لافتة عنصرية ضد العرب تثير خلافاً بين المستوطنين

قادتهم القدامى خرجوا في حملة انتقادات شديدة

اللافتة العنصرية ضد العرب في مدخل مستوطنة «يتسهار» التي أزالتها الشرطة الإسرائيلية
اللافتة العنصرية ضد العرب في مدخل مستوطنة «يتسهار» التي أزالتها الشرطة الإسرائيلية
TT

لافتة عنصرية ضد العرب تثير خلافاً بين المستوطنين

اللافتة العنصرية ضد العرب في مدخل مستوطنة «يتسهار» التي أزالتها الشرطة الإسرائيلية
اللافتة العنصرية ضد العرب في مدخل مستوطنة «يتسهار» التي أزالتها الشرطة الإسرائيلية

أثار وضع لافتة عنصرية على مدخل مستوطنة «يتسهار»، المقامة على أرض فلسطينية مسلوبة قرب نابلس، وقيام الشرطة الإسرائيلية بإزالتها، نقاشات وخلافات حادة بين المستوطنين أنفسهم. ولم يحتمل قسم من قادتهم القدامى هذه العنصرية، فخرجوا في حملة انتقادات شديدة ضد حلفائهم في قيادة المستوطنات.
ودعا أحد الجنرالات السابقين المؤيدين لهم، في نداء، إلى التوقف عن اتخاذ قرارات والقيام بممارسات حمقاء تُلحق ضرراً كبيراً بالمستوطنين أنفسهم وبالدولة العبرية في العالم.
وتعود هذه المعركة إلى حادثة عنصرية وقعت قبل ثلاثة أسابيع، عندما قامت وزارة الصحة بإرسال طاقم طبي لإجراء فحص «كورونا» لسكان المستوطنة. وقد منع الحارس المسلح على البوابة الحديدية الإلكترونية، بأوامر من قادة المستعمرة، دخول الطاقم، لأنه بقيادة طبيب عربي من فلسطينيي 48. فثارت ضجة بعد هذا «القرار العنصري الأحمق»، كما وصفه مسؤول في الشرطة الإسرائيلية. وطرحت حركات حقوق الإنسان الموضوع على قائد المنطقة العسكري، علماً بأن المستعمرة خاضعة لسلطة الجيش الإسرائيلي. فأصدر القائد قراراً يعد التصرف غير قانوني. وعلى أثر ذلك وضعت إدارة المستوطنة لافتة على مدخلها، كُتب عليها باللغات الثلاث: العربية (المكسرة) والعبرية والإنجليزية، ما يلي: «هذا الطريق يؤدي إلى يتسهار الستيطاني. مدخل للعرب أمر خطير» (الأخطاء اللغوية في الأصل). وقامت الشرطة بإزالتها بعد ساعات، لكن الموضوع عندما كُشف في الإعلام أثار ضجة كبيرة، حتى في صفوف اليمين والمستوطنين.
وتنضم هذه المواجهة الصاخبة إلى سلسلة موجات مثيرة تتعلق بهذه المستعمرة بالذات، التي يعدها حتى الإسرائيليون اليمينيون «معقل التطرف» في المنطقة. فهي، منذ تأسيسها بأيدي حركة «غوش أمونيم» الاستيطانية في عام 1983 على قمة جبل سلمان الفارسي جنوبي نابلس، وهي في عناوين الإعلام، فقد استوطنت فيها مجموعة من القادمين الجدد من الولايات المتحدة. ورغم أن مستعمرتهم أُقيمت على أراضي قرى بورين وحوارة ومادما وعوريف وعين يابوس وعصيرة القبلية، فإن عدداً من مستوطنيها يتعمدون المساس بهذه القرى بالذات. وبين جنباتها تم إنشاء ما يُعرف باسم «شبيبة التلال»، قبل أحد عشر عاماً، وهي المجموعات التي تشنّ عمليات «تدفيع الثمن»، بحق البلدات والقرى الفلسطينية المجاورة. ففي كل مرة تنفذ فيها السلطات الإسرائيلية إجراء ضد ممارساتهم غير القانونية، ينفّذون عمليات انتقام من الفلسطينيين، فيحرقون المساجد ويقتحمون البلدات الفلسطينية ويخربون السيارات ويحطمون زجاج النوافذ. وفي مرات عديدة حاولوا إحراق الناس في بيوتهم وهم نيام، كما حصل مع عائلة دوابشة في قرية دوما، وفي أبسط الأحوال يقومون بخطّ شعارات عنصرية على جدران المنازل تدعو لقتل العرب. ومن آن لآخر، ينزل المستوطنون إلى الطرق التي تسلكها مركبات الفلسطينيين ويرشقونها بالصخور والحجارة الضخمة، ما يتسبب بإصابة العديد من الفلسطينيين بجراح، بل أدى الاعتداء في أحد المرات إلى قتل السيدة الفلسطينية عائشة الرابي (45 عاماً)، جراء إصابتها بحجر في رأسها مباشرة، رشقه مستوطنون على السيارة التي كانت تركبها برفقة زوجها، جنوبي نابلس، وكان ذلك في مثل هذه الأيام من السنة الماضية. أما في مواسم الزيتون، فيتميز هؤلاء المستوطنون بإحراق أو سرقة المحاصيل من الكروم الفلسطينية. وفي السنوات الأخيرة ينفّذ مستوطنون من يتسهار، بالذات، ومستوطنات أخرى، اعتداءات حتى على رجال الشرطة الإسرائيلية ويحرقون سيارات عسكرية للجيش، وينفّذون اعتداءات على صحافيين إسرائيليين. وأمس، اعتدى المستوطنون على الصحافي أوهاد حيمو، وأفراد طاقمه من القناة 12 للتلفزيون، لأنهم وثّقوا اعتداءات المستوطنين على كروم الزيتون التابعة لأهل قرية برقة الفلسطينية.
من جهة أخرى، هاجم خبير الخرائط الإسرائيلي الأول والجنرال في جيش الاحتياط الإسرائيلي شاؤول أرئيلي، ما سماها «مسيرة الحماقة المستمرة في المستوطنات، والتي سيكون لها ثمن باهظ بشكل مروّع». وقال إن الجشع في السيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية وممارسة العنف والقوة التي ينفّذها المستوطنون ويساندها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليست فقط عديمة المسؤولية الوطنية بل فاشلة ولن تساعد الفلسطينيين على قبول مبادرة ترمب، ولن توفر الهدوء لأحد في هذه المنطقة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».