أياكس... مصنع نجوم لا يتوقف عن التصدير

فان دير سار يتحدث عن مكانة النادي في عالم كرة القدم... وانتقال المواهب التي تصبح أساطير في الأندية الكبرى

أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)
أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)
TT

أياكس... مصنع نجوم لا يتوقف عن التصدير

أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)
أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)

لا يزال بإمكان أدوين فان دير سار أن يتذكر حتى الآن الذهول الذي ظهر على وجه زميليه في نادي مانشستر يونايتد آنذاك، ريان غيغز وبول سكولز، عندما سألهما حارس المرمى الهولندي، الذي وصل إلى «أولد ترافورد» في 2005 بعد رحلة كروية طويلة مع كل من أياكس ويوفنتوس وفولهام، عما إذا كان أي منهما يريد أن يلعب خارج إنجلترا. وأشار فان دير سار إلى أنه يمكنهما تعلم لغة جديدة، وتجربة ثقافات ومناخات مختلفة، وربما حتى الحصول على مزيد من الأموال.
وكانت الإجابة القصيرة هي «لا». لكن لماذا جاء الرد بهذا الشكل؟ لقد كانا في نادٍ كبير، والنادي يقع في المدينة التي يعيشان بها بالقرب من العائلة والأصدقاء، ويحصلان على بطولات وألقاب كبيرة ويحصلان على أموال طائلة، وهو ما يعني أنهما كانا يحصلان على كل شيء يريده أي لاعب من كرة القدم. يقول فان دير سار: «أعتقد أن ديفيد بيكهام يعد أحد اللاعبين الإنجليز القلائل الذين رحلوا عن مانشستر يونايتد، لكنه جاء من لندن».
لكن بالنسبة لفان دير سار، كان الوضع مختلفاً تماماً، حيث بدأ طريقه من خلال اللعب مع نادي أياكس أمستردام الهولندي وفاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 1995، ويدرك من خلال منصبه الحالي كرئيس تنفيذي للنادي أن الوضع لا يزال كما هو، حيث يرحل كثير من اللاعبين عن أياكس إلى أندية أكبر بعدما يحصلون على مزيد من الخبرات. إنهم يفعلون ذلك لأسباب رياضية ومالية، وعادة ما يوافق النادي على ذلك للأسباب نفسها.
ويتذكر فان دير سار كيف انهار فريق أياكس الفائز ببطولة دوري أبطال أوروبا لعام 1995، حيث رحل أو اعتزل جميع اللاعبين الذين شاركوا في المباراة النهائية أمام ميلان الإيطالي في غضون أربع سنوات فقط. وكان الحارس الهولندي من بين المجموعة الأخيرة من المغادرين في عام 1999، حيث انتقل إلى يوفنتوس، وانتقل جميع زملائه تقريباً إلى أندية أكبر - ميلان أو برشلونة في معظم الحالات.
يقول فان دير سار: «إذا كنت ترغب في تحسين وتطوير مسيرتك الكروية فيتعين عليك أن تنتقل إلى الخارج. كانت الأجور أعلى بالنسبة لنا في هولندا، عند نقطة معينة، لكن كان من المهم أن نتخذ الخطوة التالية في مسيرتنا الكروية».
والآن، أصبح فان دير سار شخصية محورية في الحكم على هذه النقطة للاعبين الذين خرجوا من أكاديمية أياكس للناشئين، ومن الناحية المثالية سينتقل هؤلاء اللاعبون للعب في الخارج، كما حدث للتو مع دوني فان دي بيك، لاعب خط الوسط الذي انضم إلى مانشستر يونايتد مقابل 39 مليون يورو في الثاني من سبتمبر (أيلول). وكان اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً قد ظهر لأول مرة بقميص مانشستر يونايتد كبديل في المباراة التي خسرها الفريق على ملعبه أمام كريستال بالاس بثلاثة أهداف مقابل هدف، وسجل اللاعب الهولندي الهدف الوحيد للشياطين الحمر.
وكان من الممكن أن يرحل فان دي بيك عن أياكس الصيف الماضي، عندما كان ريال مدريد من بين الأندية المهتمة بالحصول على خدماته، لكن فان دير سار رأى أن التوقيت لم يكن مناسباً. وقد أشرف فان دير سار على رحيل فرينكي دي يونغ إلى برشلونة مقابل 86 مليون يورو، وماتيس دي ليخت إلى يوفنتوس مقابل 75 مليون يورو، وكاسبر دولبيرغ إلى نيس مقابل 20.5 مليون يورو، وشعر بأنه لا يمكن للنادي التخلي عن مزيد من العناصر الأساسية في ذلك الوقت.
وتم إقناع فان دي بيك بالبقاء لمدة عام آخر. ويشير فان دير سار إلى أن مشجعي أياكس يتفهمون الموقف تماماً، إلى الحد الذي يجعلهم يحتفلون عندما يقرر أحد نجومهم المفضلين البقاء في النادي لفترة أطول قليلاً. وقد تفهم فان دي بيك الأمر أيضاً. يقول فان دير سار عنه: «لقد كان على ما يرام، فقد كان معنا لمدة 10 سنوات، وهو يعشق نادي أياكس. وأعتقد أنه ربما كان بحاجة إلى سنة إضافية أيضاً». وكان التوقيت مناسباً هذا الصيف. وعندما عاد فان دي بيك إلى أمستردام ليلعب مع منتخب هولندا ضد إيطاليا في السابع من سبتمبر (أيلول)، أشعلت مجموعة من مشجعي أياكس المشاعل وغنوا له خارج الملعب بعد نهاية المباراة. ونزل فان دي بيك من سيارته ليقدم لهم التحية.
