3 جرحى في إشكال بين الجيش وشبان من عرسال احتجوا على إجراءاته الأمنية

المسلحون المتمركزون في الجرود ينعمون بالكهرباء 24 ساعة يوميا ويستخدمون الإنترنت وأنشأوا مشافي ميدانية

أقرباء جنود لبنانيين مخطوفين يتظاهرون بداية هذا الشهر للضغط على الحكومة في التفاوض مع المسلحين.. التقارير الأخيرة تشير إلى أنهم يميلون للتهدئة بناء على طلب من رئيس الحكومة الذي وعد بانفراجة قريبة  (رويترز)
أقرباء جنود لبنانيين مخطوفين يتظاهرون بداية هذا الشهر للضغط على الحكومة في التفاوض مع المسلحين.. التقارير الأخيرة تشير إلى أنهم يميلون للتهدئة بناء على طلب من رئيس الحكومة الذي وعد بانفراجة قريبة (رويترز)
TT

3 جرحى في إشكال بين الجيش وشبان من عرسال احتجوا على إجراءاته الأمنية

أقرباء جنود لبنانيين مخطوفين يتظاهرون بداية هذا الشهر للضغط على الحكومة في التفاوض مع المسلحين.. التقارير الأخيرة تشير إلى أنهم يميلون للتهدئة بناء على طلب من رئيس الحكومة الذي وعد بانفراجة قريبة  (رويترز)
أقرباء جنود لبنانيين مخطوفين يتظاهرون بداية هذا الشهر للضغط على الحكومة في التفاوض مع المسلحين.. التقارير الأخيرة تشير إلى أنهم يميلون للتهدئة بناء على طلب من رئيس الحكومة الذي وعد بانفراجة قريبة (رويترز)

