مصر تعلن خطة مواجهة «كوفيد ـ 19» في المنشآت التعليمية

تتضمن إغلاقاً للفصول والمدارس حال ظهور أكثر من إصابة

عامل صحة يُخضع مسافرين في مطار شرم الشيخ الدولي لفحص كورونا في 24 سبتمبر (إ.ب.أ)
عامل صحة يُخضع مسافرين في مطار شرم الشيخ الدولي لفحص كورونا في 24 سبتمبر (إ.ب.أ)
TT

مصر تعلن خطة مواجهة «كوفيد ـ 19» في المنشآت التعليمية

عامل صحة يُخضع مسافرين في مطار شرم الشيخ الدولي لفحص كورونا في 24 سبتمبر (إ.ب.أ)
عامل صحة يُخضع مسافرين في مطار شرم الشيخ الدولي لفحص كورونا في 24 سبتمبر (إ.ب.أ)

قبل أسبوعين تقريباً من انطلاق العام الدراسي الجديد في البلاد، أعلنت وزارة «التربية والتعليم» المصرية، أمس، عن الضوابط والقواعد الوقائية التي سيتم اتخاذها خلال سير العملية التعليمية في العام الدراسي الجديد، بالتزامن مع تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تضمنت «إمكانية اللجوء إلى إغلاق فصول أو مدارس كاملة لمدة 28 يوماً، حال ظهور أكثر من إصابة بفيروس (كورونا) المستجد».
ويبدأ الموسم الدراسي رسمياً في مصر في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بينما بدأت بعض المدارس ذات النظام الدولي في التعليم عملها منذ أسابيع، وأعلن بعضها عن وقف الدراسة مؤقتاً بسبب ظهور حالات إصابة بـ«كورونا».
وقالت وزارة التعليم، أمس، في بيان، إن «تطبيق الإجراءات سيشمل المدارس الحكومية والخاصة والدولية وغيرها، وتتم عملية تطهير للفصل أو المنشأة، ومتابعة المخالطين بواسطة الإدارة الصحية»، مضيفة أن «الضوابط تتضمن غلق الفصل، في حال حدوث أكثر من حالة إصابة مؤكدة من فيروس كورونا المستجد في الفصل نفسه خلال أسبوعين، على أن يتم غلق الفصل لمدة 28 يوماً، تبدأ من تاريخ بداية تنفيذ قرار الغلق، وتتخذ القرار كل من الإدارة التعليمية والإدارة الصحية»، وأشارت إلى أن «الإجراء الثاني هو غلق المدرسة، عند غلق أكثر من فصل بها خلال أسبوعين، مما يعد مؤشراً على زيادة معدل انتقال المرض بالمدرسة، وسيتم غلق المدرسة لمدة 28 يوماً، بواسطة مديريتي الصحة والتربية والتعليم».
وأوضحت أنه بالنسبة لمجمع المدارس، فإنه «سيتم بعد غلق مدرسة في المجمع، ثم حدوث مؤشر غلق فصل، بأي من المدارس في المجمع ذاته، خلال أسبوعين من غلق المدرسة الأولى، يتم غلق مجمع المدارس كاملاً لمدة 28 يوماً».
وفي ما يتعلق بغلق مدارس قرية أو مدينة، فسيكون ذلك بقرار من المحافظة عند فرض الحجر الصحي على إحدى القرى أو المدن، ويمتد الغلق حتى نهاية فترة الحجر الصحي المقرر. أما بالنسبة لغلق مدارس محافظة، فسيكون تبعاً لتوصيات لجنة إدارة الأزمة، وتطور الوضع الوبائي، موضحاً أن قرار الغلق يمتد لمدة لا تقل عن 28 يوماً، ووفقاً لما تقرره اللجنة، ويتم تطبيق هذا القرار بواسطة ديوان المحافظة.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة والسكان، أول من أمس (السبت)، عن «تسجيل 109 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتة إلى وفاة 14 حالة جديدة».
وتواكب ذلك مع الإعلان عن خروج 131 متعافياً من فيروس كورونا من المستشفيات خلال يوم السبت الماضي، وبشكل إجمالي سجلت مصر 103575 حالة إصابة بالفيروس، من ضمنهم 97274 حالة تم شفاؤها، و5970 حالة وفاة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.