«بن داود القابضة» السعودية تحدد سعر سهم الاكتتاب بـ96 ريالاً

تتأهب لطرح 20 % من رأس المال للتداول في سوق الأسهم الرئيسية

سلسلة التجزئة «الدانوب» من استثمارات «مجموعة بن داود» السعودية المنتظر الاكتتاب فيها قريباً (رويترز)
سلسلة التجزئة «الدانوب» من استثمارات «مجموعة بن داود» السعودية المنتظر الاكتتاب فيها قريباً (رويترز)
TT

«بن داود القابضة» السعودية تحدد سعر سهم الاكتتاب بـ96 ريالاً

سلسلة التجزئة «الدانوب» من استثمارات «مجموعة بن داود» السعودية المنتظر الاكتتاب فيها قريباً (رويترز)
سلسلة التجزئة «الدانوب» من استثمارات «مجموعة بن داود» السعودية المنتظر الاكتتاب فيها قريباً (رويترز)

أعلنت «شركة بن داود القابضة» السعودية ومستشاراها الماليان المشتركان «غولدمان ساكس العربية السعودية» و«جي بي مورغان العربية السعودية»، عن الانتهاء بنجاح من بناء سجل الأوامر للمؤسسات المكتتبة وفقاً لتعليمات هيئة السوق المالية، وتحديد السعر النهائي لطرحها الأولي عند 96 ريالاً (25.6 دولار) للسهم الواحد.
وبحسب البيان الصادر أمس، فإن عملية بناء سجل الأوامر جذبت طلبات اكتتاب بقيمة 106.9 مليار ريال (28.5 مليار دولار) وأسفرت عن تغطية الاكتتاب بنسبة 4870 في المائة من إجمالي الأسهم المعروضة، حيث كان نصيب الصناديق العامة والصناديق الخاصة والمحافظ الاستثمارية التقديرية ما يقدر بنحو 1747 في المائة، والمستثمرين غير السعوديين - من ضمنهم المستثمرون في دول مجلس التعاون الخليجي، والمستثمرون الأجانب المؤهلون، والمستثمرون غير المقيمين عن طريق اتفاقيات المبادلة - 445 في المائة، والجهات الأخرى والتي منها المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة والمؤسسات المالية والأشخاص المرخص لهم، 2677 في المائة.
وقال أحمد عبد الرزاق بن داود، الرئيس التنفيذي لـ«شركة بن داود القابضة»: «مسرور بما شهدناه من إقبال قوي من شريحة المؤسسات للاكتتاب في أسهم (بن داود القابضة)، وهو ما يعكس ثقة المكتتبين بقدرتنا على تنفيذ استراتيجيتنا بنجاح وكفاءة لنصبح العلامة التجارية الرائدة في مجال تجزئة المواد الغذائية في السوق السعودية».
وأضاف: «نتطلع إلى الترحيب بانضمام قاعدة متنوعة من المساهمين المؤسسيين الملتزمين بالاستثمار طويل الأجل مع قرب بدء فترة اكتتاب الأفراد في الأيام القليلة المقبلة... نتطلع أيضاً إلى الترحيب بمساهمين جدد من المواطنين السعوديين والمقيمين للانضمام إلينا؛ إذ نستهل مرحلة جديدة من رحلة نمو طموح ومستمرة».
وزاد: «يقدم الاكتتاب العام فرصة للمستثمرين الجدد من المؤسسات والأفراد للمشاركة في رحلة نمو على المدى الطويل، في وقت تشير فيه الدراسات المختصة بالقطاع إلى أن قيمة سوق تجزئة المواد الغذائية بشكلها الحديث في المملكة تقدر بنحو 57 مليار ريال (15.2 مليار دولار) في عام 2019»، مضيفاً: «هناك إمكانية لأن تنمو بنسبة 5 في المائة سنوياً حتى عام 2024».
وبعد تحديد سعر الطرح النهائي بـ96 ريالاً (25.6 دولار) للسهم، تبلغ القيمة السوقية للشركة عند الإدراج نحو 10.2 مليار ريال (2.9 مليار دولار)، في الوقت الذي يبلغ فيه إجمالي حجم الطرح نحو 2.1 مليار ريال (585.2 مليون دولار)، حيث يشمل الطرح 22.8 مليون سهم عادي من أسهم الشركة الحالية التي سُتباع من قِبل المساهمين الحاليين.
وخُصص كامل الأسهم لصالح شريحة المؤسسات المكتتبة بشكل مؤقت، في وقت قد تنخفض فيه إلى 20.5 مليون سهم بما يمثل 90 في المائة من إجمالي عدد أسهم الطرح، حسب مستوى الطلب من قبل المكتتبين الأفراد في السعودية، وسيجري تحديد الإجمالي النهائي من أسهم الطرح المخصصة لشريحة المؤسسات بناءً على أسهم المكتتبين من شريحة الأفراد.
يذكر أن «شركة بن داود القابضة» السعودية أعلنت عن عزمها بيع 20 في المائة من أسهمها في طرح عام للإدراج في السوق المالية السعودية الرئيسية (تداول) لما مجموعه 22.8 مليون سهم، تمثل 20 في المائة من رأسمال الشركة، في الوقت الذي سيتم فيه توزيع مستحصلات الاكتتاب على المساهمين الحاليين.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.