البيئة في مجلات الشهر: مصاعب التوريد تهدّد سلامة الغذاء العالمي

البيئة في مجلات الشهر: مصاعب التوريد تهدّد سلامة الغذاء العالمي
TT

البيئة في مجلات الشهر: مصاعب التوريد تهدّد سلامة الغذاء العالمي

البيئة في مجلات الشهر: مصاعب التوريد تهدّد سلامة الغذاء العالمي

ما زالت جائحة فيروس «كورونا» والتداعيات الناشئة عنها الشغل الشاغل للمجلات العلمية الصادرة في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2020. ومن أهم المواضيع انتشار العدوى بين الحيوانات، والمخاوف من حصول غشّ في الأغذية نتيجة انقطاع سلاسل الإمداد، وما قد يعنيه ذلك من مخاطر صحية كبيرة إلى جانب الخسائر الاقتصادية. ومن العناوين الأخرى المثيرة إدارة النفايات في الفضاء وتطوير بطاريات بتكنولوجيا نووية.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
كيف أصاب فيروس «كورونا» المملكة الحيوانية؟ سؤال حاولت مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) الإجابة عنه في عددها الجديد. وكانت أنثى نمر في حديقة برونكس في نيويورك أول حيوان غير أليف تُسجّل إصابته بالفيروس في شهر أبريل (نيسان) الماضي، ثم رُصدت العدوى لدى أربعة نمور وأربعة أسود في الحديقة ذاتها. كما سُجّلت حالات إيجابية لالتقاط الفيروس من البشر لدى العديد من القطط حول العالم، وكذلك في مزارع حيوان «المِنك» في هولندا وإسبانيا والدنمارك، وأيضاً لدى الكلاب الأليفة. ولا يوجد دليل على أن الحيوانات الأليفة يمكنها نقل الفيروس إلى البشر.
- «نيو ساينتِست»
في أكثر من مقال، تناولت الإصدارات الأخيرة لمجلة نيو ساينتِست (New Scientist) تطورات «كوفيد - 19»، لا سيما بعد تسجيل أكثر من مليون وفاة بهذه الجائحة حول العالم. وفي نطاق آخر، عرضت المجلة للأبحاث التي يُجريها الجيش الأميركي لتصنيع بطارية تدوم فترة طويلة بالاعتماد على «المصاوغ النووي»، وهو حالة شبه مستقرّة للذرّة تتموضع فيها البروتونات أو النيوترونات في مستويات طاقية أعلى، وعند عودتها لتموضعها الطبيعي، خلال فترة قد تستمر سنوات طويلة، تحرر أشعة ألفا أو غاما أو بيتا، التي يُستفاد من حرارتها في توليد الطاقة. ويستخدم مسبارا الفضاء «فوياجر» بطاريات مصاوغ نووي لا تزال تؤمن الطاقة لهما منذ أُطلقا عام 1977. لكن تقنية البطاريات الواعدة هذه لم تطبّق حتى الآن على نطاق واسع، بسبب مخاوف تتعلق بالأمان النووي.
- «ساينتفك أميركان»
تحت عنوان «ولِدوا غير متساوين»، ناقشت مجلة ساينتفك أميركان (Scientific American) أسباب ارتفاع نسبة الوفيات في الولايات المتحدة إلى أكثر من الضعف بين المواطنين من أصول أفريقية نتيجة جائحة «كوفيد - 19»، مقارنة بالمواطنين البيض. وخلُصت المجلة إلى أن هذا الأمر يرتبط إلى حدٍ بعيد بظروف الحمل لدى الأمهات السوداوات اللاتي يتلقّين عادة تغذية فقيرة «تُبرمِج» الأجنّة في الرحم على تطوير أمراض مستقبلية. كما تزداد فرص إصابة الأطفال السود بالربو نتيجة نقص الوزن، وإقامتهم في أحياء لا تحصل على الخدمات الكافية، إلى جانب نشأتهم في بيئة تتعرض لملوثات المصانع.
- «بي بي سي إيرث»
