أياكس... مصنع نجوم لا يتوقف عن التصدير

فان دير سار يتحدث عن مكانة النادي في عالم كرة القدم... وانتقال المواهب التي تصبح أساطير في الأندية الكبرى

أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)
أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)
TT

أياكس... مصنع نجوم لا يتوقف عن التصدير

أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)
أياكس وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1995(غيتي)

لا يزال بإمكان أدوين فان دير سار أن يتذكر حتى الآن الذهول الذي ظهر على وجه زميليه في نادي مانشستر يونايتد آنذاك، ريان غيغز وبول سكولز، عندما سألهما حارس المرمى الهولندي، الذي وصل إلى «أولد ترافورد» في 2005 بعد رحلة كروية طويلة مع كل من أياكس ويوفنتوس وفولهام، عما إذا كان أي منهما يريد أن يلعب خارج إنجلترا. وأشار فان دير سار إلى أنه يمكنهما تعلم لغة جديدة، وتجربة ثقافات ومناخات مختلفة، وربما حتى الحصول على مزيد من الأموال.
وكانت الإجابة القصيرة هي «لا». لكن لماذا جاء الرد بهذا الشكل؟ لقد كانا في نادٍ كبير، والنادي يقع في المدينة التي يعيشان بها بالقرب من العائلة والأصدقاء، ويحصلان على بطولات وألقاب كبيرة ويحصلان على أموال طائلة، وهو ما يعني أنهما كانا يحصلان على كل شيء يريده أي لاعب من كرة القدم. يقول فان دير سار: «أعتقد أن ديفيد بيكهام يعد أحد اللاعبين الإنجليز القلائل الذين رحلوا عن مانشستر يونايتد، لكنه جاء من لندن».
لكن بالنسبة لفان دير سار، كان الوضع مختلفاً تماماً، حيث بدأ طريقه من خلال اللعب مع نادي أياكس أمستردام الهولندي وفاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 1995، ويدرك من خلال منصبه الحالي كرئيس تنفيذي للنادي أن الوضع لا يزال كما هو، حيث يرحل كثير من اللاعبين عن أياكس إلى أندية أكبر بعدما يحصلون على مزيد من الخبرات. إنهم يفعلون ذلك لأسباب رياضية ومالية، وعادة ما يوافق النادي على ذلك للأسباب نفسها.
ويتذكر فان دير سار كيف انهار فريق أياكس الفائز ببطولة دوري أبطال أوروبا لعام 1995، حيث رحل أو اعتزل جميع اللاعبين الذين شاركوا في المباراة النهائية أمام ميلان الإيطالي في غضون أربع سنوات فقط. وكان الحارس الهولندي من بين المجموعة الأخيرة من المغادرين في عام 1999، حيث انتقل إلى يوفنتوس، وانتقل جميع زملائه تقريباً إلى أندية أكبر - ميلان أو برشلونة في معظم الحالات.
يقول فان دير سار: «إذا كنت ترغب في تحسين وتطوير مسيرتك الكروية فيتعين عليك أن تنتقل إلى الخارج. كانت الأجور أعلى بالنسبة لنا في هولندا، عند نقطة معينة، لكن كان من المهم أن نتخذ الخطوة التالية في مسيرتنا الكروية».
والآن، أصبح فان دير سار شخصية محورية في الحكم على هذه النقطة للاعبين الذين خرجوا من أكاديمية أياكس للناشئين، ومن الناحية المثالية سينتقل هؤلاء اللاعبون للعب في الخارج، كما حدث للتو مع دوني فان دي بيك، لاعب خط الوسط الذي انضم إلى مانشستر يونايتد مقابل 39 مليون يورو في الثاني من سبتمبر (أيلول). وكان اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً قد ظهر لأول مرة بقميص مانشستر يونايتد كبديل في المباراة التي خسرها الفريق على ملعبه أمام كريستال بالاس بثلاثة أهداف مقابل هدف، وسجل اللاعب الهولندي الهدف الوحيد للشياطين الحمر.
وكان من الممكن أن يرحل فان دي بيك عن أياكس الصيف الماضي، عندما كان ريال مدريد من بين الأندية المهتمة بالحصول على خدماته، لكن فان دير سار رأى أن التوقيت لم يكن مناسباً. وقد أشرف فان دير سار على رحيل فرينكي دي يونغ إلى برشلونة مقابل 86 مليون يورو، وماتيس دي ليخت إلى يوفنتوس مقابل 75 مليون يورو، وكاسبر دولبيرغ إلى نيس مقابل 20.5 مليون يورو، وشعر بأنه لا يمكن للنادي التخلي عن مزيد من العناصر الأساسية في ذلك الوقت.
وتم إقناع فان دي بيك بالبقاء لمدة عام آخر. ويشير فان دير سار إلى أن مشجعي أياكس يتفهمون الموقف تماماً، إلى الحد الذي يجعلهم يحتفلون عندما يقرر أحد نجومهم المفضلين البقاء في النادي لفترة أطول قليلاً. وقد تفهم فان دي بيك الأمر أيضاً. يقول فان دير سار عنه: «لقد كان على ما يرام، فقد كان معنا لمدة 10 سنوات، وهو يعشق نادي أياكس. وأعتقد أنه ربما كان بحاجة إلى سنة إضافية أيضاً». وكان التوقيت مناسباً هذا الصيف. وعندما عاد فان دي بيك إلى أمستردام ليلعب مع منتخب هولندا ضد إيطاليا في السابع من سبتمبر (أيلول)، أشعلت مجموعة من مشجعي أياكس المشاعل وغنوا له خارج الملعب بعد نهاية المباراة. ونزل فان دي بيك من سيارته ليقدم لهم التحية.
