روسيا تسيّر دوريتين شرق الفرات بعد «احتكاك» مع أكراد سوريين

TT

روسيا تسيّر دوريتين شرق الفرات بعد «احتكاك» مع أكراد سوريين

سيرت الشرطة العسكرية الروسية، أمس، دوريتين عسكريتين منفصلتين في قرى بلدة المالكية (ديرك) بعد يومين من احتكاكها مع أهالي المنطقة عقب رفضهم إقامة قواعد عسكرية وانسحابها.
وكانت الدوريتان قد انطلقتا من مدينة القامشلي واتجهتا نحو المناطق الحدودية ومعبر «سيمالكا». وتألفت كل دورية من 4 مدرعات ترافقها مروحيات عسكرية، وتوجهت إحداهما إلى قرية «عين ديوار» الواقعة أقصى شمال البلدة الحدودية مع العراق، لتتجه الثانية إلى قرية «قصر ديب» غرباً والتي تكرر خروج سكانها احتجاجاً على تسيير الروس دورياتهم في محيط المنطقة.
إلى ذلك، دعا المجلس المدني لبلدة تل تمر القوات الروسية المنتشرة بالمنطقة إلى الوفاء بوعودها وإيقاف هجمات الجيش التركي والفصائل السورية الموالية التي تستهدف محيط البلدة وناحية أبو راسين المجاورة.
وسلم الوفد رسالة خطية لقائد القوات الروسية المنتشرة في محيط تل تمر وأبو راسين، جاء فيها أنه حول «وجود قواتكم بمناطقنا ومن خلال الاتفاقيات والوعود التي ذكرتم لشعبنا بمناطق الإدارة الذاتية، فلم نلاحظ ولم نجد أي دور إيجابي لوجودكم من سلامة وحماية مناطقنا من الفصائل الإرهابية والاحتلال التركي. نطالب الروسي بعدم استغلال المكونات والعشائر واللعب على الوتر القومي بالمنطقة، وهذا لا يخدم المجتمع السوري المتلاحم، كما يؤجج القتال الداخلي وإراقة الدماء وخلق الفتن بين مكونات الشعب السوري»، بحسب نص الرسالة.
في السياق، قصفت المدفعية التركية مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية في ناحية أبو راسين ومحيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي ومدينة منبج بريف حلب الشرقي، وتعرضت نقاطها للاستهداف في ناحية شيرا بريف مدينة عفرين شمال حلب.
إلى ذلك، قال تود إنترسر مسؤول من الخارجية الأميركية ومنسق الشؤون الإنسانية لدى قوات التحالف الدولي المنتشرة شرق الفرات، إن وجود القوات الأميركية شمال شرقي البلاد: «لدعم سكان المنطقة والعمل بالتنسيق مع هياكل الإدارة الذاتية من أجل إيجاد حلول سياسية لسوريا».
وأشار المنسق الأميركي خلال كلمة ألقاها أمام جمع من سكان بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي بعد افتتاحية مشروع إعادة تأهيل المشفى الطبي إلى «أن الحكومة الأميركية جهزت عدة مشاريع لإعادة إعمار مناطق ريف دير الزور الشرقي، لكن عمليات الإعمار والاستقرار بالمنطقة قد تحتاج إلى بعض الوقت»، لافتاً إلى أنهم يدعمون الإدارة الذاتية وقوات (قسد) والمجلس المدني لدير الزور ووجهاء العشائر العربية.
وكانت محاكم الإدارة الذاتية الخاصة بدأت إجراءات مقاضاة المشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش»، حيث أحيل نحو 900 محتجز في القامشلي.
وقال خالد علي الإداري من ديوان «مجلس العدالة الاجتماعية» التابع للإدارة إن «المحكمة تنظر في دعاوى 900 مشتبه بتهمة القتال والارتباط بتنظيم (داعش) الإرهابي، وفق القوانين المحلية الصادرة عن المجلس التشريعي»، وأشار إلى أنهم يستعينون بالقانون السوري «في حال حاجتهم لمادة قانونية تنص على معاقبة الجرم المرتكب بحسب المرسوم الصادر من الإدارة». وبعد إعلان الإدارة عفواً عاماً السبت الماضي، ستنظر الدوائر القضائية والمحاكم الخاصة بقضايا الإرهاب لدعاوى 12 ألف موقوف سوري، غير أن العفو لا يشمل القياديين وأصحاب المناصب العليا في التنظيمات الإرهابية، كتنظيم «داعش». لكنها أطلقت سراح كل الذين انتهت استجواباتهم ولم تثبت التحقيقات تورطهم في أي عمل إرهابي وفق التشريعات المحلية الناظمة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.