جعجع: لن نسمي لا الحريري ولا سواه

TT

جعجع: لن نسمي لا الحريري ولا سواه

أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن تكتل «الجمهورية القوية» لن يسمي الحريري اليوم ولا أي شخص آخر في الاستشارات النيابية، وجدد المطالبة بحكومة إنقاذ فعلية يكون وزراؤها من التقنيين المستقلين.
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس بعد اجتماع الكتلة للبحث في موضوع التكليف، أعلن جعجع أن نواب الجمهورية القوية سيشاركون في الاستشارات النيابية الملزمة، مؤكداً «لا نريد ولا نقبل إلا بحكومة إنقاذ فعلية من وزراء تقنيين مستقلين؛ لذا ورغم صداقتنا مع الرئيس سعد الحريري فنحن لن نسميه لتأليف الحكومة غداً، كما أننا لن نسمي أي شخص آخر؛ لأنه ليس هناك بين الأسماء المطروحة حالياً أي شخص يتمتّع بالمواصفات التي تمكنه من تشكيل حكومة إنقاذ فعلية».
ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان الحريري عشيّة الذكرى الأولى لثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) تشكيل حكومة، خصوصاً أن الشارع السني قد سبق ورفض تسميته سابقاً، قال جعجع «صراحة، لا جواب لدي على كل هذه التساؤلات إلا أننا جل ما يمكننا القيام به هو الانتظار ومواكبة التطورات، ويبقى الأهم نوعية الخطوات التي سيتم القيام بها».
وفي حين رفض جعجع اتهامه بالطعن بالظهر من قبل الحريري أو غيره، قال «ما نقوله اليوم هو موقف سياسي، ونحن أحرار باتخاذ أي موقف نريد، وهذا لا يعتبر طعناً بالظهر، ومن سلّفنا أي شيء فليأتِ كي نردّه له، وأنا لا أقبل هذا التوصيف أبداً لا من قريب ولا من بعيد»، متمنياً «على الجميع أن يتذكّر أن حزب (القوات اللبنانية) هو حزب قائم بحد ذاته، ومن أكبر الأحزاب في لبنان كي لا أذهب أبعد من ذلك في الوقت الراهن».
وبالنسبة لمسألة ترسيم الحدود البحرية، لفت جعجع إلى أنها «قضية مهمة جداً بالنسبة لنا بغض النظر عن أي أمر آخر له علاقة بهذا الموضوع»، موضحاً أن «موقفنا من القضية الفلسطينية موقف واضح جداً، ولا يزايدنّ أحد علينا في هذا الموضوع، إلا أن ترسيم حدودنا البحرية أمر ملحّ من أجل محاولة الاستفادة من الثروات التي نملكها في البحر»، آملاً «ألا يكون ذلك في عهد الأكثرية النيابية الحاكمة الحاليّة باعتبار أنه لو وجدت هذه الثروات في بحرنا ستصبح ثروات في جهنم، ولن نتمكن من الاستفادة منها بأي طريقة من الطرق».
ورأى جعجع «الظاهر أن مسألة ترسيم الحدود يقوم بها البعض بالشكل فقط، في حين البعض الآخر يقوم بها تفادياً للعقوبات، أما البعض الثالث فيتعاطى مع المسألة من قبيل لزوم ما لا يلزم؛ لذلك نرى الخلاف بين جماعة الأكثرية الحاكمة فيما بينهم على شكل الوفد وتركيبته إلى حين ما قبل بدء انعقاد الجلسة»، معتبراً أن «هذه التصرفات غير جدية، فبعد كل ما قمتم به من أجل تشويه صورة لبنان فهل أتيتم اليوم لتشويهها في أمر كهذا، حيث هناك وفد لبناني ذاهب للمشاركة في حين أن أطراف السلطة المعنية مختلفون على تركيبته وشكله».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.