أقرت حركة «حماس» الاتفاق الذي توصل إليه وفدها للحوار مع وفد حركة «فتح» حول المصالحة الداخلية بينهما، وقالت إن قيادة الحركة تبارك التفاهم الذي تم بين وفدي الحركتين، وتؤكد أنه معروض على الفصائل الوطنية كافة لمناقشته، على قاعدة أن الحوار الثنائي -رغم أهميته- ليس بديلاً عن الحوار الشامل، بل هو مقدمة له، بغرض التسهيل والمضي إلى الأمام.
وإقرار «حماس» الاتفاق جاء بعد يوم من إقرار قيادة حركة فتح له، وهو ما يعني عملياً مناقشته مع الفصائل الفلسطينية الأخرى قبل أن يصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوم الانتخابات رسمياً. وكانت الحركتان قد اتفقتا، الأسبوع الماضي، على إجراء انتخابات متدرجة، تبدأ بالتشريعية ثم الرئاسة ثم المجلس الوطني لمنظمة التحرير، على أن تكتمل كلها في غضون 6 أشهر.
وأكدت حركة حماس ضرورة تهيئة الأجواء الداخلية، وإشاعة أجواء الحريات وتكريس التعددية وإنهاء الملفات العالقة كافة، لنجاح مسار الوحدة والشراكة والمصالحة، بما يضمن المضي دون عقبات، وبما يزيد من ثقة الشعب الفلسطيني بالجدية في تحقيق الوحدة الوطنية.
وقالت الحركة في البيان الذي وزعته أمس إن «الشراكة الوطنية وإنجاز الوحدة خيار استراتيجي وإلزامي لحماس ولفتح، ولكل القوى السياسية والمجتمعية، فلا بديل عن الوحدة، وهي الضمان الوحيد لتحقيق حلم شعبنا في التحرير والعودة وتطهير الأرض والمقدسات». وعدت الحركة أن «الشراكة الوطنية تتجلى في إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني كاملاً على أسس ديمقراطية سليمة، من خلال الانتخابات الشاملة الحرة النزيهة في كل المناطق، وفي المقدمة منها القدس المحتلة، وبالتزامن وبالتوافق الوطني، بما يضمن مشاركة الجميع دون استثناء، فالمشاركة في مختلف المؤسسات والمرجعيات الوطنية حق لكل أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، بدءاً من منظمة التحرير الفلسطينية وكل الأطر والمؤسسات المنبثقة عنها».
وتابع البيان: «إن قيادة الحركة ستعمل بكل قوة لتحقيق الشراكة وإنجاز الوحدة، وستقدم كل ما يلزم في سبيل ذلك، حتى يقف شعبنا صفاً واحداً في مواجهة المحتل الغاصب الذي يدنس الأرض والمقدسات».
ودعت «حماس» إلى البدء فوراً بتشكيل هيكلية القيادة الموحدة، والانطلاق في العمل الميداني دون تردد. كما دعت إلى ضرورة الإسراع في عقد جلسات الحوار الفلسطيني الشامل بمشاركة الجميع للاتفاق بشكل نهائي «على خريطة الطريق الوطنية التي تحقق الشراكة والمصالحة».
وجاء بيان «حماس» بعد يوم من إقرار «فتح»، في اجتماع ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاتفاق مع «حماس». وقالت «فتح» إن اللجنة المركزية صادقت بالإجماع على التوافقات التي تمت مع وفد الأخوة في «حماس»، مؤكدة أن مسار الشراكة الوطنية خيار استراتيجي لا رجعة عنه. وفوضت اللجنة المركزية جبريل الرجوب وروحي فتوح وعزام الأحمد بمواصلة العمل لإنضاج العملية الانتخابية، وصولاً لإصدار المراسيم ذات العلاقة بأسرع وقت ممكن. وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب إن اللجنة أقرت خلال اجتماعها تشكيل قيادة موحدة تتحمل مسؤولية العمل من أجل تطوير وتفعيل المقاومة الشعبية والفعاليات الوطنية في الوطن والشتات. وأوضح الرجوب أن مركزية فتح أقرت كذلك البدء فوراً في حوار مع الفصائل لاستكمال وضع الآليات المطلوبة التي تم التوافق عليها خلال لقاء الأمناء العامين لجميع الفصائل الفلسطينية، ووفق البيان رقم واحد للقيادة الوطنية الموحدة.
وأكد نائب رئيس «فتح»، محمود العالول، للصحافيين في رام الله أن القيادة المشكلة ستتحمل مسؤولية العمل على تطوير وتفعيل المقاومة الشعبية والفعاليات الوطنية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.
وذكر العالول أن الخطوة تستهدف إيجاد قيادة موحدة للعمل الشعبي، تتولى تطوير المقاومة السلمية وإكسابها زخماً جديداً في كل الأراضي الفلسطينية، لزيادة تأثيرها ورفع الكلفة على الاحتلال الإسرائيلي.
ويفترض الآن أن تتفق الفصائل على موعد لعقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي سيسبق إعلان تحديد موعد إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة. وقال العالول إن الاتصالات الجارية تستهدف التوصل إلى قواسم مشتركة حول الملفات كافة ذات العلاقة بالوحدة الوطنية وموعد الانتخابات. وأكد العالول الحاجة للتوافق على قانون الانتخابات وآليات إجرائها، والتفاصيل ذات العلاقة كافة، قبل أن يصار إلى إصدار مرسوم بتحديد موعد الانتخابات. كما أشار إلى الحاجة للحصول على موافقة خطية من الفصائل كافة بشأن جميع القضايا ذات العلاقة بملف الانتخابات، فضلاً عن التفاهم على البرنامج السياسي، والالتزام بوحدانية تمثيل منظمة التحرير.
«فتح» و«حماس» تقران اتفاق الانتخابات الفلسطينية
عباس ينتظر اتفاقاً شاملاً على البرنامج السياسي قبل إصدار المرسوم الرسمي
«فتح» و«حماس» تقران اتفاق الانتخابات الفلسطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة