النقابات تهدد بالنزول إلى الشارع حال رفع الدعم عن السلع الأساسية

TT

النقابات تهدد بالنزول إلى الشارع حال رفع الدعم عن السلع الأساسية

هددت النقابات العمالية بالنزول إلى الشارع، حال رفع الدعم عن سلع أساسية تدعمها الحكومة اللبنانية، منذ سنوات، أهمها المحروقات والخبز والدواء، وذلك في ظل عجز مصرف لبنان عن الاستمرار في سياسة الدعم على ضوء تراجع احتياطاته بالعملة الصعبة، وفشل البلاد في اجتذاب استثمارات وأموال خارجية بسبب التوترات السياسية التي أجهضت فرص تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي.
وحذّرت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري «حكومة تصريف الأعمال والمسؤولين المعنيين، من الإقدام على رفع الدعم عن السلع الأساسية، لا سيما المحروقات، لأنها ستكون انطلاقة الشرارة لإشعال البلاد، وسيكون للسائقين الدور الأساس في هذه الانطلاقة».
وقال نقيب قطاع النقل البري بسام طليس، في مؤتمر صحافي عقدته اتحادات ونقابات قطاع النقل البري، إن رفع الدعم عن السلع والمواد الغذائية والمحروقات والأدوية والقمح «سيؤدي إلى انفجار اجتماعي كبير ويبدو أن القرار قد اتخذ».
وأشار إلى أن «رفع الدعم عن البنزين والمازوت سيرفع سعر صفيحة البنزين إلى 70 ألف ليرة لبنانية (47 دولاراً على سعر الصرف الرسمي بدلاً من 15 دولاراً حالياً) والمازوت إلى ما بين 45 و50 ألف ليرة (33 دولاراً على سعر الصرف الرسمي) ما سيؤدي إلى كارثة اجتماعية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد».
وقال طليس إن «الوضع يحتم على كل المسؤولين المس بالاحتياط لصالح الطبقة العاملة، وحكومة تصريف الأعمال مسؤولة عن المواطنين وليس حاكم مصرف لبنان»، مضيفاً: «حسب علمنا حتى نهاية الشهر الحالي ستكون البداية برفع الدعم عن البنزين».
ودعا اتحادات ونقابات قطاع النقل البري إلى اجتماعٍ يعقد في 19 أكتوبر الحالي لإعلان موعد التحرك والإضراب لمواجهة هذا القرار بالتعاون مع قيادة الاتحاد العمالي العام.
بدوره، قال رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، «فور الإعلان عن أي خطوة برفع الدعم سنبادر فوراً بالنزول إلى الشارع، لأن ما يحصل غير مقبول، وهو دعوة لتهجير الشعب اللبناني، والقول لنا من أين نأتي بالمال؟ فردنا: أين ذهب المال؟».
وأضاف: «لن نرضى ولن نسكت عن أي قرار لرفع الدعم، وستكون المواجهة في الشارع، وعدم تحمل القرارات الارتجالية غير المدروسة، ونحن على استعداد لنبحث سوياً عن مخارج للوصول إلى حلول للأزمات التي أوصلونا إليها. نحن على موعد مع الشارع إذا رفع الدعم عن المواد الأساسية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.