جراد: تعديل الدستور الجزائري «سيوسع دور البرلمان والمعارضة»

الوزير الأول عبد العزيز جراد خلال استقباله رئيس الحكومة الإسبانية بالجزائر العاصمة أمس (أ.ب)
الوزير الأول عبد العزيز جراد خلال استقباله رئيس الحكومة الإسبانية بالجزائر العاصمة أمس (أ.ب)
TT

جراد: تعديل الدستور الجزائري «سيوسع دور البرلمان والمعارضة»

الوزير الأول عبد العزيز جراد خلال استقباله رئيس الحكومة الإسبانية بالجزائر العاصمة أمس (أ.ب)
الوزير الأول عبد العزيز جراد خلال استقباله رئيس الحكومة الإسبانية بالجزائر العاصمة أمس (أ.ب)

أكد الوزير الأول عبد العزيز جراد، بالجزائر العاصمة أمس، أن مشروع تعديل الدستور الذي سيعرض على الاستفتاء في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل «يضع أساس مقاربة أكثر شمولية في تسيير شؤون الدولة».
وأوضح جراد في كلمة ألقاها خلال «منتدى الأعمال الجزائري - الإسباني»، أن التعديل المقترح «يوسع من دور البرلمان والمعارضة بصفة كبيرة، ويكرس الحريات الفردية والجماعية بشكل أوضح، ويؤكد بقوة مبدأ المراقبة في جميع المستويات. كما أنه يعطي آفاقاً جديدة للمجتمع المدني والحركات الجمعوية، ويحرر الإمكانات الإبداعية والمبادرة الخاصة في إطار اقتصاد اجتماعي للسوق، حيث يعطي وظيفة الضبط للدولة»؛ حسب الوزير الأول.
من جهة ثانية؛ استقبل، أمس، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الذي شدد على أن الجزائر «شريك استراتيجي مهم جداً لإسبانيا ولأوروبا»، مبرزاً حرص السلطات الإسبانية على تعميق «العلاقات المميزة» التي تربط البلدين.
وعدّ رئيس الحكومة الإسبانية أن الجزائر «تضطلع بدور مهم جداً وأساسي بخصوص استقرار المنطقة، وتحديداً منطقة المغرب العربي والساحل، وسنعمل على تعزيز التعاون في هذا الإطار»، مضيفاً أن حكومة بلاده لمست بخصوص الأزمات في المنطقة، وتحديدا في ليبيا والساحل، «تجديد الجزائر التزامها بإيجاد تسوية لهذه الأزمات، وكذا إيجاد حلول للأزمات المجمدة منذ سنوات عدة، والتي تعاني من أضرارها شعوب المنطقة».
كما أوضح المسؤول الإسباني أن زيارته إلى الجزائر كانت مناسبة لحكومتي البلدين للتعبير عن «رغبتهما العميقة من أجل عقد اللقاء رفيع المستوى بين البلدين سنة 2021، وذلك تعبيراً عن جودة العلاقات الثنائية»، مشيراً إلى أن زيارته هذه تعد «الخطوة الأولى التي ستتواصل من خلال اللقاء رفيع المستوى الذي سيعقد بإسبانيا، والذي سنعمل من خلاله على تجديد إرادة التعاون بيننا لمصلحة البلدين»، لافتاً إلى وجود «عدد كبير من المجالات التي يمكن التعاون فيها، ليس فقط مجال الطاقة والمجال التجاري، ولكن أيضاً مجال الأمن والداخلية؛ وبشكل خاص التعاون في مكافحة تدفقات الهجرة».
وفي هذا الصدد، أكد سانشيز أن الحكومتين «مصممتان على مواجهة مشكل الهجرة الذي يمثل تحدياً لكلا الجانبين، ليس فقط للبلدان المستقبلة، بل لبلدان العبور أيضاً»، مضيفاً: «نحن نعمل من خلال مقاربات عدة على مواجهة هذا المشكل، ليس فقط بالمقاربة الأمنية، بل بمساعدة وتشجيع بلدان المصدر من خلال التنمية الاقتصادية، ودعم الشباب حتى تكون لهم فرص عمل ويمتنعون عن الهجرة»، مبرزاً أن هذه الإجراءات «تدخل في إطار التعاون بين البلدين، ونحن نراهن عليها حتى نتفادى تسجيل أعداد أخرى من الأموات في البحر الأبيض المتوسط».
كما تطرق المسؤول الإسباني إلى اللقاء الذي جمع أمس رجال الأعمال من الجانبين، وأكد أن حكومته «تركز بشكل جدي على مجالات جديدة، كالطاقات المتجددة والصناعات الغذائية، ودعم وتشجيع الشركات الناشئة»، مبرزاً أن الجزائر «شريك مهم جداً لإسبانيا، بدليل وجود 550 شركة إسبانية تعمل بالشراكة مع نظيراتها الجزائرية، بما يعود بالمنفعة على البلدين من خلال خلق الثروة وفرص العمل».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».