يقول فان دير سار: «لنفترض أننا مثل جامعة ستانفورد أو أكسفورد أو هارفارد، التي ينتقل خريجوها للعمل في شركة ميريل لينش، أو الشركات الكبرى، حيث يمكنك كسب مزيد من المال والدخول في منافسة أكبر». ويضيف: «في فريق الشباب، كان دوني دائماً من بين أكثر لاعبين أو ثلاثة لاعبين موهبة. صحيح أنه لم يكن لاعباً استثنائياً أو يتحلى بسرعة خرافية أو يسجل أهدافاً بطريقة غير مألوفة، لكن الطريقة التي يلعب بها كانت عملية للغاية ومفيدة للفريق جداً. إنه دائماً ما يتمركز في المكان الصحيح».
وكان الهدف الأساسي لفان دير سار عندما انتقل من منصب مدير التسويق إلى منصب الرئيس التنفيذي للنادي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 هو إعادة أياكس إلى أمجاده الأوروبية كما كان عليه الحال في منتصف التسعينات من القرن الماضي. ويتحدث فان دير سار بعاطفة جياشة عن أياكس، قائلاً: «في السبعينات كان لدينا كرويف، وفي الثمانينات كان لدينا ريكارد وفان باستن، وفي منتصف التسعينات كنت أنا، وريكارد للمرة الثانية، والتوأم دي بوير، ودافيدز، وسيدورف، وكلويفرت، وأوفرمارس. وبعد ذلك تراجع مستوى النادي بعض الشيء، لذلك كان يجب أن يعرف الجمهور الأصغر سناً من هو أياكس».
ويضيف: «أريد من كل مشجع لجميع الأندية في العالم أن يكون عشقه الثاني هو أياكس، وأن يحب أسلوبنا الهجومي وكيف نطور مستوى اللاعبين الصغار - وبالطبع تستفيد معظم هذه الأندية من لاعبينا الشباب الذين قد يلعبون لها بعد ذلك. تتمثل المعركة التي نخوضها في أن نكون نادياً عملاقاً بميزانية أصغر بكثير، وأن نكون على قدر المنافسة مع الأندية العملاقة، ومن الرائع أن نخوض مثل هذه المعركة الشرسة».
ووفقاً لمؤسسة ديلويت، بلغت إيرادات أياكس 199 مليون يورو لعام 2018 - 2019، وهو ما يجعله يأتي في المركز 23 في قائمة الأندية الأوروبية، وقد ارتفع هذا الرقم بشكل كبير بعد النتائج الرائعة وغير المتوقعة التي حققها النادي بالوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، والتي أدت إلى حصوله على 79 مليون يورو. ولكي ندرك حجم الإنجاز الذي حققه النادي في هذا الصدد، يجب أن نشير إلى أن عائدات البث التلفزيوني خلال تلك الفترة بلغت 10.6 مليون يورو فقط. وفي المقابل، فإن عائدات البث التلفزيوني لنادي مثل وستهام يونايتد، الذي أنهى الدوري الإنجليزي الممتاز في منتصف جدول الترتيب، بلغت 145 مليون يورو في الفترة نفسها!
ثم جاء فيروس كورونا، الذي أدى إلى إلغاء الموسم الماضي من الدوري الهولندي الممتاز، وبداية الموسم الجديد في ظل حضور جماهيري محدود للغاية من أجل اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي. ونتيجة لذلك، قرر المسؤولون ألا يزيد عدد الحضور الجماهيري في ملعب «يوهان كرويف أرينا» الذي يحتضن مباريات أياكس ويتسع لـ55 ألف متفرج، على 12 ألف متفرج في المباراة التي فاز فيها الفريق مؤخراً على آر كي سي فالفيك بثلاثية نظيفة، وبلغ عدد الحضور 11.948 شخصاً.
ويعتمد نادي أياكس بشكل كبير على دخله من بيع تذاكر المباريات، الذي جلب له 53.2 مليون يورو في موسم 2018 - 2019. يقول فان دير سار عن ذلك: «إذا كان لدينا نحو 22 في المائة فقط من السعة الجماهيرية للملعب طوال الموسم بأكمله، فإن 22 في المائة من مبلغ 53 مليون يورو تساوي نحو 11.5 مليون يورو، وهو ما يعني أننا سنخسر 41.5 مليون يورو». إنه تأثير كبير للغاية على النادي ويضع مزيداً من الضغوط على كاهل فان دير سار لكي يتخذ قراراته بشكل صحيح، ويستمر في الدفع باللاعبين الشباب من أكاديمية الناشئين بالنادي، ويحقق التوازن بين الشباب والخبرة في الفريق الأول، ويبيع اللاعبين في اللحظات المناسبة.
