مقتل 8 جنود أفغان في تفجيرات متفرقة

طالبان تصف إنهاء «الناتو» مهمته في أفغانستان بالهزيمة لأميركا وحلفائها

جنود أفغان خلال التدريبات العسكرية التي سبقت حفل تخرجهم من الأكاديمية العسكرية في العاصمة كابل أمس (أ.ف.ب)
جنود أفغان خلال التدريبات العسكرية التي سبقت حفل تخرجهم من الأكاديمية العسكرية في العاصمة كابل أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل 8 جنود أفغان في تفجيرات متفرقة

جنود أفغان خلال التدريبات العسكرية التي سبقت حفل تخرجهم من الأكاديمية العسكرية في العاصمة كابل أمس (أ.ف.ب)
جنود أفغان خلال التدريبات العسكرية التي سبقت حفل تخرجهم من الأكاديمية العسكرية في العاصمة كابل أمس (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أمس، مقتل ما لا يقل عن ثمانية جنود في تفجيرات متفرقة على مدار اليومين الماضيين. واكتفى المتحدث باسم الوزارة، ظاهر عظيمي، بالقول إن التفجيرات وقعت في أماكن متفرقة بالبلاد.
وتأتي هذه الحوادث مع تولي قوات الأمن الأفغانية كامل المسؤولية الأمنية بعد انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مطلع الأسبوع رسميا. وكثف مقاتلو حركة طالبان من هجماتهم ضد القوات الأفغانية على مدار الأشهر القليلة الماضية.
من جهتها، أشادت الحكومة الألمانية بالعديد من «أوجه النجاح» التي حققتها المشاركة العسكرية لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان على مدى 13 عاما، وذلك «رغم استمرار العنف هناك». وقال الوزراء الألمان الأربعة المسؤولون عن مشاركة قوات بلادهم في إطار حلف الناتو، في خطاب مفتوح أمس «لم يعد هناك إرهاب يهدد العالم انطلاقا من أفغانستان». كما أكد الوزراء الأربعة أن وضع الناس في أفغانستان تحسن كثيرا، وأن إجمالي الناتج القومي هناك تضاعف أكثر من ستة أمثال منذ عام 2001، وأن متوسط الأعمار ارتفع كثيرا، وأنه تمت إقامة الكثير من الطرق والمدارس والمستشفيات ومحطات الطاقة.
يذكر أن الناتو أنهى الأحد الماضي مشاركته في أفغانستان من الناحية العملية من خلال مراسم احتفال، رغم أن مهمته تنتهي رسميا نهاية العام الحالي، وأن وجوده في أفغانستان سيقتصر بعد هذا التاريخ على 12 ألف جندي لأداء مهام تدريبية وتقديم خدمات استشارية لقوات الجيش. ونشر الخطاب المفتوح بتوقيع كل من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ووزيرة الدفاع أورسولا فون دير لاين، ووزير الداخلية توماس دي ميزير، ووزير التنمية غيرد مولر. وأشار الوزراء الأربعة في خطابهم إلى أنه لا تزال هناك أوجه قصور تجب معالجتها في أفغانستان وعلى رأسها الوضع الأمني في مكافحة إنتاج المخدرات والفساد. ولم يكتف الوزراء الألمان بالإشادة بجهود الجنود الألمان في أفغانستان، بل بالدبلوماسيين الألمان ورجال الشرطة وموظفي التنمية. وجاء في الخطاب أن «جهود ألمانيا في أفغانستان تحظى بالتقدير والاحترام البالغين لدى الأفغان ولدى شركائنا وحلفائنا الدوليين». فيما تعهد حزب ميركل المسيحي الديمقراطي بأن تستقبل ألمانيا الأفغان، الذين تعرضوا للخطر إثر مساعدتهم للجيش الألماني أثناء مشاركته في المهمة القتالية لقوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في أفغانستان، والتي قام بها حلف شمال الأطلسي هناك. وقال الأمين العام للحزب المسيحي، بيتر تاوبر، لوكالة الأنباء الألمانية، بالعاصمة برلين، إن الحزب أعلن بشكل واضح «أننا سنساعد الموظفين المدنيين الذين قدموا الدعم لنا في أفغانستان، وسنساعد أسرهم أيضا».
جدير بالذكر أن حزب ميركل المسيحي الديمقراطي يشكل مع الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا ما يسمى بـ«الاتحاد المسيحي» بزعامة ميركل، الذي يكون الائتلاف الحاكم في ألمانيا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وتابع تاوبر «إذا تعرض هؤلاء الأشخاص للخطر بسبب سحب الجيش الألماني من أفغانستان، فلا بد من أن يتم عرض استقبالهم في ألمانيا. من الواضح بالنسبة لنا أن لدينا التزاما في هذا الشأن». يذكر أنه تم قتل مساعد أفغاني سابق للجيش الألماني كان معرضا للخطر في إقليم قندوز قبل عام.
تجدر الإشارة إلى أن قندوز هو أكثر الأقاليم الأفغانية اضطرابا في شمال أفغانستان، وكان في مجال مسؤولية الجيش الألماني خلال مهمة «إيساف».
إلى ذلك، أعلن مسلحو حركة طالبان في أفغانستان، أول من أمس، هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب المستمرة منذ 13 عاما. وجاء ذلك بعد يوم من إنهاء قوات التحالف رسميا مهمتها القتالية في أفغانستان. وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني أمس «طوت قوة المعاونة الأمنية الدولية علمها وسط أجواء من الفشل وخيبة الأمل دون تحقيق أي شيء كبير أو ملموس». وسيبقى نحو 13 ألف جندي أجنبي معظمهم من الأميركيين في البلاد للمشاركة في مهمة جديدة تستمر عامين تحت اسم «الدعم الحازم» والتي ستواصل تدريب قوات الأمن الأفغانية على التصدي للمسلحين الذين قتلوا عددا كبيرا من الأفغان هذا العام.
ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقولون إن الجيش والشرطة الأفغانيين تمكنا من الحيلولة دون سيطرة طالبان على مساحات كبيرة من الأراضي فإن العنف تزايد مع سعي المسلحين لكسب المزيد من الأراضي. وتعهد مجاهد بإعادة نظام طالبان الإسلامي وبإلحاق هزائم متكررة بالقوة الجديدة التي شكلتها الولايات المتحدة.