دعت مجلة بي بي سي إيرث (BBC Earth) صناعة الأزياء حول العالم إلى تخفيض تواتر إطلاق صيحات الموضة الجديدة. وعرضت المجلة في أحد مقالاتها نتائج دراسة قام بها باحثون من جامعة «ألتو» الفنلندية، وجدت أن صناعة الأزياء تُنتج 92 مليون طن من النفايات وتستهلك 79 تريليون لتر من الماء سنوياً. وتتوقع الدراسة أن يزداد استهلاك النسيج بنحو 60 في المائة ليصل إلى 102 مليون طن سنة 2030. لا سيما بعد تغيُّر أنماط التسويق، حيث باتت صيحات الموضة تُطلق باستمرار بعد أن كانت موسمية.
- «هاو إت ووركس»
إدارة النفايات في الفضاء هي أحد المواضيع الهامة في مجلة هاو إت ووركس (How It Works). وكانت المهمّات الفضائية خلال الأعوام الستين الماضية أنتجت نحو 130 مليون قطعة حطام في الفضاء يتراوح حجمها ما بين بضعة ميليمترات وحتى عدة أمتار، من بينها أكثر من 900 ألف قطعة يكفي حجمها لإلحاق ضرر أو تدمير مركبة فضائية عند الارتطام بها. ويمكن لحادث كهذا أن يترك آثاراً خطيرة على الخدمات اليومية القائمة على الأقمار الصناعية، مثل الملاحة والاتصالات ومراقبة الطقس والمناخ.
- «بي بي سي ساينس فوكَس»
تناولت مجلة بي بي سي ساينس فوكَس (BBC Science Focus) نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة نيويورك حول التوقف عن استخدام المنتجات الحيوانية في النظام الغذائي، وأثره على مواجهة مشكلة تغيُّر المناخ العالمي. ووجدت الدراسة أن إعادة الأراضي المستخدمة حالياً لإنتاج اللحوم والألبان إلى نُظمها البيئية الأصلية يمكنها إزالة 547 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050، وهي كمية تعادل ما نتج عن إحراق الوقود الأحفوري طيلة السنوات الـ16 الماضية.
- «ساينس»
تضمنت الأعداد الأخيرة من أسبوعية ساينس (Science) مقالين عن آفاق إدارة الكميات المتزايدة من المخلّفات البلاستيكية حول العالم. وتُقدّر كمية النفايات البلاستيكية التي تراكمت حتى الآن في النُظم الإيكولوجية البرية والمائية بنحو 710 ملايين طن. وفيما لم تتجاوز كمية النفايات البلاستيكية التي ألقيت في النظم المائية 23 مليون طن خلال سنة 2016. فإن هذه الكمية قد تصل إلى 53 مليون طن سنة 2030. ولتجنُّب التراكم الهائل للبلاستيك في البيئة، توجد حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عالمية منسّقة للحد من استهلاكه، وزيادة معدلات إعادة الاستخدام وجمع النفايات والتدوير، وتوسيع أنظمة التخلص الآمن، وتسريع الابتكار في سلاسل الإنتاج.
- «ذي أناليتيكال ساينتِست»
زادت حالات الغشّ في الغذاء حول العالم بعد انقطاع سلاسل الإمداد إثر جائحة «كوفيد - 19». وتتناول مجلة ذي أناليتيكال ساينتِست (The Analytical Scientist) في عددها الأخير أساليب الاحتيال الغذائي ومخاطره وسُبل مواجهته. وتقدّر التكاليف الاقتصادية الناتجة عن غشّ الغذاء بنحو 50 مليار دولار سنوياً، ولكن هذه التكاليف تبقى أمراً ثانوياً أمام المخاطر على الصحة العامة.
وكانت محاولة احتيالية لزيادة محتوى البروتين في حليب الأطفال، عن طريق إضافة مركّبات كيميائية، تسببت في حصول أمراض كلى ووفيات بين 300 ألف طفل في الصين عام 2008.


