كتاب جديد: خلافات ويليام وهاري بدأت قبل ظهور ميغان ماركل بسنوات

الأميران البريطانيان ويليام وهاري (رويترز)
الأميران البريطانيان ويليام وهاري (رويترز)
TT

كتاب جديد: خلافات ويليام وهاري بدأت قبل ظهور ميغان ماركل بسنوات

الأميران البريطانيان ويليام وهاري (رويترز)
الأميران البريطانيان ويليام وهاري (رويترز)

كشف المؤرخ الملكي البارز روبرت لاسي أن جذور الخلاف بين الأميرين البريطانيين ويليام وهاري ترسخت قبل ظهور ميغان ماركل؛ زوجة الأخير، بوقت طويل.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قال لاسي في كتابه «معركة الأخوين: ويليام وهاري والقصة الداخلية لاضطراباتهما العائلية» إن الأمر بدأ بعد الخلافات التي وقعت بين الأميرة ديانا والأمير تشارلز وتسببت في طلاقهما، مشيراً إلى أن هذه الخلافات أثرت بشكل كبير في نفسية ويليام وهاري.
وأضاف لاسي: «انضم هاري إلى ويليام في مدرسة (إيتون) الداخلية عام 1998، بعد سنة من وفاة ديانا، وذلك بغرض الابتعاد عن وسائل الإعلام وتقديم الدعم؛ كلاهما للآخر، وسط الحزن والمأساة التي شعرا بها». وتابع: «لقد ارتبط الشقيقان وقتها معاً بشكل وثيق. وأنشأ ويليام دائرة موثوقة من الأصدقاء في (إيتون)، ودعي شقيقه للانضمام إليهم».
ولفت المؤرخ الملكي إلى أن الأمير تشارلز كان يملك ملجأ مقاوماً للقنابل في قبو «هايغروف»؛ (المنزل الملكي الريفي في اسكوتلندا)، وقام أبناؤه بإقامة حفلات ترفيهية راقصة مع أصدقائهم به خلال عطلاتهم.
وخلال تلك الحفلات، تعلم هاري تعاطي مخدر الحشيش وشرب الخمور، وفقاً لما قاله لاسي. وبحلول شهر أغسطس (آب) 2000، غادر ويليام، البالغ من العمر 18 عاماً وقتها مدرسة «إيتون» وتوجه إلى بليز (شمال أميركا الوسطى) لفترة استعداداً للذهاب إلى الجامعة، تاركا هاري وحيداً، ليقوم الأخير بالإفراط في تناول المخدرات والخمور.
وفي عام 2001 أخبر شخص ما الأمير تشارلز بالأمر، ليقرر الأخير اصطحاب نجله إلى مركز للعلاج من الإدمان في منطقة بيكام جنوب لندن. وهناك؛ قضى الأمير الشاب بضع ساعات في التحدث إلى مدمني الهيروين والكوكايين السابقين، الذين أطلعوا الزائر أيضاً على «عواقب تعاطي المخدرات».
إلا إن وسائل الإعلام تناقلت أمر تعاطي هاري المخدرات، واصفة إياه بالفضيحة، الأمر الذي تسبب في صدمة نفسية كبيرة للأمير البريطاني.
وقال لاسي: «في ذلك الوقت بدأت الخلافات بين ويليام وهاري، حيث شعر الأخير بأن شقيقه دفعه لإدمان المخدرات والخمور ثم تركه وحيداً وتخلى عنه». وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، شعر هاري بأن العالم ينظر إليه على أنه شاب طائش غير مسؤول، في حين رأوا شقيقه الأكبر عاقلاً رزيناً يصلح ملكاً مستقبلياً».
وفي عام 2005، ذهب الشقيقان إلى حفلة تنكرية في منزل أحد الأصدقاء، فاختار ويليام أن يرتدي زي أسد، في حين ارتدى هاري بدلة كاكية اللون كان كُمُّها الأيسر يحمل شعار النظام النازي».
وتعرض هاري لانتقادات شديدة نتيجة لذلك، مما دفعه للاعتذار.
وأشار لاسي إلى أن هاري شعر بغضب شديد من ويليام الذي اختار معه زيّه ثم أخد يضحك ويسخر منه بعد انتهاء الحفل، متهماً إياه بمحاولة تعزيز صورته أمام الشعب، والتأثير سلباً على صورة هاري.
وكان بعض الخبراء الملكيين قد قالوا سابقاً إن الخلاف بين ويليام وهاري بدأ عام 2016 عندما بدأ الأخير مواعدة ميغان، فقد حض ويليام شقيقه الأصغر في ذلك الوقت على «تجنّب الرومانسية» وقضاء مزيد من الوقت في التعرف إلى ميغان؛ الأمر الذي أغضب هاري الذي شعر بأن أخاه يتعالى عليه، في الوقت الذي أحس فيه ويليام بأن شقيقه لا يهتم بكلامه.
وأكد الخبراء أنه بعد ذلك اليوم، لم يتحدث الشقيقان إلا مرات قليلة جداً، بعد أن كانا لا ينفصلان تقريباً، وقد اتسع هذا الخلاف المرير بعد زواج هاري وميغان عام 2018، ووصل إلى ذروته إثر إعلان دوق ودوقة ساسكس عزمهما التخلي عن واجباتهما الملكية في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وسبق أن تحدثت تقارير نشرتها وسائل إعلام بريطانية عن حدوث أزمة بين هاري وويليام وعن توتر علاقتهما بعد زواج هاري بميغان، مشيرة إلى أن ويليام تجنب أخاه وزوجته عبر «سلوك تنمري»، وأن دوق ودوقة ساسكس شعرا بأنهما طُردا من العائلة المالكة بسبب طريقة تعامل ويليام وزوجته كيت معهما.
وقد استنكر الشقيقان هذه التقارير؛ واصفين إياها بـ«الشنيعة».
وتزوج هاري (35 عاماً) وميغان (38 عاماً) في مايو (أيار) 2018، ورُزقا طفلهما آرتشي في مايو 2019. ويعيش الزوجان الآن في لوس أنجليس بعد تخليهما عن أدوارهما الملكية.


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».