداخلية التونسي، بخصوص قرار إقالة والي الجهة محمد سمشة، إن هذا القرار «لا يخص وزير الداخلية؛ بل هو من صلاحيات رئيس الحكومة، المخول له وحده اتخاذ مثل هذا القرار».
بينما أكد رياض النويوي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بمدينة القصرين، أن قاضي التحقيق المكلف الأبحاث في ملف حادثة سبيطلة، قرر الاحتفاظ برئيس مركز شرطة بلدية بسبيطلة، بعد أن تم الاستماع إلى أقواله وشهادته لدى الفرقة الأمنية التي تتولى البحث في وفاة عبد الرزاق الخشناوي خلال تنفيذ قرارات هدم متجره.
في غضون ذلك، استنكر الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين القرارات الصادرة عن الحكومة، وأهمها عزل بعض موظفيها، واعتبر هذه الخطوة «قرارات شعبوية تهدف إلى إخماد غضب الأهالي في الجهة؛ لكنها لا تعالج أصل المشكل التنموي بالمنطقة»، مطالباً الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة، من خلال إعداد نموذج تنموي واضح، يوقف نزيف الفقر والبطالة والتهميش في المناطق الأكثر فقراً، وعلى رأسها محافظة القصرين. كما عبر الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (مجمع رجال الأعمال) بالقصرين، عن رفضه لقرار إقالة محافظ الجهة، وهو القرار الذي لقي أيضاً رفضاً من عدد من مكونات المجتمع المدني بمدينة القصرين.
على صعيد غير متصل، أكد مراد التركي، المتحدث باسم محاكم صفاقس (وسط شرقي) أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية في مدينة صفاقس أذنت بمباشرة الأبحاث، إثر احتجاج عدد من رجال الأمن أمام مقر المحكمة الابتدائية بصفاقس، رافعين شعارات تمس بحرمة القضاة.
وجاءت هذه الحادثة في وقت تشهد فيه العلاقة بين قوات الأمن والمحامين أزمة حادة، وذلك بعد تعرض إحدى المحاميات للعنف من قبل رئيس مركز أمن، وهو ما أدى إلى تجمهر عدد من الأمنيين أمام المحكمة الابتدائية في بن عروس خلال جلسة المحاكمة؛ حيث وقعت الحادثة، في محاولة منهم للضغط على القضاء حتى لا يحكم بإيداع زميلهم السجن.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».