لا تزال ردود الفعل على قرارات الجيش اللبناني الأخيرة، التي ستفرض تشديدا بالإجراءات الأمنية المتبعة في المنطقة الجردية في بلدة عرسال الحدودية الواقعة شرقي البلاد، تتفاعل مع رفض عدد كبير من أهالي البلدة «التضييق» الذي يمارس عليهم، وتطبيق نفس القرارات عليهم وعلى اللاجئين السوريين الذين يتخطى عددهم هناك مائة ألف لاجئ.
ولليوم الثاني على التوالي، أغلق الأهالي مدخل بلدتهم وأحرقوا الإطارات، كما تجمع عدد من الشبان بالقرب من أحد مواقع الجيش في منطقة وادي حميد الجردية في عرسال. وقالت مصادر ميدانية إنه «عندما حاول عناصر الحاجز تفريق المحتشدين وقع إشكال أدى لإصابة 3 أشخاص بجروح وأوقف الجيش على الأثر عددا آخر من المحتجين».
وستفرض القرارات الجديدة للجيش منع عبور أي مواطن لبناني أو سوري، باتجاه جرود عرسال أو العكس، عبر حاجز وادي حميد، دون حصوله على تصريح مسبق من الاستخبارات، وهو ما سيعطل برأي الأهالي أعمالهم، خصوصا أن قسما كبيرا منهم يمتلك مقالع للحجر وللصخر ومناشر الخشب في الجرد، وحتى أن عددا منهم أنشأوا عشرات المنازل والبيوت السكنية هناك.
واستغرب أحد أبناء عرسال، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، معاملة الجيش لأهل البلدة تماما كما يعامل اللاجئين السوريين، «لا بل أكثر من ذلك، فإن المسلحين يحصلون على كل ما يحتاجونه، أما ابن عرسال فممنوع أن يحمل ربطة خبز خلال توجهه إلى عمله في الجرد». وقال الشاب الثلاثيني لـ«الشرق الأوسط»: «لو كان القرار الأخير يطال السوريين وحدهم لما كان أحد من الأهالي احتج، لا بل كنا لنرحب بالقرارات الجديدة حرصا على سلامتنا.. ولكن حين يتعلق الأمر بالمس بأرزاقنا وأشغالنا التي نؤمن من خلالها لقمة العيش، فعندها يصبح الأمر حساسا جدا ويستلزم إعادة نظر فيه».
وتساءل: «كيف نقبل بأن نحصل على تصريح للذهاب إلى منازلنا أو أعمالنا؟ وهل من المنطق أن يسعى أي زائر للحصول على تصريح خطي قبل التوجه إلى منزل صديق أو قريب له في الجرد؟»
وكانت قيادة الجيش أكدت في وقت سابق أن الإجراءات المستحدثة على الطرق المؤدية إلى الجرد، تهدف إلى «حماية أهل عرسال من تنقل الإرهابيين».
وقد تحولت بلدة عرسال إلى قاعدة خلفية لمسلحي «داعش» و«جبهة النصرة» الذين يتمركزون في المنطقة الجردية الحدودية اللبنانية – السورية، فهم كانوا يؤمنون الغذاء ووسائل التدفئة واحتياجاتهم الأخرى من خلال عرسال.
وفي أغسطس (آب) الماضي، شن هؤلاء المسلحون هجوما بهدف السيطرة على البلدة اللبنانية، مما أدى لمواجهة دامية مع الجيش سقط ضحيتها العشرات من الجنود، وتم أسر عدد آخر منهم يحتجزهم التنظيمان في الجرد.
وأوضحت مصادر ميدانية أن «المسلحين تمكنوا في الأشهر الماضية من استخدام ورقة العسكريين المختطفين لابتزاز الدولة اللبنانية من خلال إجبارها على الإبقاء على منفذ لتمرير احتياجاتهم»، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «المسلحون المتمركزون في الجرود ينعمون بالكهرباء 24 ساعة يوميا كما يمتلكون المولدات الكهربائية ويستخدمون الإنترنت وأنشأوا مشافي ميدانية.. هم يعيشون في بيوت وكهوف على حد سواء ولا ينقصهم أي شيء».
ورجحت المصادر أن تكون الإجراءات الجديدة التي اتخذها الجيش «تهدف لإفراغ ورقة العسكريين المختطفين من مضمونها، باعتبار أن المؤن التي لدى المسلحين تكفيهم ما بين 20 و40 يوما، وبالتالي قرر الجيش لعب ورقة الضغط التي بين يديه، خصوصا أن لا ضمانة على الإطلاق للحفاظ على حياة المخطوفين الذين قتل التنظيمان 4 منهم».
ويعتبر «العرساليون» أنهم يعيشون حاليا بين مطرقة اللجوء وسندان الإجراءات الأمنية، خصوصا أن بلدتهم تعد أكبر تجمع للاجئين السوريين في لبنان والذين يتخطى عددهم المليون و200 ألف.
وقد استكمل أهالي العسكريين المختطفين، يوم أمس (الاثنين)، جولتهم على القيادات اللبنانية، وأكدوا بعد لقائهم رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجيه، أنهم لن يتجهوا نحو أي تصعيد بعد الآن. ونقل الأهالي عن فرنجية أنه «مع المقايضة وغير المقايضة، ومع دفع أي ثمن»، يؤدي إلى تحرير العسكريين.
وينتهج الأهالي والجهات المعنية سياسة «الصمت المطلق»، وذلك بتوجيهات من رئيس الحكومة، تمام سلام، الذي وعد بانفراجات قريبة.



«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وحماية المال العام، أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن حزمة من الإجراءات المنسقة لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز المركز القانوني للدولة، وذلك بعد تلقي المجلس تقارير من الأجهزة الرقابية والقضائية حول قضايا فساد كبرى وقعت في الأعوام الأخيرة.

وأفاد الإعلام الرسمي بأنه، بناءً على توصيات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، صدرت توجيهات مستعجلة لاستكمال إجراءات التحقيق في القضايا قيد النظر، مع متابعة الجهات المتخلفة عن التعاون مع الأجهزة الرقابية.

وشدد مجلس الحكم اليمني على إحالة القضايا المتعلقة بالفساد إلى السلطة القضائية، مع توجيهات صريحة بملاحقة المتهمين داخل البلاد وخارجها عبر «الإنتربول» الدولي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (سبأ)

وأمر العليمي -حسب المصادر الرسمية- بتشكيل فريق لتقييم أداء هيئة أراضي الدولة وعقاراتها، التي تواجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على أراضيها من قِبل شخصيات نافذة. كما شدد على إلغاء جميع التصرفات المخالفة للقانون وملاحقة المتورطين.

وبينما تشير هذه الخطوات الجادة من مجلس القيادة الرئاسي إلى التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الفساد، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الشفافية، يتطلّع الشارع اليمني إلى رؤية تأثير ملموس لهذه الإجراءات في بناء دولة القانون، وحماية موارد البلاد من العبث والاستغلال.

