مشاورات بين الحريري وعون وبري اليوم

جنبلاط يعلن موقفه من تسمية رئيس الحكومة مساء... وقرار «القوات» يحسم الأربعاء

مشاورات بين الحريري وعون وبري اليوم
TT

مشاورات بين الحريري وعون وبري اليوم

مشاورات بين الحريري وعون وبري اليوم

مع بدء العد العكسي لموعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة اللبنانية، الخميس المقبل، أعلن أمس عن لقاءات يعقدها اليوم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، فيما يفترض أن تبدأ مواقف الأفرقاء بالظهور تباعاً.
واتصل الحريري بعون وبري، أمس، وتم الاتفاق على أن يعقد اللقاء مع رئيس الجمهورية صباح اليوم ومع رئيس البرلمان مساء، فيما من المتوقع أن تتكثف اتصالاته في اليومين المقبلين مع الكتل النيابية الأخرى، على أن يعلن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط موقفه من مبادرة الحريري، مساء اليوم، في حديث تلفزيوني وتحسم كتلة «الجمهورية القوية» حزب «القوات اللبنانية» قرارها الأربعاء المقبل في اجتماع لها.
وبينما أكدت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يسجل أي تواصل مع الحريري منذ إعلانه عن ترشحه حتى الساعة، قالت إن «موقفنا من طبيعة الحكومة ومطلبنا أن تكون مستقلة من اختصاصيين لم يتبدل، أما في موضوع التكليف سيأخذ التكتل الموقف المناسب منه الأربعاء، ولذلك سننتظر ما سيحصل حتى ذلك الحين وما سينتج عن الاتصالات التي قال الحريري إنه سيقوم بها مع كل الفرقاء لعرض ما لديه».
وعلى خط «التيار الوطني الحر» الذي عاد وجدد رئيسه النائب جبران باسيل المطالبة بأن يتمثل تكتله وفق حجمه في الحكومة، أكد أمين سر التكتل إبراهيم كنعان أنه «لا وزارة مطوّبة لأحد، ولا استئثار بالتأليف لآخر». وقال في حديث تلفزيوني إن «رئيس الجمهورية يسعى إلى تحييد البلاد عن الصراعات وإلى حكومة وفق الآليات الدستورية، فلا وزارة مطوّبة لأحد ولا استئثار بالتأليف لآخر، وعلينا اتخاذ المبادرات لأن مصير الشعب والوطن على المحك، والمطلوب من الجميع التراجع خطوة للوراء والتفكير بمنطق الإنقاذ وبناء الدولة».
وفي رد على سؤال عما إذا كان لبنان يمر بأزمة حكم أم أزمة نظام، قال كنعان: «في الواقع، نحن أمام أزمة نظام، والمطلوب التوصل إلى نظام قابل للعيش بدل استيلاد الخصومات والحروب كل عقدين من الزمن. فلا المال ولا السلاح ولا الولاء للخارج يجب أن يحكم، بل القانون والدستور، لنكون في دولة فعلية وفي مجتمع قادر على معالجة خلافاته».
وأشار كنعان إلى أن «استقواء طرف على آخر كل عشر سنوات بهدف كسره، سيؤدي في نهاية المطاف إلى كسر لبنان، وهو ما لن يحصل، وعلى الأزمة الحالية أن تشكّل فسحة التأسيس لوطن برؤية جامعة وأن نتصارح للقيام بما يجب القيام به». وقال إن «المطلوب تغيير طريقة التفكير والممارسة ليكون بناء الدولة الهدف، لا تقاسم مغانمها. فمنطق الدويلة السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية أوصل إلى الخراب، والجميع باتوا أمام مسؤولياتهم ولا أحد يمكن أن يقول (ما خصني) بل المطلوب الجمع على بناء الدولة».
في المقابل، ثمّن النائب أنور الخليل عن كتلة «التنمية والتحرير» التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري، موقف الحريري ومبادرته للترشح لرئاسة الحكومة، متوجهاً له برسالة عشية انطلاق مشاوراته، قائلاً: «دولة الرئيس، لطالما وجهنا إليك دعوة الإبحار قبطاناً للمركب ورفضت، واليوم نحن من يدعون لك بسلامة الوصول. تذكر دائماً ما أعلنته بعد أن غادرت ليلك الطويل، يوم الخميس الماضي في إطلالتك التلفزيونية، حين قلت إنك مستعد لمهمة محددة بزمنها بأمرين أساسيين: وقف الانهيار، وإعادة بناء بيروت».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.