القضاء الكوري الجنوبي يُصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
TT

القضاء الكوري الجنوبي يُصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)

أصدر القضاء في كوريا الجنوبية مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول تتيح للمحققين القيام بمحاولة ثانية لاعتقال يون سوك يول المتحصن في مقر إقامته في سيول تحت حماية حرسه، فيما أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون أن بلاده اختبرت بنجاح، الاثنين، صاروخاً فرط صوتي جديداً سيساهم في ردع «جميع الخصوم» في المحيط الهادئ، على ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الثلاثاء.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه نظيره الكوري الجنوبي شو تاي-يول (أ.ف.ب)

ويجري مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات بوزارة الدفاع تحقيقاً مشتركاً في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) وإغلاق البرلمان بقوة الجيش.

وبرر الرئيس المحافظ المعزول الذي لطالما واجه عمله السياسي عرقلة من البرلمان ذي الغالبية المعارضة، هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من «القوى الشيوعية الكورية الشمالية» و«القضاء على العناصر المعادية للدولة».

تحاول الشرطة إيقاف المتظاهرين خلال مظاهرة ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول بكوريا الجنوبية (رويترز)

واضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين. وعزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر، ورُفعت شكوى ضده بتهمة «التمرد»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام و«إساءة استخدام السلطة» وعقوبتها السجن 5 سنوات.

وجاء في بيان أصدره المحققون، الثلاثاء، «إن مذكرة التوقيف الجديدة ضد المشتبه به يون صدرت بعد ظهر اليوم» بتوقيت سيول، بسبب محاولة إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة.

انتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر، الاثنين، دون أن يتمكن مكتب التحقيق في الفساد من توقيف يون لاستجوابه.

والجمعة، حاول المحققون بمؤازرة الشرطة دخول مقر إقامة يون لاعتقاله لكنهم واجهوا حوالى 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي، وتراجعوا بعد استحالة تنفيذ المذكرة القضائية بعد 6 ساعات من المواجهة التي شابها توتر.

موالون للرئيس المعزول يون سوك يول يتظاهرون في سيول صباح اليوم احتجاجاً على أمر الاعتقال (أ.ب)

وأعلن الحزب الديموقراطي المعارض، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه قدم شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك بتهمة «التقصير في أداء الواجب»، لأنه لم يفلح في منع جهاز الحراسة عن اعتراض «توقيف» يون. وطلب الجهاز المكلف التحقيق مساء الاثنين من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة المحددة لمذكرة التوقيف.

وعزا يون بوك نام، رئيس جمعية «محامون من أجل مجتمع ديموقراطي»، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المخلوع في المقام الأول إلى افتقار مكتب مكافحة الفساد الذي لم يمض على تأسيسه أربع سنوات، ويعمل فيه أقل من مائة موظف، إلى الخبرة، فهو لم يوجه اتهاماً إلى أي شخص حتى الآن.

وأوضح يون: «بطبيعة الحال، ليست لديهم خبرة في الاعتقالات، ناهيك عن اعتقال الرئيس»، مشيراً إلى أن «تعاون الشرطة ضروري».

