عاش المنتخب الإسباني أمسية للنسيان في كييف بخسارته أمام مضيفه الأوكراني صفر - 1 في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الرابعة لدوري الأمم الأوروبية، فيما ازداد موقف مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف صعوبة بعدما أفلت من الهزيمة أمام سويسرا وخرج متعادلا 3 - 3.
على الملعب الأولمبي في كييف، تجاوزت أوكرانيا ظروفها الناجمة عن الإصابات الكثيرة في صفوفها بفيروس «كورونا» المستجد، وفكت عقدتها أمام إسبانيا بفوز تاريخي بطله فيكتور تسياغانكوف الذي سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 76.
وهو الفوز الأول لأوكرانيا في 8 مواجهات ضد إسبانيا، والثاني لها في النسخة الثانية للمسابقة القارية الجديدة بعد الأول على سويسرا 2 - 1 في الجولة الأولى، فأنعشت آمالها في المنافسة على بطاقة المجموعة المؤهلة إلى الدور نصف النهائي.
ورفعت أوكرانيا رصيدها إلى 6 نقاط بفارق نقطة واحدة خلف إسبانيا وبفارق الأهداف خلف ألمانيا، فيما تحتل سويسرا المركز الأخير بنقطتين.
وأشاد أندريه شيفتشنكو مدرب أوكرانيا بفريقه بعد أن تجاوز خسارته الثقيلة 7 - 1 أمام فرنسا الأسبوع الماضي وقال: «لست بحاجة حتى لأن أقول أي شيء لأن اللاعبين قالوا كل شيء بسلوكهم والتزامهم في الملعب... إنه انتصارهم، كانوا رائعين بكل بساطة. تعلم اللاعبون الدرس بعد مباراة فرنسا، وتقبلوا التغييرات التي اقترحناها ونفذوا خطتنا».
وأضاف «كان من الصعب مواجهة إسبانيا لكننا قاتلنا طيلة الوقت وفزنا بالكثير من الكرات المشتركة. أردنا الانتصار وحققناه».
وأشرف شيفتشنكو، هداف أوكرانيا عبر العصور والذي يعد على نطاق واسع أعظم لاعبيها، على مسيرة مذهلة للفريق في تصفيات بطولة أوروبا ليتأهل للنهائيات المؤجلة لكن فريقه افتقد الكثير من لاعبيه في مباريات هذا الشهر بسبب عدة حالات إيجابية لفيروس «كورونا» بالإضافة إلى الإصابات. وتحسن أداء أوكرانيا كثيرا مقارنة بمباراة فرنسا والخسارة 2 - 1 أمام ألمانيا السبت، وكان حضور 21 ألف مشجع في استاد كييف الأولمبي له مفعول السحر في رفع حماس اللاعبين أمام إسبانيا. وقال تسياغانكوف صاحب الهدف: «خسرنا 3 مباريات على التوالي وكنا مدينين باعتذار لجماهيرنا، نحن سعداء بمنحهم سببا للاحتفال». ودفعت إسبانيا ثمن الفرص الكثيرة التي أهدرتها قبل الهدف الأوكراني. وكانت إسبانيا سحقت أوكرانيا برباعية نظيفة في الجولة الثانية في السادس من سبتمبر الماضي على ملعب «ألفريدو دي ستيفانو» في العاصمة مدريد، لكنها منيت في كييف بهزيمة أولى من أصل 8 مواجهات ضد أوكرانيا.
وكانت إسبانيا صاحبة الأفضلية والاستحواذ كعادتها وهددت مرمى أصحاب الأرض أكثر من مرة وكان بإمكانها هز الشباك مرات عدة لولا تألق حارس المرمى دينامو كييف جورجي بوشخان. وفي كولن، أفلتت ألمانيا من فخ ضيفتها سويسرا وخرجت بتعادل 3 - 3 في لقاء مثير كرويا لكنه كارثي بالنسبة لدفاع منتخب الماكينات ووضع مدربه لوف. وسجل ثلاثية سويسرا كل من ماريو غافرانوفيتش (هدفين) وفرويلر بينما سجل لألمانيا تيمو فيرنر وكاي هافيرتز وسيرج غنابري. ودخل المنتخب الألماني المباراة على خلفية فوزه السبت على مضيفه الأوكراني 2 - 1. محققا انتصاره الأول في البطولة القارية الجديدة بعد سلسلة من خسارتين وتعادلين في النسخة الأولى ثم تعادلين في النسخة الحالية ضد إسبانيا (1 - 1) وسويسرا (1 - 1 أيضا).