يقول فان دير سار: «لنفترض أننا مثل جامعة ستانفورد أو أكسفورد أو هارفارد، التي ينتقل خريجوها للعمل في شركة ميريل لينش، أو الشركات الكبرى، حيث يمكنك كسب مزيد من المال والدخول في منافسة أكبر». ويضيف: «في فريق الشباب، كان دوني دائماً من بين أكثر لاعبين أو ثلاثة لاعبين موهبة. صحيح أنه لم يكن لاعباً استثنائياً أو يتحلى بسرعة خرافية أو يسجل أهدافاً بطريقة غير مألوفة، لكن الطريقة التي يلعب بها كانت عملية للغاية ومفيدة للفريق جداً. إنه دائماً ما يتمركز في المكان الصحيح».
وكان الهدف الأساسي لفان دير سار عندما انتقل من منصب مدير التسويق إلى منصب الرئيس التنفيذي للنادي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 هو إعادة أياكس إلى أمجاده الأوروبية كما كان عليه الحال في منتصف التسعينات من القرن الماضي. ويتحدث فان دير سار بعاطفة جياشة عن أياكس، قائلاً: «في السبعينات كان لدينا كرويف، وفي الثمانينات كان لدينا ريكارد وفان باستن، وفي منتصف التسعينات كنت أنا، وريكارد للمرة الثانية، والتوأم دي بوير، ودافيدز، وسيدورف، وكلويفرت، وأوفرمارس. وبعد ذلك تراجع مستوى النادي بعض الشيء، لذلك كان يجب أن يعرف الجمهور الأصغر سناً من هو أياكس».
ويضيف: «أريد من كل مشجع لجميع الأندية في العالم أن يكون عشقه الثاني هو أياكس، وأن يحب أسلوبنا الهجومي وكيف نطور مستوى اللاعبين الصغار - وبالطبع تستفيد معظم هذه الأندية من لاعبينا الشباب الذين قد يلعبون لها بعد ذلك. تتمثل المعركة التي نخوضها في أن نكون نادياً عملاقاً بميزانية أصغر بكثير، وأن نكون على قدر المنافسة مع الأندية العملاقة، ومن الرائع أن نخوض مثل هذه المعركة الشرسة».
ووفقاً لمؤسسة ديلويت، بلغت إيرادات أياكس 199 مليون يورو لعام 2018 - 2019، وهو ما يجعله يأتي في المركز 23 في قائمة الأندية الأوروبية، وقد ارتفع هذا الرقم بشكل كبير بعد النتائج الرائعة وغير المتوقعة التي حققها النادي بالوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، والتي أدت إلى حصوله على 79 مليون يورو. ولكي ندرك حجم الإنجاز الذي حققه النادي في هذا الصدد، يجب أن نشير إلى أن عائدات البث التلفزيوني خلال تلك الفترة بلغت 10.6 مليون يورو فقط. وفي المقابل، فإن عائدات البث التلفزيوني لنادي مثل وستهام يونايتد، الذي أنهى الدوري الإنجليزي الممتاز في منتصف جدول الترتيب، بلغت 145 مليون يورو في الفترة نفسها!
ثم جاء فيروس كورونا، الذي أدى إلى إلغاء الموسم الماضي من الدوري الهولندي الممتاز، وبداية الموسم الجديد في ظل حضور جماهيري محدود للغاية من أجل اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي. ونتيجة لذلك، قرر المسؤولون ألا يزيد عدد الحضور الجماهيري في ملعب «يوهان كرويف أرينا» الذي يحتضن مباريات أياكس ويتسع لـ55 ألف متفرج، على 12 ألف متفرج في المباراة التي فاز فيها الفريق مؤخراً على آر كي سي فالفيك بثلاثية نظيفة، وبلغ عدد الحضور 11.948 شخصاً.
ويعتمد نادي أياكس بشكل كبير على دخله من بيع تذاكر المباريات، الذي جلب له 53.2 مليون يورو في موسم 2018 - 2019. يقول فان دير سار عن ذلك: «إذا كان لدينا نحو 22 في المائة فقط من السعة الجماهيرية للملعب طوال الموسم بأكمله، فإن 22 في المائة من مبلغ 53 مليون يورو تساوي نحو 11.5 مليون يورو، وهو ما يعني أننا سنخسر 41.5 مليون يورو». إنه تأثير كبير للغاية على النادي ويضع مزيداً من الضغوط على كاهل فان دير سار لكي يتخذ قراراته بشكل صحيح، ويستمر في الدفع باللاعبين الشباب من أكاديمية الناشئين بالنادي، ويحقق التوازن بين الشباب والخبرة في الفريق الأول، ويبيع اللاعبين في اللحظات المناسبة.
يقول الحارس السابق لمانشستر يونايتد: «لا نقول إنها خطة عمل، لكنه برنامج كرة قدم، فنحن نريد أن نحقق نجاحاً مع اللاعبين الذين نعلمهم. وإذا فزنا بالبطولات والألقاب معهم في غضون عامين أو ثلاثة أعوام ووصلوا إلى مستويات أعلى، فإنهم يصبحون محط اهتمام الأندية الأخرى، ويجب أن تكون هذه الأندية أكبر من أياكس حتى يتم السماح لهم بالانتقال إليها. وبعد فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، يكون الوقت قد حان للتحرك للأمام وبيع هؤلاء اللاعبين والسماح للاعبين صغار جدد بالسير على الطريق نفسها».
ويشرف فان دير سار على التغييرات التي تحدث في قطاع الناشئين بنادي أياكس، وتعيين المديرين الفنيين ومنحهم مزيداً من الوقت مع اللاعبين. وعلاوة على ذلك، طبق فان دير سار نظاماً جديداً فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد يضمن تعاقد النادي مع اللاعبين في أصغر سن ممكن، وبيعهم لاحقاً بعد إكسابهم مزيداً من الخبرات. ويعتقد فان دير سار أن العديد من الأندية قد استثمرت بشكل جيد في مجال حقوق البث التلفزيوني، وأن عائدات الأنشطة التجارية «ستستمر في الارتفاع بنسبة 10 في المائة كل عام»، مشيراً إلى أن تفشي فيروس كورونا أدى إلى «انفجار الفقاعة قليلاً». ويبرز ذلك أهمية عمل أياكس على تحقيق إيرادات من أنشطة جانبية أخرى، مثل العمل على مساعدة أكاديميات الناشئين في الأندية في البلدان الأخرى، لا سيما نادي الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وقوانغتشو آر أند إف في الصين. ويبيع أياكس خبراته بشكل فعال في مجال تنمية وتطوير الشباب.
ويشعر فان دير سار بأن موقف ناديه جيد للغاية بالمقارنة بالأندية التي تمثل فيها فاتورة الأجور 80 في المائة من حجم العائدات، أو أندية دوري الدرجة الأولى في إنجلترا التي تعتمد بشكل كبير للغاية على الأموال التي تحصل عليها كدعم مالي عند هبوطها من الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول فان دير سار عن ذلك: «من المهم أن يكون لدينا احتياطي مالي، وأن نكون أقوياء إذا لم نتمكن في عام من الأعوام من التأهل لدوري أبطال أوروبا أو إذا لم نبِع لاعبين. وفي الحقيقة، فإن احتياطنا المالي أكبر بكثير من الأندية الكبيرة التي تحكم أوروبا في الوقت الحالي».
ويشير إلى أن هذه الأندية تنتهز الفرصة عندما تزعم أن فيروس كورونا أدى إلى تراجع سوق انتقالات اللاعبين، قائلاً: «أعتقد أنهم ما زالوا يدفعون الرواتب الفلكية نفسها للاعبين!»، ومع كل ذلك، هناك شيء واحد فقط واضح وغير قابل للتغير؛ وهو أن أياكس وفان دير سار يسيران في طريقهما بشكل رائع ولا يشتتهما أي شيء. لقد رحل فان دي بيك، كما رحل النجم المغربي حكيم زياش إلى تشيلسي مقابل 40 مليون يورو، ومن الواضح أن أياكس لن يتخلى عن أي لاعب آخر إلا بشروطه. يقول فان دير سار: «نحن لا نتوقع أن نبيع لاعبين بأسعار زهيدة، لأننا لسنا بحاجة إلى بيع اللاعبين. يمكننا دائماً بيع اللاعبين، لكننا لا نقوم بذلك من أجل سد العجز في الميزانية. إننا نريد أن نبيع اللاعبين من موقف قوة، وليس لأننا بحاجة إلى الأموال».
ويعد نادى أياكس الهولندي واحداً من أكثر الأندية إفرازاً للمواهب والأساطير في العالم على مر التاريخ، ليصبح اسماً على مسمى «مصنع النجوم»، حيث لم يكتفِ النادي بتصدير اللاعبين فقط، بل أصبحوا ذوي شأن كبير في عالم كرة القدم، آخرهم دوني فان دي بيك وفرينكي دي يونغ اللذان انضما مؤخراً إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي وبرشلونة الإسباني على الترتيب. ويمتلك النادى الهولندى الذى تأسس عام 1900، سمعة كبيرة كواحد من أفضل الأندية التى تضم المواهب الواعدة فى كرة القدم، وتخرج في أكاديميتها العديد من أساطير كرة القدم على مدار التاريخ، جعلت اسمه كأفضل فريق كرة قدم فى تاريخ هولندا.
ويضم أياكس 13 فريقاً مختلفاً من الفئات السنية، ولديهم برامج خاصة فى تطوير مهارات كرة القدم (السرعة، والفنيات، والتكتيك وتكوين الشخصية)، ومن أبرز ما قدموه من مواهب يوهان كرويف، وباتريك كلويفرت وكلارنس سيدورف. ومن أشهر المواهب التي انتقلت من أياكس إلى الأندية الأوروبية الكبرى على مدار التاريخ... يوهان كرويف وماركو فان باستن ودينيس بيركامب وأدوين فان دير سار وتوبي ألدرفيريلد وويسلي شنايدر ورافاييل فان دير فارت وجان فيرتونغن وباتريك كلايفرت ونجله جاستين وكريستيان إريكسن وكلارنس سيدورف ودالي بليند ونجله داني وفرانك ريكارد وفرانك دي بور ورونالد دي بور ومارسيل كايزر وفرينكي دي يونغ ودوني فان دي بيك.