يقول الحارس السابق لمانشستر يونايتد: «لا نقول إنها خطة عمل، لكنه برنامج كرة قدم، فنحن نريد أن نحقق نجاحاً مع اللاعبين الذين نعلمهم. وإذا فزنا بالبطولات والألقاب معهم في غضون عامين أو ثلاثة أعوام ووصلوا إلى مستويات أعلى، فإنهم يصبحون محط اهتمام الأندية الأخرى، ويجب أن تكون هذه الأندية أكبر من أياكس حتى يتم السماح لهم بالانتقال إليها. وبعد فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، يكون الوقت قد حان للتحرك للأمام وبيع هؤلاء اللاعبين والسماح للاعبين صغار جدد بالسير على الطريق نفسها».
ويشرف فان دير سار على التغييرات التي تحدث في قطاع الناشئين بنادي أياكس، وتعيين المديرين الفنيين ومنحهم مزيداً من الوقت مع اللاعبين. وعلاوة على ذلك، طبق فان دير سار نظاماً جديداً فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد يضمن تعاقد النادي مع اللاعبين في أصغر سن ممكن، وبيعهم لاحقاً بعد إكسابهم مزيداً من الخبرات. ويعتقد فان دير سار أن العديد من الأندية قد استثمرت بشكل جيد في مجال حقوق البث التلفزيوني، وأن عائدات الأنشطة التجارية «ستستمر في الارتفاع بنسبة 10 في المائة كل عام»، مشيراً إلى أن تفشي فيروس كورونا أدى إلى «انفجار الفقاعة قليلاً». ويبرز ذلك أهمية عمل أياكس على تحقيق إيرادات من أنشطة جانبية أخرى، مثل العمل على مساعدة أكاديميات الناشئين في الأندية في البلدان الأخرى، لا سيما نادي الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وقوانغتشو آر أند إف في الصين. ويبيع أياكس خبراته بشكل فعال في مجال تنمية وتطوير الشباب.
ويشعر فان دير سار بأن موقف ناديه جيد للغاية بالمقارنة بالأندية التي تمثل فيها فاتورة الأجور 80 في المائة من حجم العائدات، أو أندية دوري الدرجة الأولى في إنجلترا التي تعتمد بشكل كبير للغاية على الأموال التي تحصل عليها كدعم مالي عند هبوطها من الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول فان دير سار عن ذلك: «من المهم أن يكون لدينا احتياطي مالي، وأن نكون أقوياء إذا لم نتمكن في عام من الأعوام من التأهل لدوري أبطال أوروبا أو إذا لم نبِع لاعبين. وفي الحقيقة، فإن احتياطنا المالي أكبر بكثير من الأندية الكبيرة التي تحكم أوروبا في الوقت الحالي».
ويشير إلى أن هذه الأندية تنتهز الفرصة عندما تزعم أن فيروس كورونا أدى إلى تراجع سوق انتقالات اللاعبين، قائلاً: «أعتقد أنهم ما زالوا يدفعون الرواتب الفلكية نفسها للاعبين!»، ومع كل ذلك، هناك شيء واحد فقط واضح وغير قابل للتغير؛ وهو أن أياكس وفان دير سار يسيران في طريقهما بشكل رائع ولا يشتتهما أي شيء. لقد رحل فان دي بيك، كما رحل النجم المغربي حكيم زياش إلى تشيلسي مقابل 40 مليون يورو، ومن الواضح أن أياكس لن يتخلى عن أي لاعب آخر إلا بشروطه. يقول فان دير سار: «نحن لا نتوقع أن نبيع لاعبين بأسعار زهيدة، لأننا لسنا بحاجة إلى بيع اللاعبين. يمكننا دائماً بيع اللاعبين، لكننا لا نقوم بذلك من أجل سد العجز في الميزانية. إننا نريد أن نبيع اللاعبين من موقف قوة، وليس لأننا بحاجة إلى الأموال».
ويعد نادى أياكس الهولندي واحداً من أكثر الأندية إفرازاً للمواهب والأساطير في العالم على مر التاريخ، ليصبح اسماً على مسمى «مصنع النجوم»، حيث لم يكتفِ النادي بتصدير اللاعبين فقط، بل أصبحوا ذوي شأن كبير في عالم كرة القدم، آخرهم دوني فان دي بيك وفرينكي دي يونغ اللذان انضما مؤخراً إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي وبرشلونة الإسباني على الترتيب. ويمتلك النادى الهولندى الذى تأسس عام 1900، سمعة كبيرة كواحد من أفضل الأندية التى تضم المواهب الواعدة فى كرة القدم، وتخرج في أكاديميتها العديد من أساطير كرة القدم على مدار التاريخ، جعلت اسمه كأفضل فريق كرة قدم فى تاريخ هولندا.
ويضم أياكس 13 فريقاً مختلفاً من الفئات السنية، ولديهم برامج خاصة فى تطوير مهارات كرة القدم (السرعة، والفنيات، والتكتيك وتكوين الشخصية)، ومن أبرز ما قدموه من مواهب يوهان كرويف، وباتريك كلويفرت وكلارنس سيدورف. ومن أشهر المواهب التي انتقلت من أياكس إلى الأندية الأوروبية الكبرى على مدار التاريخ... يوهان كرويف وماركو فان باستن ودينيس بيركامب وأدوين فان دير سار وتوبي ألدرفيريلد وويسلي شنايدر ورافاييل فان دير فارت وجان فيرتونغن وباتريك كلايفرت ونجله جاستين وكريستيان إريكسن وكلارنس سيدورف ودالي بليند ونجله داني وفرانك ريكارد وفرانك دي بور ورونالد دي بور ومارسيل كايزر وفرينكي دي يونغ ودوني فان دي بيك.