وكان فوز السبت على أوكرانيا الأول أيضا لرجال لوف منذ عودة المنافسات الدولية بعد توقف دام قرابة 10 أشهر جراء تفشي «كوفيد - 19»، بعد أن تعادل أيضا وديا مع تركيا 3 - 3 الأسبوع الماضي.
ونتيجة الخروج من الدور الأول لمونديال 2018، أصبح لوف تحت المجهر ثم ازداد وضعه حرجا بعد النتائج السيئة في النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، ليصل الأمر بعد البداية المتعثرة في النسخة الحالية والتعادل الودي مع تركيا إلى مطالبة الجمهور والنقاد، وأبرزهم القائد السابق للمنتخب لوثار ماتيوس، بالتغيير والتخلي عن المدرب الذي قاد ألمانيا إلى لقب مونديال 2014 لا سيما بعد قراره بإبعاد لاعبين مؤثرين مثل توماس مولر وجيروم بواتنغ. وقال ماتيوس: «قلت قبل المباراة إن المنتخب يتمتع براحة أكبر مع وجود 3 مدافعين. لكن لوف أراد تجربة شيء آخر مجددا».
وقال مدافع بايرن ميونيخ جوشوا كيميتش: «لقد رأينا رغبة جيدة وأننا نريد أن نلعب بشكل أكثر ديناميكية، لكن يتوجب علينا الدفاع بشكل أفضل. لقد أظهرنا أيضا أنه لدينا شخصية. لم يكن الأداء رائعا، الأمور ليست وردية بالكامل، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح».
واعترف لوف بأنه يجب تصحيح بعض الأخطاء بالمنتخب الذي يضع الوصول إلى المربع الذهبي لكأس أمم أوروبا العام المقبل الحد الأدنى لأهدافه، وعلق على مواجهة سويسرا قائلا: «كانت مباراة شرسة للغاية. وكل من الفريقين خاطر كثيرا، لكن عدة أخطاء ارتكبت أيضا. خططنا للعب بهامش من المخاطرة، لكننا بحاجة إلى تصحيح الأخطاء».
وأضاف «عندما نخوض كأس الأمم الأوروبية، سيكون هدفنا الوصول لأبعد نقطة، لكن التأهل إلى الدور قبل النهائي يشكل الحد الأدنى لطموحنا».
وتابع: «المنتخب يتمتع بالكثير من الإمكانيات. ونحن بحاجة إلى إصلاح أشياء قليلة، لكنني أعتقد أن هناك ما يدعو للحماس».
وأكد لوف أن العودة بعد التأخر بهدفين وكذلك التعادل بعد التأخر 2 - 3 كانا من الأمور الإيجابية، لكن آخرين لم يبدوا اقتناعهم بذلك.
لكن مجلة «كيكر» الرياضية انتقدت الفريق وقالت: «المنتخب الألماني في مستوى نظيره السويسري وليس على مستوى النخبة في أوروبا».
وربما يكون صغر أعمار لاعبي ألمانيا هو الميزة التي يتفائل بها لوف لتحسين الأوضاع بالمستقبل حيث تبلغ أعمار الـ3 الذين سجلوا الأهداف للمنتخب في مرمى سويسرا 25 و24 و21 عاما، على الترتيب، وهو ما يجسد فاعلية العناصر الشابة والسريعة.
وقال هافيرتز: «نحن منتخب شاب وما زال في منتصف العملية، لن نسمح لأنفسنا بالخروج عن المسار بالطبع، وسنواصل العمل على نفس المنوال».
وجاء استثناء تفوق الخبرة على الشباب في صفوف المنتخب، عبر تألق توني كروس، 30 عاما» لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني، والذي أصبح اللاعب الألماني رقم 15 الذي يشارك في 100 مباراة دولية. وقال كروس: «كانت بالطبع مباراة خاصة بالنسبة لي، فالوصول إلى المباراة رقم 100 يشكل علامة فارقة. ولكن أي شخص يعرفني، سيعلم أن تحقيق النتائج والانتصارات أكثر أهمية بالنسبة لي من زيادة عدد مرات المشاركة». وتتأهل المنتخبات الفائزة برؤوس المجموعات فقط إلى الدور قبل النهائي الذي تقام منافساته في العام المقبل.
أوكرانيا تصدم إسبانيا... وسويسرا تحرج ألمانيا في دوري الأمم
شيفتشنكو يشيد بلاعبيه وجماهير ملعب كييف المتحمسة... ولوف تحت ضغط الانتقادات
أوكرانيا تصدم إسبانيا... وسويسرا تحرج ألمانيا في دوري الأمم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة