نتنياهو لجلب ألفي يهودي إضافي من {الفلاشا}

TT

نتنياهو لجلب ألفي يهودي إضافي من {الفلاشا}

في خطوة فسرت على أنها محاولة استغلال الخلاف الذي انفجر بحدة بين أحد قادة المتظاهرين ضده وبين اليهود الإثيوبيين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن نيته جلب 2000 شخص من اليهود الفلاشا، الذين ينتظرون الهجرة إلى إسرائيل في مخيم قرب أديس أبابا.
وسيطرح نتنياهو خطته بهذا الشأن على جلسة الحكومة المقررة ليوم الاثنين المقبل، والتي ستبلغ تكلفتها 110 ملايين دولار.
المعروف أن الفلاشا هم جماعة يهودية لم تكن تحظى بالاعتراف الإسرائيلي طيلة عشرات السنين. وإزاء اتهام الحكومات الإسرائيلية بالعنصرية، نتيجة لتجاهلها مطالبهم في الهجرة إليها، وبمبادرة من الجمعية الأميركية لليهود الإثيوبيين (AAEJ)، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق شامير، سنة 1990 على مبدأ استيعاب يهود الفلاشا واتفق مع الحكومة الإثيوبية على نقلهم من المناطق التي يسكنونها شمال شرقي إثيوبيا إلى مخيم لاجئين قرب العاصمة أديس أبابا. وفي أواسط سنة 1991، تم جلب حوالي 15 ألفا منهم إلى إسرائيل في عملية عسكرية سرية كبيرة، تمت بالتعاون مع عدة دول أفريقية، سميت «عملية شلومو». وتواصلت عمليات التهجير حتى زمن حكومة أرئيل شارون. ولكنها اصطدمت طول الوقت برفض من عدة قوى دينية أشكنازية.
وظل قادة اليهود الإثيوبيين يعتبرون رفضهم بمثابة «موقف عنصري من اليهود البيض ضد اليهود السود». وانعكس هذا الموقف بعدة أشكال، إذ تعرضوا للتمييز العنصري في كل مجال تقريبا. وتعاملت الشرطة معهم كما تعاملت مع المواطنين العرب، وقمعتهم لدرجة قتل عدد منهم خلال عملية اعتقال بسيطة. وفي يونيو (حزيران) الماضي، بعد قتل الشاب الإثيوبي سولومون تاكه (18 عاما) برصاص شرطي في مدينة حيفا، بدأ المتظاهرون الإثيوبيون في إسرائيل يستخدمون شعار «حياة السود مهمة» (Black lives matter) الذي رفعه المحتجون ضد العنصرية في الولايات المتحدة.
وفي الأسبوع الأخير، أثيرت ضجة كبرى إثر نشر شريط يبين أحد قادة المتظاهرين الإسرائيليين ضد بنيامين نتنياهو، هو العميد أمير هيسكل، أحد القادة السابقين لسلاح الجو الذي شارك بـ«عملية شلومو» المذكورة، وهو يؤنب ضابطة شرطة إثيوبية جاءت لاعتقاله مستخدمة العنف. فقال لها: «ألا تخجلين. فأنا الذي جلبتكم من إثيوبيا». وقد اعتبروا هذه الجملة تعبيرا عن الاستعلاء العنصري. وراح اليمين المناصر لنتنياهو يستغله للتحريض على المتظاهرين بأنهم متغطرسون عنصريون. وجاء نتنياهو ليصب في الاتجاه نفسه ولكن من باب إيجابي تجاههم، فقرر استيعاب 2000 شخص من أهلهم.
الجدير ذكره أن عدد الإسرائيليين من أصل إثيوبي بلغ حوالي 150 ألفا، منهم 65 ألفا مولودون في إسرائيل. ورغم نجاحات الكثيرين منهم بشكل فردي، لا تزال الغالبية منهم يزاولون أعمالا منخفضة الأجور لا تحتاج إلى تأهيل علمي، مثل النظافة وقطاع الأغذية. وفقط 55.4 في المائة من طلاب المدرسة المتحدرين من إثيوبيا يحصلون على الشهادة الثانوية، في حين ينال 39 في المائة منهم الشروط اللازمة للالتحاق بالجامعات. ومتوسط الدخل الشهري لعائلات اليهود الإثيوبيين أقل بنسبة 35 في المائة بالمقارنة مع المجموعات الأخرى في إسرائيل.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.