ألمانيا تلتقي سويسرا بحثاً عن فوز ثانٍ... وإسبانيا تتربص بأوكرانيا

ثقة المنتخب الإنجليزي تتضاعف بعد الفوز على بلجيكا القوية... وقمة سلبية بين فرنسا والبرتغال في منافسات دوري الأمم الأوروبية

راشفورد يسجل من ركلة جزاء هدف إنجلترا الأول في مرمى بلجيكا (رويترز)
راشفورد يسجل من ركلة جزاء هدف إنجلترا الأول في مرمى بلجيكا (رويترز)
TT

ألمانيا تلتقي سويسرا بحثاً عن فوز ثانٍ... وإسبانيا تتربص بأوكرانيا

راشفورد يسجل من ركلة جزاء هدف إنجلترا الأول في مرمى بلجيكا (رويترز)
راشفورد يسجل من ركلة جزاء هدف إنجلترا الأول في مرمى بلجيكا (رويترز)

يسعى المنتخب الألماني إلى تحقيق فوزه الرسمي الأول على نظيره السويسري منذ مونديال 1966 حين يستضيفه اليوم في كولن ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الرابعة للمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، فيما يسعى المنتخب الإسباني للاستفادة من وضع مضيفه الأوكراني المثقل بالغيابات بسبب فيروس «كوفيد - 19».
وكانت القمة الثأرية بين فرنسا بطلة العالم والبرتغال بطلة أوروبا قد انتهت بالتعادل السلبي، في حين سقطت إيطاليا في فخ التعادل مع مصيفتها بولندا بالنتيجة ذاتها، بينما حققت إنجلترا فوزا مهما على بلجيكا 2 - 1.
ويدخل المنتخب الألماني مباراته وجاره السويسري على خلفية فوزه السبت على مضيفه الأوكراني 2 - 1 محققا انتصاره الأول في البطولة القارية الجديدة بعد سلسلة من خسارتين وتعادلين في النسخة الأولى ثم تعادلين في النسخة الحالية ضد إسبانيا (1 - 1) وسويسرا (1 - 1 أيضا).
وكان من المفترض ألا يلعب المنتخب الألماني ضمن المستوى الأول في النسخة الثانية من البطولة بعدما أنهى منافسات المجموعة الأولى من النسخة الأولى خلف هولندا وفرنسا ما كان سينزله إلى المستوى الثاني، لكن الاتحاد الأوروبي «يويفا» أدخل تعديلا على نظام المسابقة برفع عدد منتخبات المستوى الأول من 12 إلى 16 لنسخة 2020 - 2021، ما أبقى الألمان بين الكبار.
وكان فوز السبت على أوكرانيا المثقلة بالغيابات نتيجة الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد، الأول أيضا لرجال المدرب يواكيم لوف منذ عودة المنافسات الدولية بعد توقف دام قرابة عشرة أشهر جراء تفشي «كوفيد - 19»، بعد أن تعادل أيضاً وديا مع تركيا 3 - 3 الأربعاء الماضي.
وأنتج التعادل مع تركيا حالة من السخط لدى المدرب لوف الذي أعرب عن غضبه وإحباطه بعد المباراة، واعتباره أن المنتخب يعاني من مشكلة في القيادة في أرض الميدان.
وأجرى لوف تسعة تغييرات عن التشكيلة التي واجهت الأتراك، ولم يشارك في مباراة السبت سوى أنطونيو روديغير ويوليان دراكسلر.
واستحق الألمان الفوز في كييف بعد تقدمهم بهدفي ماتياس غينتر وليون غوريتسكا قبل أن يقلص صاحب الأرض النتيجة في ربع الساعة الأخير من ركلة جزاء.
