«الكاتيوشا» تخرق الهدنة الهشة بين أميركا والفصائل في العراق

معلومات عن تحديد 16 فصيلاً متهماً باستهداف البعثات الدبلوماسية

نساء ينتحبن في جنازة أفراد أسرة قتلوا بصاروخ سقط على منزل قرب مطار بغداد الأسبوع الماضي (رويترز)
نساء ينتحبن في جنازة أفراد أسرة قتلوا بصاروخ سقط على منزل قرب مطار بغداد الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

«الكاتيوشا» تخرق الهدنة الهشة بين أميركا والفصائل في العراق

نساء ينتحبن في جنازة أفراد أسرة قتلوا بصاروخ سقط على منزل قرب مطار بغداد الأسبوع الماضي (رويترز)
نساء ينتحبن في جنازة أفراد أسرة قتلوا بصاروخ سقط على منزل قرب مطار بغداد الأسبوع الماضي (رويترز)

من دون صافرات إنذار من قبل السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد سقط ليس بعيدا عنها اثنان من صواريخ الكاتيوشا في الجهة المقابلة من نهر دجلة، فيما سقط صاروخ ثالث في محيط مطار بغداد الدولي. ووصفت خلية الإعلام الأمني في بيان مطلقي هذه الصواريخ بأنهم عبارة عن مجاميع «إجرامية إرهابية» من دون أن تحدد هويتهم.
الجديد هذه المرة هو أن هذه الصواريخ غيرت، حسبما بدا، مسارها بحيث لم تستفز أجهزة الإنذار المبكر للسفارة الأميركية التي لم تطلق صافرات الإنذار كالعادة ربما في إشارة خفية إلى أن الهدف هذه المرة ليس السفارة بشكل مباشر بل توجيه رسالة أخرى مبطنة لقياس ردود الفعل سواء الحكومية أو الأميركية.
في غضون ذلك دعا الرئيس العراقي برهم صالح القوات الأمنية إلى ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد وحماية البنايات والمراكز الحكومية والبعثات الدبلوماسية وترسيخ سلطة الدولة في فرض القانون ومواجهة الإرهابيين والأعمال الخارجة عن القانون. جاء ذلك خلال استقبال صالح لرئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عبد الأمير يار الله. ورغم التأكيدات الحكومية على العمل بهذا الاتجاه فإن كل الدلائل تشير إلى أن مطلقي صواريخ الكاتيوشا لا يزالون هم من يختار توقيت إعلان الحرب أو إيقافها برغم إعلان الرئاسات العراقية الثلاث قبل نحو أسبوع أنها وحدها من تملك قرار الحرب من عدمه وليس أي طرف آخر.
وفي سياق التداعيات المحتملة لإطلاق الصواريخ بعد هدنة كانت كل المؤشرات تذهب باتجاه صمودها فإن للخبراء المتخصصين رأيهم في هذا المجال. صمود الهدنة وفقا للتوقعات جاء مع دخول إيران على الخط طبقا للزيارة التي قام بها إلى إيران مؤخرا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، فضلا عن اللقاء الذي جمع الرئيس العراقي برهم صالح قبل يومين مع كل من السفير الإيراني أريج مسجدي والسفير الأميركي ماثيو تولر.
وفي هذا السياق، يقول رئيس مركز التفكير السياسي في العراق الدكتور إحسان الشمري لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدنة التي توصل إليها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سقطت مع سقوط الصواريخ الأخيرة»، مشيرا إلى أنه «لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي ليس على مستوى هذه المجاميع فقط وإنما طبيعة الصراع الأميركي ـ الإيراني أيضا». وأضاف الشمري «مثلما يبدو فإن الاتفاق السياسي لم يصل إلى مستويات يمكن من خلالها إنهاء إطلاق الصواريخ وهنا أقصد أن الاتفاق السياسي سواء كان بين الكاظمي والأجنحة السياسية لهذه المجاميع أو الاتفاق السياسي بين الكاظمي من جهة وباقي القوى السياسية من جهة أخرى، حيث إن تحذيرات الرئاسات الثلاث لم تتم الاستجابة لها».
ويرى الشمري أن «إطلاق الصواريخ يهدف في الواقع إلى إحراج الكاظمي وإظهاره ضعيفا، لكن في مقابل ذلك فإن الموضوع يتجاوز الكاظمي بحكم أبعاد الصراع بين واشنطن وطهران». وأوضح الشمري أن «الولايات المتحدة ولحد الآن وبحكم هذا الاستهداف برغم عدم وجود خسائر، فضلا عن أن الهجمات هي دائما في مقتربات السفارة أو المواقع العسكرية الأخرى لا تبدو مهتمة كثيرا لموضوع الرد حتى الآن، لكن لو كان هناك أذى لأي أميركي عبر هذه الصواريخ فإن الرد الأميركي سيكون قاسيا». وتابع الشمري أن «الولايات المتحدة ربما تستهدف بنك أهداف سبق أن تم الإعلان عنها ولو على مستوى التسريبات لكن كل شيء جائز».
من جهته، يقول الدكتور حسين علاوي، أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين، إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حصل على دعم قوي لملاحقة 16 فصيلا مسلحا متهما باستهداف البعثات الدبلوماسية. وأضاف في تصريح أن «الجهود الاستخبارية الحالية في العراق تنصب على الكشف عن المعلومات الأساسية وعن الفصائل المسلحة المقصودة وعن قادتها ومصادر تمويلها». وأشار علاوي إلى أن «ملامح الملاحقة والكشف عن تلك الجماعات باتت قريبة جدا والكاظمي سيعقد اجتماعا مع الزعماء السياسيين للكشف عن تفاصيل تلك الجماعات واتخاذ القرار المناسب».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».