مقالات ذات صلة

«دوري المؤتمر الأوروبي»: لودوغوريتس يعرقل انطلاقة لاتسيو المثالية

رياضة عالمية جانب من مواجهة لودوغوريتس رازاغراد البلغاري ولاتسيو الإيطالي (رويترز)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: لودوغوريتس يعرقل انطلاقة لاتسيو المثالية

أوقف لودوغوريتس رازاغراد البلغاري انطلاقة مضيفه لاتسيو الإيطالي المثالية في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية لقطة جماعية لفريق فيتوريا غيماريش البرتغالي (الشرق الأوسط)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: فيتوريا غيماريش يتعادل مع آستانة الكازاخي

تعادل فيتوريا غيماريش البرتغالي مع مضيفه آستانة الكازاخي 1-1، الخميس، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (آستانة)
رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية عرض رسالة فيديو لرئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال حفل افتتاح متحف بوشكاش (إ.ب.أ)

رئيس «فيفا» يهنئ المجر على افتتاح متحف بوشكاش

تقدم جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتهنئة إلى الاتحاد المجري لكرة القدم على جهوده في مشروع تكريم عظماء كرة القدم على مرّ العصور.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية إيفانجيلوس ماريناكيس رئيس نادي أولمبياكوس (الشرق الأوسط)

قاضٍ يوناني يستدعي رئيس أولمبياكوس في قضية عنف رياضي

قرر قاضٍ يوناني استدعاء إيفانجيلوس ماريناكيس رئيس نادي أولمبياكوس لكرة القدم و4 أعضاء من مجلس الإدارة للرد على جنح موجهة لهم في أحداث عنف رياضي.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.