لبنان يشهد اعتصامات رفضاً لرفع الدعم عن المواد الأساسية

اعتصام في مدينة النبطية الجنوبية (الوكالة الوطنية للإعلام)
اعتصام في مدينة النبطية الجنوبية (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

لبنان يشهد اعتصامات رفضاً لرفع الدعم عن المواد الأساسية

اعتصام في مدينة النبطية الجنوبية (الوكالة الوطنية للإعلام)
اعتصام في مدينة النبطية الجنوبية (الوكالة الوطنية للإعلام)

نفذ مواطنون لبنانيون وهيئات نقابية اعتصامات في مختلف المناطق اللبنانية، اليوم الأربعاء، رفضاً لرفع الدعم عن المواد الأساسية، واحتجاجا على الواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي.
وجاءت الاعتصامات في مختلف المناطق اللبنانية، تلبية لدعوة الاتحاد العمالي العام للتحرك في «يوم الغضب التحذيري» اليوم رفضاً لرفع الدعم، ووسط تدابير اتخذتها عناصر القوى الأمنية.
ونفذ عمال مرفأ طرابلس بشمال البلاد وقفة تضامنية أمام مقر النقابة، رفضاً «للواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي، وسياسة تجويع الناس المتمثلة برفع الدعم عن المواد الأساسية؛ لا سيما المحروقات والدواء والقمح».
وقطع عمال وسائقون عموميون وممثلون لقطاعات النقل البري واتحادها أوتوستراد طرابلس- بيروت، في الاتجاهين، وأقفل أعضاء اتحاد نقابات النقل البري في جبل لبنان، وسائقو الحافلات، صباح اليوم، الطريق الدولية عند مفترق مدينة عالية (جبل لبنان)؛ حيث وضعت حافلات النقل وسط الطريق وبالاتجاهين.
وتجمع عدد من المحتجين على رفع الدعم عن المحروقات أمام مستشفى الجامعة الأميركية، وأمام مصرف لبنان في العاصمة بيروت، تلبية لدعوة الاتحاد العمالي العام.
ونفذ سائقو السيارات العمومية والحافلات الصغيرة في مدينة صيدا والجنوب اعتصاماً في ساحة النجمة في المدينة، ووضعوا على آلياتهم لافتات تطالب بإعفائهم من الرسوم الميكانيكية، معبرين عن معاناتهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار قطع غيار السيارات ومستلزمات المهنة اليومية.
وكانت معلومات قد ترددت عن إمكان رفع الدعم عن المواد الأساسية كالقمح والمحروقات والدواء، بعد تراجع حاد لموجودات مصرف لبنان من العملة الأجنبية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.