إرهابيون يحاصرون قرية في وسط مالي ويقتلون 6 مدنيين

TT

إرهابيون يحاصرون قرية في وسط مالي ويقتلون 6 مدنيين

حاصرت مجموعة من الإرهابيين قرية صغيرة في وسط مالي، وقتلوا 6 مدنيين وجرحوا 15 آخرين من سكان القرية التي انقطعت عن بقية العالم منذ نهاية الأسبوع الماضي، وفق ما أكدت مصادر محلية وإدارية مالية.
وقال مسؤولون محليون إن هجمات إرهابية استهدفت سكان قرية فارابوغو الواقعة وسط دولة مالي، أدت إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل، فيما خطف أكثر من 20 مدنياً من سكان القرية.
وهاجم الإرهابيون يوم الثلاثاء الماضي سوقاً أسبوعية في القرية التابعة لمنطقة نيونو بوسط البلاد، وهي السوق التي تتنقل بين القرى في تلك المنطقة ويرتادها السكان المحليون لشراء حاجياتهم اليومية من المواد الغذائية والمواشي وبقية المستلزمات.
وبحسب مصادر محلية؛ فإن الإرهابيين احتجزوا أكثر من 20 شخصاً من رواد السوق الأسبوعية، لا يزال 9 أشخاص منهم قيد الاختطاف، دون أن تعلن أي تفاصيل حول هويات المختطفين.
وبعد مهاجمة السوق الأسبوعية، هاجم الإرهابيون قرية فارابوغو وقتلوا 5 أشخاص على الأقل، وحاصروا القرية بشكل تام، فيما لم يتحرك الجيش المالي لفك الحصار، وفق ما أكدت مصادر محلية أمس (الاثنين).
وقال عمدة القرية بخاري كوليبالي إن «القرية معزولة عن بقية البلد من طرف إرهابيين سدوا جميع المنافذ المؤدية إليها»، مشيراً إلى أن 5 قرويين حاولوا كسر الحصار ودخول القرية حيث توجد أسرهم، ولكن الإرهابيين نصبوا لهم كميناً وقتلوهم، وجرحوا 15 آخرين.
من جهة أخرى؛ قال نائب محلي طلب عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، إن عدد القرويين الذين قتلوا على يد الإرهابيين وصل إلى 6 أشخاص، وهو ما أكده مصدر من سكان القرة، حين قال: «قتل 6 مدنيين على يد الإرهابيين»، مشيراً إلى اختطاف آخرين.
وقال نائب محلي في منطقة تقع على مسافة 15 كيلومتراً من القرية، إن ما جرى هو كمين نصبه إرهابيون استهدف مدنيين أرادوا العودة إلى قريتهم، وأدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 22 آخرين.
وأضاف المصدر ذاته أن الحصار الذي تتعرض له القرية أدى إلى نقصان الغذاء في القرية الصغيرة، وقال: «السكان لا يمكنهم مغادرة القرية ولا يمكن لأحد الوصول إليهم».
في حين أكد أحد سكان القرية أن مجموعة من الإرهابيين على متن شاحنات ودراجات نارية «نقلت كل قطعان الماشية في فارابوغو، ويصل عددها إلى أكثر من 3 آلاف من الأبقار والخرفان والماعز». الحكومة المالية لم تتحدث عن الوضع في القرية المحاصرة، فيما قال مسؤول بوزارة الداخلية فضل حجب هويته: «لقد اتخذنا تدابير لحل المسألة»، من دون أن يعطي أي تفاصيل أخرى حول هذه «التدابير».
وتنشط في وسط مالي جماعات إرهابية بعضها مرتبط بـ«القاعدة» والآخر بـ«داعش»، وفي الوقت ذاته تدور حرب طاحنة بين التنظيمين للهيمنة والنفوذ في المنطقة التي تغيب عنها الدولة ويهاب الجيش المالي دخولها بسبب قوة الإرهابيين، وتورطه في انتهاكات بحق السكان المحليين.
وتعيش مالي منذ أكثر من 7 سنوات على وقع حرب طاحنة ضد الإرهاب، تقودها فرنسا (6100 جندي) ودول الساحل الخمس (موريتانيا، ومالي، والنيجر، وتشاد، وبوركينا فاسو) عبر قوة عسكرية مشتركة يصل قوامها إلى 5 آلاف جندي. كما تنشر الأمم المتحدة قوة لحفظ السلام في شمال مالي يصل قوامها إلى نحو 15 ألف جندي، مع وجود عسكري معتبر لبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، من أجل تدريب وتجهيز الجيوش المحلية.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.