مقالات ذات صلة

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
TT

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)

تشكل الفكرة القائلة إنّ «المناطق الزرقاء» المشهورة في العالم بطول عمر سكانها وارتفاع نسبة المعمرين فيها، مجرد خدعة تستند إلى بيانات غير صحيحة، كما يؤكد أحد الباحثين.

هذه العبارة التي استُحدثت للإشارة إلى منطقة من العالم يقال إن سكانها يعيشون لفترة أطول من غيرهم ويتمتعون بصحة أفضل من قاطني مناطق اخرى. وكانت جزيرة سردينيا الإيطالية أوّل منطقة تُصنّف «زرقاء» عام 2004.

أدت الرغبة في العيش لأطول مدة ممكنة إلى ظهور تجارة مزدهرة، مِن وجوهها نصائح غذائية، وأخرى لاتباع أسلوب حياة صحي، بالإضافة إلى كتب وأدوات تكنولوجية ومكملات غذائية يُفترض أنها تساهم في طول العمر.

لكنّ الباحث البريطاني في جامعة يونيفرسيتي كوليدج بلندن سول جاستن نيومان، يؤكد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ البيانات المتوافرة عن الأشخاص الأكبر سنّا في العالم «زائفة لدرجة صادمة جدا».

ودقق بحثه الذي يخضع حاليا لمراجعة، في البيانات المتعلقة بفئتين من المعمّرين: أولئك الذين تتخطى أعمارهم مائة عام، ومَن يبلغون أكثر من 110 سنوات، في الولايات المتحدة وإيطاليا وإنكلترا وفرنسا واليابان.

وفي نتيجة غير متوقعة، وجد أن «المعمّرين الذين تتخطى أعمارهم 110 سنوات» هم عموما من مناطق قطاعها الصحي سيئ وتشهد مستويات مرتفعة من الفقر فضلا عن أنّ سجلاتها غير دقيقة.

يبدو أنّ السر الحقيقي وراء طول العمر هو في «الاستقرار بالأماكن التي تُعدّ شهادات الميلاد نادرة فيها، وفي تعليم الأولاد كيفية الاحتيال للحصول على راتب تقاعدي»، كما قال نيومان في سبتمبر (أيلول) عند تلقيه جائزة «آي جي نوبل»، وهي مكافأة تُمنح سنويا للعلماء عن أبحاثهم التي تُضحك «الناس ثم تجعلهم يفكرون».

كان سوجين كيتو يُعدّ أكبر معمّر في اليابان حتى اكتشاف بقاياه المحنّطة عام 2010، وتبيّن أنه توفي عام 1978. وقد أوقف أفراد من عائلته لحصولهم على راتب تقاعدي على مدى ثلاثة عقود.

وأطلقت الحكومة اليابانية دراسة بيّنت أنّ 82% من المعمّرين الذين تم إحصاؤهم في البلاد، أي 230 ألف شخص، كانوا في الواقع في عداد المفقودين أو الموتى. ويقول نيومان «إن وثائقهم قانونية، لقد ماتوا ببساطة».

فالتأكّد من عمر هؤلاء الأشخاص يتطلّب التحقق من المستندات القديمة جدا التي قد تكون صحتها قابلة للشك. وهو يرى أن هذه المشكلة هي مصدر كل الاستغلال التجاري للمناطق الزرقاء.

* سردينيا

عام 2004، كانت سردينيا أول منطقة تُصنّف «زرقاء». وفي العام التالي، صنّف الصحافي في «ناشونال جيوغرافيك» دان بوتنر جزر أوكيناوا اليابانية ومدينة لوما ليندا في كاليفورنيا ضمن «المناطق الزرقاء». لكن في أكتوبر (تشرين الأول)، أقرّ بوتنر في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه صنّف لوما ليندا «منطقة زرقاء» لأنّ رئيس تحريره طلب منه ذلك، إذ قال له عليك أن تجد منطقة زرقاء في الولايات المتحدة.

ثم تعاون الصحافي مع علماء سكان لإنشاء «بلو زونز» التي أضيفت إليها شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا وجزيرة إيكاريا اليونانية.

إلا أنّ سجلات رسمية لا تنطوي على موثوقية كبيرة مثل تلك الموجودة في اليابان، أثارت الشك بشأن العمر الحقيقي للمعمّرين الذين تم إحصاؤهم في هذه المناطق.

وفي كوستاريكا، أظهرت دراسة أجريت عام 2008 أن 42% من المعمرين «كذبوا بشأن أعمارهم» خلال التعداد السكاني، بحسب نيومان. وفي اليونان، تشير البيانات التي جمعها عام 2012 إلى أن 72% من المعمرين ماتوا. ويقول بنبرة مازحة «بقوا أحياء حتى اليوم الذي يصبحون اعتبارا منه قادرين على الاستفادة من راتب تقاعدي».

ورفض باحثون مدافعون عن «المناطق الزرقاء» أبحاث نيومان ووصفوها بأنها «غير مسؤولة على المستويين الاخلاقي والأكاديمي». وأكد علماء ديموغرافيا أنهم «تحققوا بدقة» من أعمار «المعمرين الذين تتخطى اعمارهم 110 سنوات» بالاستناد إلى وثائق تاريخية وسجلات يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

لكنّ نيومان يرى أنّ هذه الحجة تعزز وجهة نظره، ويقول «إذا انطلقنا من شهادة ميلاد خاطئة منسوخة من شهادات أخرى، فسنحصل على ملفات مترابطة جيدا... وخاطئة بشكل تام».

ويختم حديثه بالقول «كي تعيش حياة طويلة، ما عليك أن تشتري شيئا. استمع إلى نصائح طبيبك ومارس الرياضة ولا تشرب الكحول ولا تدخن... هذا كل شيء».