إسرائيل تكشف عن تدمير موقعين للجيش السوري في الجولان

تل أبيب أشارت إلى أنهما يقدمان دعماً لـ«حزب الله»

TT

إسرائيل تكشف عن تدمير موقعين للجيش السوري في الجولان

بعد سنوات من سياسة «غض الطرف» عن نشاطات الجيش السوري العسكرية في الجزء الشرقي من الجولان، كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن عملية أقدم عليها الجيش الإسرائيلي قبل بضعة أسابيع، داخل الأراضي السورية ودمر فيها موقعين للجيش، بدعوى الخوف من أن يستخدمهما «حزب الله» ضد إسرائيل.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أبيحاي أدرعي، في منشور له عبر «تويتر»، إن «الجيش السوري كان يستخدم المواقع المدمرة بهدف الاستطلاع والأمن الروتيني. وفي ليل 21- 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، اقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي الحدود في أعقاب خرق الجيش السوري لاتفاق فض الاشتباك الذي يحظر عليه التموضع العسكري في المنطقة العازلة (فض الاشتباك)، ودمرت الموقعين». ونص اتفاق فض الاشتباك الموقع بين إسرائيل وسوريا في جنيف، في 31 مايو (أيار) سنة 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية، على بقاء الجيش الإسرائيلي في الجزء المحتل من الجولان، وعلى امتناع أي نشاط عسكري لسوريا في منطقة تبعد 20– 25 كيلومتراً شرقي الجولان. وقد التزمت سوريا ببنود الاتفاق بشكل صارم، حتى اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. فقد دخلت قوات النظام إلى هذه المنطقة بمختلف الأسلحة الثقيلة، وضمن ذلك الطيران، لقمع المعارضة السياسية والعسكرية؛ خصوصاً بعدما استولت «جبهة النصرة» و«داعش» على قسم من بلدات المنطقة. وقد اتبعت إسرائيل سياسة «غض الطرف» عن هذا النشاط طيلة السنوات الماضية.
ويستدل من منشور الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب قررت تغيير سياستها، ووضع قيود جديدة على نشاط الجيش السوري في الجولان الشرقي. ولذلك فقد أرسل جيشها إحدى وحداته البرية المرابطة في الجولان المحتل، لتقتحم الأراضي السورية قبل ثلاثة أسابيع، بحماية قوات جوية، ودمرت موقعين. وقالت جهات عسكرية إسرائيلية، في تبرير عمليتها، إن «قوات النظام السوري عادت إلى الجولان، وانتشرت على طول الحدود. وتمت إقامة عدة مواقع سورية في المنطقة المنزوعة السلاح، الأمر الذي يشكل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وقرر الجيش الإسرائيلي أن يعمل ضدها». وأضافت: «عملية الاقتحام غير المألوفة جرت خلف الحدود التي وصل الجنود خلالها إلى أقرب نقطة ممكنة من أفراد الجيش السوري».
ونقلت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي عن الرائد مايكل زيلبرغ الذي قاد العملية، القول: «كنا موجودين مقابل العدو تماماً، على مسافة 500 متر تقريباً من موقع مأهول». وأضاف: «جنود من لواء (ناحل) وسرية (ياعيل) من وحدة (يهلام) قطعت الحدود، من دون أن يتمكن الجنود السوريون من كشفهم. واقتحموا موقعين لجيش الأسد، وفجروهما ودمروهما. لقد تم كل شيء بهدوء، بشكل سري، وتم زرع العبوات داخل الموقعين، ونشر ألغام من حولهما وعدنا، وقمنا بعملية التفجير عن بعد». وقال قائد كتيبة «غرانيت» في لواء «ناحل»، طال غوريتسكي: «إننا نعلم بوجود تعاون كبير بين الجيش السوري وبين (حزب الله)، وأي تموضع عسكري من جانبه ينطوي على احتمال لتموضع ثنائي. ولن نسمح بأن يتحول جنوب سوريا إلى جنوب لبنان». وأكد أن «الجيش الإسرائيلي يعمل بأساليب متنوعة من أجل منع دخول (حزب الله) إلى الجولان السوري: غارات جوية، وتفعيل قوة الأمم المتحدة، والآن اختراق منطقة فض الاشتباك».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».