شكك مسؤول رفيع في شركة «صافر لعمليات الإنتاج والاستكشاف» المالكة للناقلة «صافر» في قدرة الأمم المتحدة والدول المانحة على تحمل تكاليف عمليات تشغيل الناقلة المتهالكة، بعد صيانتها «في حال نجحت عملية التقييم والصيانة»، على حد تعبيره.
وفي حين بيَّن أن التحدي يكمن فيما بعد الصيانة والتشغيل، أكد أن الحل الأساسي لتفادي الكارثة هو تفريغها من النفط إلى ناقلات أخرى.
ومنذ عام 2015، ترسو قبالة ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة، الناقلة «صافر» التي تحتوي على 1.1 مليون من النفط الخام، يمكن أن تتسبب في أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر في حال تسربت هذه الكميات إلى البحر.
وتواجه جهود الأمم المتحدة لوصول فريق أممي لصيانة الناقلة رفضاً حوثياً حتى الآن، في محاولة لابتزاز واستخدام الملف ورقة ضغط على المجتمع الدولي والتحالف بحسب السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون.
وأوضح مسؤول شركة «صافر» الذي طلب عدم ذكر اسمه، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الأمم المتحدة والدول المانحة قد ينجحون في عمل التقييم والصيانة للناقلة «صافر»، إلا أنهم بالتأكيد لن يقوموا بأعمال التشغيل لما بعد الصيانة.
وأضاف: «في حال تمت الصيانة تحتاج الناقلة إلى عمليات تشغيل للمحافظة عليها، وهذا يحتاج لتكاليف وإمكانيات. لو كانت هذه الإمكانيات متوافرة لدينا لم نكن لنصل لهذه المرحلة الخطيرة».
وكانت الصين أكدت نيتها لعب دور إيجابي وبنَّاء في مجلس الأمن الدولي للوصول إلى صيغة مناسبة بشأن وضع خزان النفط العائم، «صافر».
وأكد وانج يي وزير الخارجية الصيني، في رسالة وجهها لرئيس البرلمان العربي أول من أمس، عن تفهُّم الصين للوضع الخطير الذي وصل إليه خزان النفط «صافر».
وتابع المسؤول حديثه بالقول: «الأمر ليس صيانة فقط، بل ماذا بعد الصيانة؟ كيف ستحافظ على ما قمت بعمله أو ما أنجزه الفريق الأممي إذا افترضنا أنه زار الناقلة وقام ببعض أعمال الصيانة لها؟».
وأضاف: «الأمم المتحدة والمانحون والدول المساهمة إذا قامت بالصيانة بالتأكيد فلن يقوموا بأعمال التشغيل لما بعد الصيانة. اليمن دون كهرباء الآن، وليس من المعقول أن يأتوا بالمازوت لسفينة وسط البحر، إذ الأجدر أن يجلبوا المازوت لتشغيل الكهرباء داخل البلاد».
وتوقع المسؤول في شركة «صافر» للإنتاج والاستكشاف أن يكون الهدف من الصيانة هو الادعاء لاحقاً أن الناقلة بخير ولا مشكلة في بقاء النفط عليها.
وقال: «كنا في عام 2015 في حالة ممتازة جداً، ولدينا شهادات عالمية لحالة الناقلة (صافر)، وأصبحنا اليوم نخاف كارثة وشيكة وتسرب النفط من الناقلة، لعدم توافر الإمكانيات للمحافظة على التشغيل والصيانة، إذ لا يوجد مازوت ولا ديزل ولا قطع غيار ولا طواقم صيانة يمكنهم المجيء من الخارج، هذا ما أدى للانهيار والوضع الخطير اليوم».
وتساءل قائلاً: «هل سيجلب الفريق الأممي المنتظر مجيئه لعمل الصيانة غازاً خاملاً! وعلى افتراض أنه قام بالصيانة المطلوبة من أين سجلبون المازوت بشكل دوري لتشغيل الغلايات، مسألة الصيانة والحديث عنها أمر غير منطقي وخاطئ».
وجدد المسؤول دعوته بسرعة إلى إفراغ الناقلة «صافر» من النفط تجنباً لوقوع الكارثة، مشيراً إلى أن خيار تفريغ النفط في ناقلة أخرى تبقى في المحيط هو الأنسب حالياً.
وأضاف: «يُنقل النفط لبواخر أخرى في منطقة الغاطس المخصصة للميناء العائم رأس عيسى، ويبقى هناك تحت نظر الجميع، في هذه الحالة سيكون خطر التسرب من الخزان العائم (صافر) معدوماً، وفي الوقت ذاته حركة البواخر المحملة بالنفط ستكون سهلة وتستطيع الانطلاق بصورة عاجلة».
وحاول مسؤول شركة «صافر» توضيح الأمور بشكل أكبر بقوله: «هذا يعني أن الناقلات عند تعبئتها تقف في منطقة الغاطس على مسافة ميلين بحريين من الخزان العائم (صافر)، ولا تكون راسية بسلاسل، فقط بالمخطاف، فإذا حصل أي تطور عسكري يُسحب المخطاف وتغادر الناقلات فوراً، هذا هو الحل الأنسب في حال تعنَّتَ الحوثيون».
مسؤول في «صافر»: تفريغ الناقلة من النفط أهم من الصيانة
مسؤول في «صافر»: تفريغ الناقلة من النفط أهم من الصيانة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة