مصر تلفت الانتباه إلى بورصة المشروعات الصغيرة بأول مؤشر لقياس أدائها

سوق المال يتراجع بعد سلسلة تفجيرات وأعمال عنف في البلاد

جانب من تداولات البورصة المصرية
جانب من تداولات البورصة المصرية
TT

مصر تلفت الانتباه إلى بورصة المشروعات الصغيرة بأول مؤشر لقياس أدائها

جانب من تداولات البورصة المصرية
جانب من تداولات البورصة المصرية

في خطوة ضمن مساعي جادة لتطوير سوق المال، أعلنت البورصة المصرية أمس عن تدشين مؤشر جديد لقياس أداء أسهم بورصة النيل التي يقيد بها الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال رئيس البورصة المصرية الدكتور محمد عمران أمس، إن تدشين المؤشر يأتي في إطار سعي البورصة الدائم لتطوير السوق واستحداث الأدوات المالية والمؤشرات، بهدف زيادة القدرة التنافسية وتلبية احتياجات المستثمرين بتوفير الأدوات اللازمة لقياس أداء السوق.
وأضاف عمران أن إطلاق المؤشر يأتي في إطار الاهتمام بتنشيط بورصة النيل، وذلك بعد تغيير آليات التداول بها من آلية المزايدة إلى آلية التداول المستمر في نهاية عام 2011، وزيادة عدد ساعات التداول من ساعة واحدة إلى أربع ساعات تداول مستمر في بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2013، وذلك بهدف زيادة معدلات سيولة السوق وجذب المستثمرين إلى بورصة النيل التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية.
وبدأت إدارة البورصة المصرية في اتخاذ الإجراءات العملية لتفعيل أول مؤشراتها لقياس أداء شركات بورصة النيل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقامت لجنة مؤشرات البورصة خلال اجتماعها الأخير في 23 يناير (كانون الثاني) الجاري بدراسة تدشين مؤشر النيل عبر استخدام عدد من المنهجيات المختلفة التي تضمنت منهجية المؤشرات المرجحة برأس المال السوقي الحر، والمؤشرات المرجحة برأس المال السوقي الحر ذات الوزن النسبي الأقصى، وكذلك المؤشرات السعرية.
ويقوم المؤشر الجديد في منهجيته على «رأس المال السوقي المرجح بنسبة التداول الحر»، وهي المنهجية المستخدمة لإعداد مؤشر البورصة الرئيسي EGX 30، إلا أن طبيعة بورصة النيل فرضت عددا من التغيرات على هذه المنهجية، بحيث يجري اختيار الشركات الأنشط في السوق من حيث قيمة التداول خلال فترة المراجعة، ثم استبعاد الشركات التي تقل نسبة التداول الحر لها عن عشرة في المائة، واستبعاد الشركات التي تشهد تكرار مخالفات الإفصاح بأكثر من ثلاث مخالفات، مع استبعاد الشركات التي تحقق خسائر لفترة ثلاث سنوات متتالية.
وبناء على المنهجية المستخدمة، لا يشترط مؤشر النيل عددا محددا من الشركات المكونة للمؤشر، وهو ما يختلف عن مؤشر البورصة الرئيس EGX30 الذي يشترط 30 شركة مكونة للمؤشر. كما أنه لا يشترط تحقيق الشركة لأكثر من نسبة 50 في المائة من أيام التداول، وهو ما يختلف عن مؤشر EGX 30.
وبدأ حساب المؤشر الجديد من 2 يوليو (تموز) 2012 عند 1000 نقطة، وذلك بعد فترة ستة أشهر من تغيير آلية التداول من نظام المزايدة إلى التداول المستمر، بما سمح بزيادة نشاط السوق، كما بلغ العائد المحقق نموا لقيمة المؤشر منذ تدشينه وحتى نهاية عام 2013 نحو 15.7 في المائة ليغلق عند مستوى 1156.8 نقطة، مقارنة بعائد يقدر بنحو 37 في المائة على مؤشر EGX 30 خلال الفترة نفسها.
يذكر أن قرار مد ساعات التداول ببورصة النيل من ساعة واحدة إلى أربع ساعات الذي بدأ تفعيله منذ بداية أكتوبر 2013، كان له أثر كبير على نمو العائد المحقق لقيمة مؤشر النيل، حيث حقق المؤشر عائدا يقدر بنحو 18.3 في المائة خلال الفترة من 3 أكتوبر وحتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2013، مقارنة بعائد على مؤشر EGX 30 يقدر بنحو 18.9 في المائة خلال الفترة نفسها.
وبلغ عدد الشركات المقيدة ببورصة النيل نحو 24 شركة، ويصل عدد الشركات النشطة التي يجري التداول عليها بشكل مستمر نحو 16 شركة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه مؤشرات البورصة المصرية أمس بعد سلسلة تفجيرات يوم الجمعة الماضي في العاصمة المصرية بالتزامن مع الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير أول من أمس، التي تزامن معها أعمال عنف في مصادمات بين مؤيدي جماعة الإخوان والشرطة.
ويقول الخبراء إن سوق المال تجاوزت حوادث التفجير وأعمال العنف خلال اليومين الماضيين، وأكد عيسى فتحي خبير سوق المال إن التراجع اليوم عبارة عن عملية تصحيحية للمؤشر بعد مكاسب محدودة خلال تعاملات الأسبوع الماضي التي بلغت 990 مليون جنيه (142.4 مليار دولار).
وخسرت البورصة أمس نحو 1.2 مليار جنيه (172.6 مليون دولار) بنهاية تعاملات أمس وتراجع مؤشر البورصة الرئيسي إيجي إكس 30 بنسبة 0.22 في المائة ليغلق عند 7217.82 نقطة، وتراجع مؤشر الشركات المتوسطة إيجي إكس 70 بنسبة 0.19 في المائة ليغلق عند 564.07 نقطة.
وأعلن الرئيس المؤقت للبلاد عدلي منصور أمس عن تعديل في خارطة الطريق يجري بمقتضاها إجراء الانتخابات الرئاسية أولا قبل البرلمانية، يتابع عيسى: «كل خطوة لاستكمال خارطة الطريق ستؤدي إلى استقرار البلاد على الصعيد الأمني والسياسي، وهو ما سيؤثر إيجابيا على السوق».



نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
TT

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر (كانون الأول)، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام ويعزز النهج الحذر الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي، فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام.

وقالت وزارة العمل في تقريرها الخاص بالتوظيف، يوم الجمعة، إن الوظائف غير الزراعية زادت بنحو 256 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد زيادة بنحو 212 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة في الوظائف بنحو 160 ألف وظيفة، بعد إضافة 227 ألف وظيفة في نوفمبر. وتراوحت التوقعات لعدد الوظائف في ديسمبر بين 120 ألفاً و200 ألف.

وعلى الرغم من تباطؤ التوظيف بعد رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي في 2022 و2023، فإن مرونة سوق العمل، التي تعكس في الغالب مستويات تسريح العمال المنخفضة تاريخياً، تستمر في دعم الاقتصاد من خلال تحفيز الإنفاق الاستهلاكي عبر الأجور الأعلى.

ويتوسع الاقتصاد بمعدل أعلى بكثير من وتيرة النمو غير التضخمي التي يبلغ 1.8 في المائة، وهي النسبة التي يعتبرها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الحد الأقصى للنمو المستدام. ومع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض أو زيادة التعريفات الجمركية على الواردات وترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين قد تؤدي إلى عرقلة هذا الزخم.

وتجلى هذا القلق في محضر اجتماع السياسة الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 17 و18 ديسمبر، الذي نُشر يوم الأربعاء؛ حيث أشار معظم المشاركين إلى أنه «يمكن للجنة تبني نهج حذر في النظر» في المزيد من التخفيضات.

وارتفع متوسط الدخل بالساعة بنسبة 0.3 في المائة خلال ديسمبر بعد زيادة بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر، فيما ارتفعت الأجور بنسبة 3.9 في المائة على مدار الـ12 شهراً حتى ديسمبر، مقارنة بزيادة قدرها 4 في المائة في نوفمبر.

ورغم تحسن معنويات الأعمال بعد فوز ترمب بالانتخابات في نوفمبر، وذلك بسبب التوقعات بتخفيضات ضريبية وبيئة تنظيمية أكثر مرونة، لا يتوقع الخبراء الاقتصاديون زيادة كبيرة في التوظيف على المدى القريب، ولم تظهر استطلاعات الأعمال أي مؤشرات على أن الشركات تخطط لزيادة أعداد الموظفين.

وقد انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة خلال ديسمبر، من 4.2 في المائة خلال نوفمبر. كما تم مراجعة بيانات مسح الأسر المعدلة موسمياً، التي يُشتق منها معدل البطالة، على مدار السنوات الخمس الماضية.

وقد تم تأكيد تخفيف ظروف سوق العمل من خلال الارتفاع التدريجي في عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم، إلى جانب زيادة مدة البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 3 سنوات تقريباً؛ حيث بلغ متوسط مدة البطالة 10.5 أسبوع في نوفمبر.

ويتماشى هذا مع مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة، الذي يُظهر أن معدل التوظيف يتراجع إلى المستويات التي كانت سائدة في وقت مبكر من جائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، خفض الفيدرالي في الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى إلى نطاق 4.25 في المائة -4.50 في المائة، ليصل إجمالي التخفيضات منذ بدء دورة التيسير في سبتمبر (أيلول) إلى 100 نقطة أساس. لكنه أشار إلى أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين فقط هذا العام مقارنة بالـ4 التي كانت متوقعة في سبتمبر، وذلك في ضوء قدرة الاقتصاد على التحمل واستمرار التضخم المرتفع. وكان البنك قد رفع سعر الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023.

وفي رد فعل على البيانات، ارتفع الدولار بنسبة 0.5 في المائة مقابل الين ليصل إلى 158.765 ين، في حين انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2022 مقابل الدولار الأميركي، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 1.024 دولار.

كما قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2023. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.786 في المائة، بينما قفزت عوائد سندات الـ30 عاماً إلى 5.005 في المائة، مسجلتين أعلى مستوى لهما منذ نوفمبر 2023.