ناتاشا: تجربة القاهرة ورقة اختبار.. والغناء باللهجة المصرية إجباري

الفنانة اللبنانية تقدم ألبومها الجديد «زحمة» من 14 أغنية خليجية

ناتاشا: تجربة القاهرة ورقة اختبار.. والغناء باللهجة المصرية إجباري
TT

ناتاشا: تجربة القاهرة ورقة اختبار.. والغناء باللهجة المصرية إجباري

ناتاشا: تجربة القاهرة ورقة اختبار.. والغناء باللهجة المصرية إجباري

الفنانة اللبنانية ناتاشا القادمة من منطقة جونيه، تتسلق سلم النجومية بإصرار، وتخاطر بأن تغني بأكثر من لهجة عربية، لا سيما المصرية والخليجية، وتؤكد أنها قادمة بقوة لعالم الفن وتباري كبريات الفنانات.
تطرح ناتاشا حاليا، ألبومها الجديد بعنوان «زحمة»، ويشتمل على 14 أغنية خليجية منوعة الإيقاع والريتم.. «لا أرغب بمنافسة أي أحد، لأني أعرف هدفي، وأنا أسير في الاتجاه الذي رسمته، بخطى واثقة وواضحة وسليمة».
تقول ناتاشا التي عشقت الفن بجانب الفروسية والسباحة والقراءة: «تنوعي في طرح أعمالي الفنية بعدة لهجات عربية، مكنني من أن أجد موضع قدم لي، حيث أصبح يشار إلى بالبنان كفنانة محترفة، كما أصبح لدي عشاق وجمهور أحبهم ويحبونني».
فيما يلي حوار قصير أجرته «الشرق الأوسط» مع الفنانة ناتاشا التي انتهت للتو من أغنية جديدة لها بعنوان: «يا قاسي ارحل وريحني»، من ألحان خالد الصيفي، وذلك بمقر إقامتها في العاصمة السعودية الرياض:
* عادة ما تكون الانطلاقة الفنية للفنانات تحديدا من القاهرة أو بيروت، لكن أنت حاليا موجودة في السعودية.. لماذا اخترت الرياض؟
- أنا فعلا انطلقت من بيروت، عندما كان عمري لا يتجاوز 14 عاما، ولكن انطلاقتي الاحترافية للفن، كانت حقيقة من مصر، حيث نفذت تسجيل أول أغنية لي باللهجة المصرية بالقاهرة؛ إذ اختط لي ذياب متعب مدير شركة «ود» المنتجة لأعمالي وهو مدير أعمالي أيضا، استراتيجية مدروسة لانطلاقتي الفعلية في عالم الاحتراف الغنائي، فكانت مصر بمثابة البوابة لي للإطلالة على عالم وجمهور الفن منها، وأيضا لم أغفل جانب وضع دراسة للدخول للسوق الخليجية من شركة الإنتاج، لأنه من الصعب الدخول للسوق الخليجية بهذه السهولة، ذلك أن الأمر كان يحتاج لوقت كاف، للتمكن من إتقان اللهجة الخليجية بشكل عميق، خاصة أن الساحة الفنية الخليجية مليئة بعمالقة الفن من السيدات مثل الفنانة نوال الكويتية وغيرها من الفنانات اللاتي أكن لهن كل محبة وتقدير. عموما، فإن وجودي في الرياض بسبب الدراسة في إحدى جامعاتها.
* ما آخر المشروعات الفنية التي تعملين عليها الآن وما أسماؤها وطبيعتها ومن شركاؤك فيها ومتى تتوقعين نتائجها؟
- أعتقد أنني أنجزت شيئا، وأنا أطرح حاليا ألبومي الجديد بعنوان «زحمة»، وهو من إنتاج شركة «ود»، وتوزيع شركة «روتانا»، مع كليب مصور وهي أغنية «زحمة» عبر شاشات «روتانا»، والألبوم يشتمل على 14 أغنية خليجية منوعة الإيقاع والريتم، والنتائج، ولله الحمد، بدأت ترى النور في منطقة الخليج، وبدأت الأصداء تصلني عبر الأصدقاء والمتابعين، فضلا عن قنوات الأسافير، وللتو انتهيت من أغنية جديدة بعنوان «يا قاسي ارحل وريحني»، من ألحان الملحن خالد الصيفي.
* من هم أبرز الشعراء والملحنين، وما تقييمك للأغنيات التي قدمتها حتى الآن؟
- أرى أنني محظوظة من حيث التعاون مع بعض الشعراء والملحنين والموزعين مثل الملحن والفنان فايز السعيد، والملحن أديب الثنيان، وحمد راشد خضر، والشاعر الأمير فهد بن خالد، والشاعر أسير الرياض، والشاعر إبراهيم بن سواد، والشاعر تركي السويلم، والموزع وليد فايد، والموزع أحمد أسدي، وزيد نديم، ومحمد الخطيب.. والقائمة تطول، وأعتذر لمن سقط اسمه سهوا.
* كيف تصفين نفسك من حيث النجومية ووضعك في خارطة الفنانات.. هل لا تزالين في بداية الطريق أم إنك تنافسين نجوم الفن حاليا؟
- أعتقد أنني وصلت إلى مستوى مقدر في الوسط الفني، ومع ذلك أعتبر نفسي لا أزال على الطريق، غير أنه من المؤكد أنني موجودة داخل الخريطة الفنية، ليس فقط على مستوى الخليج، بل على مستوى الوطن العربي، بسبب تنوعي في طرح الأعمال الفنية بعدة لهجات عربية، وأنا فخورة جدا بأنني في مثل هذا العمر المبكر، استطعت أن أجد موضع قدم لي، حيث أصبح يشار إلي بالبنان كفنانة محترفة، كما أصبح لدي عشاق وجمهور أحبهم ويحبونني، ولا أرغب بمنافسة أي أحد لأني أعرف هدفي، وأنا أسير في الاتجاه الذي رسمته، بخطى واثقة وواضحة وسليمة.
* ما أقرب الأعمال الفنية إلى نفسك ولماذا؟
- كل أعمالي مقربة إلى نفسي جدا، لأنني أتنفسها وأعيشها كلمة كلمة وجملة جملة، وعندما تنقلت مع أعمالي وأغاني في كثير من البلدان، كان مفتاحي للجمهور الذي صنعته فيها، هو ترجمتها لهم بإحساسي بها، فظهرت بالمستوى الذي أرضى جمهوري، وأنا سعيدة بذلك.
* كيف تقيمين مساهمة التجربة المصرية في صقل موهبتك، خصوصا تجربتك مع النجم مدحت صالح؟
- التجربة المصرية لا تعتبر مجرد تجربة والسلام، وإنما تعتبر بمثابة ورقة امتحان، كان لا بد من تخطيها عن جدارة، لكي أرضي الملايين من الناس الذين يعشقون الفن على امتداد الوطن العربي، خصوصا أن اللهجة المصرية هي اللهجة الثانية التي يتعلمها أي فنان عربي إجباريا، بحكم انتشار الفن المصري وسيطرته على مساحة واسعة من الفن في الوطن العربي، ولذلك أعتقد أن تجربتي مع نجم بحجم الفنان مدحت صالح ما هي إلا شهادة ووسام أفتخر به في مشواري الفني المقبل، لأنها كانت بالفعل نقلة في حياتي، تحلم بها أي فنانة في سني وفي بداية مشوارها الفني، عندما تجد نفسها، تقف أمام عملاق مثل النجم مدحت صالح، ولذلك لقيت أصداء كبيرة من جمهور هذا الفنان، فكانت شرفا لي.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».