النيابة تحرّك 20 قضية

ووفقاً لتقرير النائب العام اليمني، تم تحريك الدعوى الجزائية في أكثر من 20 قضية تشمل جرائم الفساد المالي، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتهرب الضريبي. ومن بين القضايا التي أُحيلت إلى محاكم الأموال العامة، هناك قضايا تتعلّق بعدم التزام بنوك وشركات صرافة بالقوانين المالية؛ مما أدى إلى إدانات قضائية وغرامات بملايين الريالات.

كما تناولت النيابة العامة ملفات فساد في عقود تنفيذ مشروعات حيوية، وعقود إيجار لتوليد الطاقة، والتعدي على أراضي الدولة، وقضايا تتعلق بمحاولة الاستيلاء على مشتقات نفطية بطرق غير مشروعة.

مبنى المجمع القضائي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (سبأ)

ومع ذلك، اشتكت النيابة من عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع طلبات توفير الأدلة والوثائق، مما أدى إلى تعثر التصرف في قضايا مهمة.

وأوردت النيابة العامة مثالاً على ذلك بقضية الإضرار بمصلحة الدولة والتهرب الجمركي من قبل محافظ سابق قالت إنه لا يزال يرفض المثول أمام القضاء حتى اليوم، بعد أن تمّ تجميد نحو 27 مليار ريال يمني من أرصدته مع استمرار ملاحقته لتوريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة. (الدولار يساوي نحو 2000 ريال في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية).

وعلى صعيد التعاون الدولي، أوضحت النيابة العامة أنها تلقت طلبات لتجميد أرصدة أشخاص وكيانات متورطين في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبينما أصدرت النيابة قرارات تجميد لبعض الحسابات المرتبطة بميليشيات الحوثي، طلبت أدلة إضافية من وزارة الخزانة الأميركية لتعزيز قراراتها.

تجاوزات مالية وإدارية

وكشف الجهاز المركزي اليمني للرقابة والمحاسبة، في تقريره المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، عن خروقات جسيمة في أداء البنك المركزي منذ نقله إلى عدن في 2016 وحتى نهاية 2021. وتضمنت التجاوزات التلاعب في الموارد المالية، والتحصيل غير القانوني للرسوم القنصلية، وتوريد إيرادات غير مكتملة في القنصلية العامة بجدة وسفارتي اليمن في مصر والأردن.

وأفاد الجهاز الرقابي بأن التجاوزات في القنصلية اليمنية في جدة بلغت 156 مليون ريال سعودي، تم توريد 12 مليون ريال فقط منها إيرادات عامة، في حين استولت جهات أخرى على الفارق. أما في مصر فتم الكشف عن استيلاء موظفين في السفارة على 268 ألف دولار من إيرادات الدخل القنصلي باستخدام وثائق مزورة.

وفي قطاع الكهرباء، كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مخالفات جسيمة في عقود توفير المشتقات النفطية، تضمّنت تضخيم تكلفة التعاقدات وإهدار المال العام بقيمة تزيد على 285 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى اختلالات في عقود السفينة العائمة لتوليد الطاقة التي تضمنت بنوداً مجحفة وإعفاءات ضريبية وجمركية للشركة المتعاقد معها.

وتحدّث الجهاز الرقابي اليمني عن اعتداءات ممنهجة على أراضي الدولة، تشمل مساحة تزيد على 476 مليون متر مربع، وقال إن هذه الاعتداءات نُفّذت بواسطة مجاميع مسلحة وشخصيات نافذة استغلّت ظروف الحرب لنهب ممتلكات الدولة. كما تم تسليم أراضٍ لمستثمرين غير جادين تحت ذرائع قانونية؛ مما تسبّب في إهدار أصول حكومية ضخمة.

وحسب التقارير الرقابية، تواجه شركة «بترومسيلة» التي أُنشئت لتشغيل قطاع 14 النفطي في حضرموت (شرق اليمن)، اتهامات بتجاوز نطاق عملها الأساسي نحو مشروعات أخرى دون شفافية، إلى جانب اتهامها بتحويل أكثر من مليار دولار إلى حساباتها الخارجية، مع غياب الرقابة من وزارة النفط والجهاز المركزي.