ونشب خلاف بين مكتب مكافحة الفساد والشرطة حول دور كل منهما في عملية التوقيف، فقد تحدث المكتب عن افتقاره إلى الخبرة في هذا المجال، ورغبته بتولي الشرطة مهمة تنفيذ المذكرة، وردت الشرطة بأن المسؤولية تقع على عاتق المكتب. وأقر المكتب في نهاية الأمر بأن هذا الإجراء ضمن مهامه، في حين أكدت الشرطة أنها ستوقف حرس الرئيس في حال قاموا بعرقلة العملية ضد يون سوك يول.

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)

وتعهد يون، الأسبوع الماضي، في بيان، بـ«القتال حتى النهاية». وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد، وأوضحوا أن القانون يمنح هذه الهيئة سلطة التحقيق في عدد محدد من الجرائم التي يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى، لكن القائمة لا تشمل جريمة «التمرد».

وبعد إصدار مذكرة التوقيف الأولى، خيّم أنصار يون ومعارضوه خارج مقر إقامته الرئاسي متحدين البرد، لكن قبل إصدار المذكرة الجديدة، تضاءل عدد أنصار يون بشكل كبير، الثلاثاء، وفق ما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

وإذ عزل البرلمان، يون، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته، فإنه لا يزال رئيساً بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو (حزيران). وتبدأ المحاكمة في 14 يناير وستستمر حتى في حال عدم مثوله. وإذا صادقت على العزل، فسيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في مدة شهرين.

من جهة أخرى، أجرت بيونغ يانغ التجربة الصاروخية الجديدة أثناء زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية، وقبل أسبوعين من تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة. وقال كيم الذي أشرف على عملية الإطلاق برفقة ابنته جو إي إن «نظام الصواريخ الفرط صوتي المتوسط المدى» يهدف إلى تعزيز الردع النووي للبلد تدريجياً. وأكد أن هذا السلاح الجديد «سيردع بشكل موثوق أي خصوم في منطقة المحيط الهادئ يمكن أن يؤثروا على أمن دولتنا».

وذكرت الوكالة الرسمية أنه تم استخدام «مركّب جديد من ألياف الكربون» لمحرك الصاروخ، كما «أدخلت وسيلة جديدة... إلى نظام التحكم في الطيران والتوجيه».

A photo released by the official North Korean Central News Agency (KCNA) shows the launch of an intermediate-range ballistic missile (IRBM) with a hypersonic warhead as payload, at an undisclosed location in North Korea, 06 January 2025 (issued 07 January 2025). EPA/KCNA EDITORIAL USE ONLY

ويسمح استخدام ألياف الكربون في صنع صاروخ بتخفيف وزنه، بالتالي زيادة مداه وقدرته على المناورة، لكنه يصعب السيطرة على هذه التكنولوجيا بسبب ضعف قدرة هذه المادة المركبة على مقاومة درجات حرارة مرتفعة. ويصنف صاروخ بأنه فرط صوتي حين تزيد سرعته عن 6 آلاف كلم في الساعة، ما يزيد بـ5 مرات عن سرعة الصوت.

وأوضح يانغ مو جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «ما هو مقلق في هذا الصاروخ أن هذه التكنولوجيا لا تمتلكها حالياً سوى روسيا والصين والولايات المتحدة». وتابع: «من أجل الوصول إلى مثل هذه السرعة، لا بد من استخدام مواد قادرة على مقاومة ظروف قصوى».

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن الصاروخ أطلق من منطقة بيونغ يانغ واجتاز 1500 كلم بسرعة «ماخ 12» التي تزيد 12 مرة عن سرعة الصوت، قبل أن يسقط في بحر اليابان أو بحر الشرق، حسب التسمية الكورية. وأكد كيم جونغ أون «أن هذه الخطة والجهد هما حتماً للدفاع عن النفس وليسا خطة وعملاً هجوميّين». لكنّه شدد على أنه «لا يمكن للعالم تجاهل أداء» هذا الصاروخ القادر، على حد قوله، على «توجيه ضربة عسكرية خطرة لخصم بكسره بفاعلية أيّ حاجز دفاعي صلب». وأكد كيم أن «تطوير القدرات الدفاعية لكوريا الشمالية التي تهدف لأن تكون قوة عسكرية، سيتسارع بشكل أكبر».

وهذه أول عملية إطلاق صاروخ تقوم بها كوريا الشمالية في العام الجديد، بعد آخر عملية أجرتها في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وندد بلينكن بعملية الإطلاق، مؤكداً أن بيونغ يانغ تتلقى «معدات وتدريباً عسكرياً» من روسيا.

من جانبه، ندد رئيس كوريا الجنوبية بالوكالة، تشوي سانغ موك، الثلاثاء، بـ«تهديد خطير» للأمن الإقليمي. ورأى المحللون في إطلاق الصاروخ وتصريحات كيم جونغ أون رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.