مقالات ذات صلة

كأس إيطاليا: بولونيا يطيح بارما... ويبلغ ربع النهائي

رياضة عالمية لاعبو بولونيا يحتفلون بالتأهل (إ.ب.أ)

كأس إيطاليا: بولونيا يطيح بارما... ويبلغ ربع النهائي

خطف بولونيا حامل اللقب بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي من مسابقة كأس إيطاليا بفوزه القاتل على بارما 2-1 في ثمن النهائي الخميس.

«الشرق الأوسط» (روما )
رياضة عالمية كأس السيدات الجديدة لم تجد ناقلاً حتى الآن (رويترز)

حقوق «كأس أبطال السيدات» بلا مشترٍ… و«فيفا» يبحث عن مخرج

يواجه «الاتحاد الدولي لكرة القدم» أزمة غير متوقعة في ملف حقوق البث التلفزيوني للنسخة الافتتاحية من البطولة العالمية الجديدة للأندية في كرة القدم النسائية.

شوق الغامدي (الرياض)
رياضة عالمية فرحة بافارية بعد الفوز الصعب على أونيون برلين (رويترز)

كأس ألمانيا: شتوتغارت يواصل حملة الدفاع عن لقبه... وبايرن يتأهل بصعوبة

واصل شتوتغارت حامل اللقب مشواره في كأس ألمانيا ببلوغه ربع النهائي بعد فوزه على بوخوم من الدرجة الثانية 2-0 الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية فرحة لاعبي ميلان بأحد أهدافهم الخمسة في المباراة (إ.ب.أ)

كأس إيطاليا: إنتر يكتسح فينيسيا بخماسية ويصعد لربع النهائي

تأهل إنتر ميلان لدور الثمانية في بطولة كأس إيطاليا، عقب انتصاره الكاسح 5 / 1 على ضيفه فينيسيا، الأربعاء، في دور الـ16 للمسابقة.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية فرحة لاعبي أتالانتا بعد التأهل (د.ب.أ)

كأس إيطاليا: أتالانتا إلى ربع النهائي برباعية في جنوا

تأهل أتالانتا لدور الثمانية في بطولة كأس إيطاليا، عقب فوزه الثمين والكبير 4 / صفر على جنوا، الأربعاء، في دور الـ16 للمسابقة.

«الشرق الأوسط» (روما )

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.