وكان لوف راضيا عما قدمه لاعبوه في مباراة كييف التي أقيمت أمام قرابة 17500 متفرج، وهو ما يعادل حوالي 30 في المائة من السعة الإجمالية للمدرجات بحسب بروتوكولات «يويفا»، قائلا: «كان بإمكاننا أن نتقدم 3 أو 4 - صفر قبل أن نتلقى ركلة جزاء. لم نترك خلال المباراة سوى القليل من الفرص للأوكرانيين. قدمنا أداء ثابتا من الناحية الدفاعية».
وبعد الفوز على أوكرانيا الجريحة، سيكون رجال لوف أمام اختبار أصعب ضد سويسرا في ثاني مواجهة بين المنتخبين على صعيد المسابقات الرسمية منذ الدور الأول لمونديال 1966 حين خرجت ألمانيا منتصرة بخماسية نظيفة، بينها ثنائية للقيصر فرانز بكنباور (لعب بعدها المنتخبان أربع مباريات ودية وفازت ألمانيا بالثلاث الأولى وسويسرا في الأخيرة بنتيجة 5 - 2 عام 2012).
وتحتل سويسرا المركز الرابع الأخير في المجموعة بنقطة واحدة من تعادلها في الجولة الثانية مع ألمانيا بالذات 1 - 1 في بازل بغياب معظم لاعبي بايرن ميونيخ بسبب موسمهم الطويل ووصولهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث توجوا باللقب على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي.
وستكون الجولة الرابعة مصيرية للمضيف السويسري الذي وصل إلى نصف نهائي النسخة الأولى قبل الخسارة أمام البرتغال 1 - 3 لأنه يواجه الآن خطر الهبوط إلى المستوى الثاني بعد أن عجز فريق المدرب فلاديمير بتكوفيتش عن تحقيق أي فوز في مبارياته الثلاث الأولى.
وعلى غرار ما فعلت ألمانيا السبت في كييف، يسعى المنتخب الإسباني إلى العودة بالنقاط الثلاث على حساب فريق المدرب أندري شيفتشنكو الذي قدم ضد ألمانيا أداء أفضل بكثير من هزيمته الودية الساحقة ضد فرنسا منتصف الأسبوع الماضي 1 - 7 متأثرا بخوض اللقاء بفريق غاب عنه الكثير من العناصر نتيجة الإصابة بفيروس «كورونا» أو اضطرارهم إلى وضع أنفسهم في الحجر الصحي.
وكان شيفتشنكو راضيا بعد الخسارة أمام ألمانيا وقال: «أداؤنا كان جيدا رغم كل المشاكل التي نعاني منها بغياب ستة أو سبعة من لاعبينا الأساسيين. لعبنا ضد خصوم أقوياء، فريق من الطراز الرفيع، بالتالي أنا سعيد برد فعل فريقي في هذه الظروف».
ويأمل المنتخب الإسباني أن يقدم اليوم مستوى أفضل من الذي ظهر به ضد سويسرا، حيث عانى لتحقيق فوزه الثاني ونقطته السابعة بفضل هدف سجله ميكيل أويارزابال في الدقيقة 14.
ويعول المنتخب الإسباني بقيادة مدربه العائد لويس إنريكي على سجله المميز أمام أوكرانيا، إذ خرج فائزا من المواجهات الخمس الأخيرة بين المنتخبين، آخرها في الجولة الثانية من البطولة الحالية برباعية نظيفة في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وفي المجموعة الثالثة عادت البرتغال بطلة أوروبا عام 2016 بنقطة تعادل من عقر دار فرنسا بطلة العالم 2018 ومنافستها الرئيسية على صدارة هذه المجموعة.
وبقيت البرتغال متصدرة برصيد 7 نقاط بفارق الأهداف عن فرنسا مقابل 3 نقاط لكرواتيا التي حققت أول فوز لها بتغلبها على السويد 2 - 1.
