الفلسطينيون يتهمون إسرائيل بتنفيذ «الضم» عملياً

مواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في كفر قدوم أول من أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في كفر قدوم أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يتهمون إسرائيل بتنفيذ «الضم» عملياً

مواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في كفر قدوم أول من أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في كفر قدوم أول من أمس (أ.ف.ب)

اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إسرائيل، ببدء تنفيذ فعلي لمخطط ضم أراضٍ فلسطينية عبر تكثيف التوسع الاستيطاني. وقال عريقات لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، إن خطط إسرائيل لبناء 5400 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية يشكل تنفيذاً فعلياً لمخطط الضم الإسرائيلي المرفوض دولياً، ويكذب الادعاء بإلغاء المخطط أو تعليقه.
وأضاف: «إن الإصرار على شرعنة التوسع الاستيطاني والضم هو محاولة مفضوحة لتدمير لأي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، ويناقض بشكل صارخ القانون الدولي». وحذر عريقات من أن تدمير خيار الدولتين بالاستيطان والضم والقفز فوق القضية الفلسطينية سيؤدي فقط إلى توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء في الشرق الأوسط.
وأكد عريقات أن كل أشكال التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 لن ينشئ حقاً، ولن يخلق التزاماً، مطالباً المجتمع الدولي بمساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال على استمرار الأنشطة الاستيطانية ومخالفاتها القرارات الدولية. وشدد على أن القيادة الفلسطينية تواصل العمل من أجل بناء أكبر ائتلاف دولي للتمسك بالشرعية الدولية، وتأكيد أن الطريق إلى السلام والازدهار في المنطقة لا يقوم إلا على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتفكيك المستوطنات.
كانت وسائل إعلام إسرائيلية، أكدت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أوعز بالمصادقة على بناء 5400 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية على أن ينعقد المجلس الإسرائيلي الأعلى للتخطيط والبناء اليوم (الأحد)، لإقرار الخطة. وحسب مواقع مختلفة، فإن قرار بناء الوحدات الجديدة جاء بعد 9 أشهر من التأجيل والمماطلة.
وأصدر نتنياهو تعليماته بالموافقة على البناء، ويشمل ذلك نحو 3000 وحدة استيطانية في مستوطنة «بيتار عليت»، جنوب القدس، و1000 وحدة استيطانية في مستوطنة «بنيامين»، و700 وحدة استيطانية في مستوطنة «جيلو» في القدس، و300 في مستوطنة «هار براخا»، و120 وحدة استيطانية في مستوطنة «بني كديم»، و200 في مستوطنة «عيناف» في شمال الضفة. وروج مقربون من نتنياهو في وسائل الإعلام أن قراره هذا يعتبر الدليل على أنه صاحب أكبر توسع للمستوطنات، ولم يتعهد قط بتجميد البناء في المستوطنات، ولا يريد ذلك، ولن يسمح به. من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بناء 5400 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية. وقالت الوزارة في بيان لها، إن «تعميق البناء الاستيطاني في الضفة يندرج في إطار تطبيق (صفقة القرن) المشؤومة من طرف واحد، وبقوة الاحتلال، كترجمة عملية لقرارات الضم الإسرائيلية».
وأضافت «أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، لم يتوقف لحظة واحدة». وتابعت: «هذا القرار يكشف حملات الإدارة الأميركية ودولة الاحتلال المضللة للعديد من الدول وتلاعبهما في الكلمات والمفاهيم والمعاني، لاستدراج مواقف دول بعينها إلى مصيدة التطبيع».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.