قانون «حماية رجال الأمن» يفجر جدلاً حاداً في البرلمان التونسي

جانب من المظاهرات الرافضة قانون حماية رجال الأمن وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات الرافضة قانون حماية رجال الأمن وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
TT

قانون «حماية رجال الأمن» يفجر جدلاً حاداً في البرلمان التونسي

جانب من المظاهرات الرافضة قانون حماية رجال الأمن وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات الرافضة قانون حماية رجال الأمن وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)

حذرت أحزاب تدعم الحكومة التونسية الجديدة، التي يرأسها هشام المشيشي، وأخرى من المعارضة، من خطورة قانونين معروضين حالياً على البرلمان؛ الأول حول تحديد الأغلبية المطلوبة لانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية، والثاني حول قانون زجر الاعتداءات على القوات المسلحة. ودعا حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» وحزب «المسار الديمقراطي» المعارضان إلى رفض هذين القانونين، «لما يمثلانه من خطر على مسار الانتقال الديمقراطي في تونس»، فيما أكدت «حركة النهضة» (54 مقعداً) أنها لن تصادق على هذا القانون.
وأكدت يمينة الزغلامي، القيادية في «حركة النهضة» (إسلامية)، رفض مشروع قانون زجر الاعتداءات على القوات المسلحة بصيغته الحالية، وعدّت أن «من حق رجال الأمن المطالبة بتأمين الحماية لهم ولعائلاتهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمادية»، لكنها أوضحت أن حركتها «لن تصادق على أي قانون يعارض دستور 2014»، مشيرة في المقابل إلى أنه «يمكن تطوير قانون التعويضات لرجال الأمن في حال إصابتهم بحوادث الشغل، بما في ذلك الإصابات الناجمة عن عمليات إرهابية».
وخلال الجلسة العامة البرلمانية، التي خصصت يوم أمس لانتخاب 3 أعضاء من المحكمة الدستورية، قال محمد بوستة، وزير العدل، إن انتخاب أعضاء المحكمة «سيكون حدثاً تاريخياً يحسب لفائدة نواب الشعب. والمحكمة الدستورية التي تصدر قرارات باتة وملزمة لكل السلطات، بإمكانها أن تسهم في حل جزء مهم من الملفات»، متوقعاً أن تكون قراراتها مؤثرة على المشهد السياسي التونسي الجديد.
في السياق ذاته، انتقد حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» (معارض)، نوايا ما سماها «(الأغلبية الحاكمة الحالية بمجلس النواب)، المكونة من أحزاب: (النهضة) و(قلب تونس) و(ائتلاف الكرامة)، والمدعومة من عدد من النواب والشخصيات النافذة»، وقال إنها تسعى إلى «تكريس دولة الفساد والاستبداد في التقاء للأهداف مع (الحزب الدستوري الحر)».
وفي هذا السياق، قال خليل الزاوية، رئيس حزب «التكتل» لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه يدفع نحو «تركيز المحكمة الدستورية، بما يضمن حيادها وذودها عن أسس الجمهورية الثانية»، ونبه إلى أن «تغيير قانونها سيسمح بتعيين أعضاء موالين للأغلبية بمجلس نواب الشعب، في (محاصصة حزبية رديئة)»، على حد تعبيره، داعيا إلى التصدي لمشروع «قانون زجر الاعتداء على القوات الحاملة للسلاح»، لما «يحمل في فصوله من مفاهيم مبهمة وفضفاضة، كما أنه قد يكرس دولة الاستبداد والتسلط، وقمع الحريات، في خلاف تام مع الدستور التونسي».
وأوضح الزاوية أن الحل «يكمن في العمل على تغيير القانون المعروض حالياً على أنظار نواب البرلمان بقانون آخر، يضمن حقوق القوات المسلحة، ويأخذ بعين الاعتبار حجم المخاطر التي يتعرضون لها وإمكانية تعرضهم للموت، دون المس بحقوق التونسيين»، داعياً رئيس الجمهورية إلى «تطبيق صلاحياته الدستورية، ورد هذه القوانين إلى البرلمان إن تم التصويت عليها، ضماناً لاحترام الدستور واحترام دور المعارضة».
من ناحيته؛ أدان حزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» (معارض) الاعتداءات الأمنية التي طالت المحتجين أمام البرلمان أثناء مظاهرات رافضة لقانون زجر الاعتداءات على القوات المسلحة؛ إذ طالب رئيسه فوزي الشرفي وزارة الداخلية بفتح تحقيق حول التجاوزات المتكررة لقوات الأمن، وأكد أنه طالب بسحب مشروع قانون زجر الاعتداءات على الأمنيين قبل سنوات عدة، «لما يتضمنه من خروقات واضحة لنص الدستور، ولما يتضمنه من طابع عقابي وزجري محض، علاوة على مساسه بحقوق التونسيين وحرية التعبير والإعلام»، على حد تعبيره.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.