وكانت المباراة ثأرية بالنسبة إلى فرنسا التي خسرت على الملعب ذاته أمام البرتغال في نهائي كأس أوروبا 2016 صفر - 1 بعد وقت إضافي، لكن منتخب الديوك اصطدم بدفاع قوي بقيادة المخضرم بيبي ومدافع مانشستر سيتي الجديد روبن دياز. وقال مدرب البرتغال فرناندو سانتوس: «لقد كانت مباراة متكافئة جدا، لا أعرف ما إذا كان هناك احترام متبادل كبير من جانب الطرفين، لكنها كانت مواجهة افتقدت الشراسة في محاولة البحث عن هدف».
فيما قال حارس فرنسا هوغو لوريس: «البرتغال خصم جيد جدا. لقد افتقدنا للفاعلية في الأمتار الأخيرة وللشراسة. كنا نفضل الفوز ولكن نقبل بالنقطة».
وضمن المجموعة ذاتها، حققت كرواتيا وصيفة مونديال روسيا 2018 انتصارها الأول في نسخة هذا العام بفوزها 2 - 1 على ضيفتها السويد.
في المجموعة الثانية وعلى ملعب ويمبلي في لندن، قلبت إنجلترا تخلفها بهدف أمام بلجيكا إلى فوز 2 - 1.
ورفعت إنجلترا رصيدها إلى 7 نقاط من 3 مباريات لتنتزع المركز الأول من بلجيكا التي تملك 6 نقاط، مقابل أربع نقاط للدنمارك التي فازت بنتيجة 3 - صفر على آيسلندا التي بقي رصيدها خاليا.
وعلق غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا على نتيجة فريقه بقوله: «كانت مباراة من مستوى رفيع. خضنا المباراة بعدد كبير من اللاعبين الشبان وكانت تجربة رائعة لهم».
وأضاف «بلجيكا منتخب مليء بالمواهب وكنا ندرك أن المهمة لن تكون سهلة أمامه. واجهنا مشاكل كبيرة أمامه على الجناحين لا سيما في الشوط الأول قبل أن نجد الحلول في الشوط الثاني».
ومع تحقيق انتصارين متتاليين في غضون أيام قليلة (فاز 3 صفر على ويلز وديا قبل لقاء بلجيكا)، ينتظر أن ترتفع معنويات المنتخب الإنجليزي بشكل كبير قبل المواجهة المرتقبة أمام الدنمارك غدا.
وتقدم المنتخب البلجيكي بهدف سجله روميلو لوكاكو من ضربة جزاء في الدقيقة 16 وتعادل ماركوس راشفورد للمنتخب الإنجليزي من ضربة جزاء أيضا في الدقيقة 39 وفي الشوط الثاني سجل ميسون ماونت هدف الفوز للمنتخب الإنجليزي في الدقيقة 65 لتكون الهزيمة الأولى لبلجيكا منذ نحو عامين.
وفي المجموعة الأولى سقطت إيطاليا في فخ التعادل السلبي مع مضيفتها بولندا في غدانسك لكنها بقيت في الصدارة برصيد 5 نقاط من 3 مباريات متقدمة بفارق نقطة واحدة على كل من بولندا وهولندا التي تعادلت سلبا مع المنتخب البوسني.
وإذا كان المنتخب الإيطالي أهدر نقطتين نظرا لأفضليته على مدى الدقائق التسعين، فإنه في المقابل حافظ على سجله خاليا من الهزائم في 18 مباراة وتحديدا منذ سبتمبر عام 2018.
وفي المجموعة ذاتها، حقق منتخب هولندا نتيجة مخيبة في المباراة الأولى ضمن مسابقة رسمية لمدربه فرنك دي بور بتعادله سلبا مع مضيفه البوسني في زينيتشا.
وكان المنتخب الهولندي استهل دوري الأمم بالفوز على بولندا ثم الخسارة أمام إيطاليا.
وكان دي بور الذي خلف رونالد كومان المنتقل للإشراف على برشلونة الإسباني، سقط في اختباره الأول في مباراة ودية ضد المكسيك صفر - 1 على أرضه الأربعاء الماضي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».