رئيس «مؤسسة النفط الليبية» يطالب مجلس الأمن بمعاقبة قادة «الجيش الوطني»

اتهمهم بالتحريض على منع الإنتاج وتصديره

TT

رئيس «مؤسسة النفط الليبية» يطالب مجلس الأمن بمعاقبة قادة «الجيش الوطني»

في تصعيد جديد يعكس استمرار التوتر السياسي في ليبيا، طالب مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط الموالي لحكومة «الوفاق» الليبية، مجلس الأمن الدولي بمعاقبة عدد من قادة «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، وأعيان قبائل وإعلاميين بتهمة التحريض على إغلاق موانئ وحقول النفط.
وكشفت وسائل إعلام محلية عن تقديم صنع الله قائمة إلى لجنة العقوبات، الخاصة بمجلس الأمن الدولي، عبر الطاهر السني، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة التابع لحكومة «الوفاق»، خلت من اسم حفتر. لكنها ضمت في المقابل عددا من كبار مساعديه، ضمن أسماء 19 شخصا، طالب بمعاقبتهم دوليا، بتجميد حساباتهم البنكية، ومنعهم من السفر.
وتضمنت القائمة التي نشرتها وسائل إعلام محلية، اسم السنوسي الحليق شيخ قبائل الزاوية، وأبو القاسم قريش من الزنتان، واللواء ناجي المغربي رئيس حرس المنشآت النفطية التابع للجيش، بالإضافة إلى المتحدث باسمه اللواء أحمد المسماري، ومنير عصر وزير الاقتصاد في الحكومة الموازية بشرق ليبيا، ونشطاء وإعلاميين محسوبين على الجيش.
واتهمت القائمة هؤلاء بالتحريض على غلق الحقول والموانئ النفطية، وإجبار العاملين فيها على إيقاف العمل بالقوة، ما أدى إلى خسائر بلغت نحو 10 مليارات دولار أميركي خلال الشهور التسع الماضية.
وقالت المؤسسة إن إيقاف إنتاج الغاز، المستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية؛ أجبرها على استيراد الديزل لمحطات توليد الكهرباء واستنزاف الميزانيات، ونددت بما وصفته بـ«الإغلاق غير القانوني»، الذي تسبب في العبث بالاقتصاد الليبي، وعدم الاكتراث بالوضع المعيشي المتدهور.
وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من «الجيش الوطني» على هذه القائمة، قال محمد مطلل، الإعلامي الموالي للجيش، والذي ورد اسمه في القائمة، إن الاتهامات بحقه غير صحيحة، وطالب رئيس مؤسسة النفط ومندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة بالتوقف عن ممارسة ما وصفه بـ«التفاهات».
كما تضمنت القائمة أيضا اسم محمود العرم الزوي، الذي ينتمي إلى مدينة أجخرة، لكن اتضح أنه قعيد يجلس على كرسي متحرك بسبب إصابته بشلل نصفي يمنعه من الحركة.
بدوره، تنصل المجلس العسكري للزنتان من الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا بالعاصمة طرابلس، بين ميليشيات من الزاوية وأخرى من الزنتان، وقال أمس إنه لا يملك قوة عسكرية جهوية أو قبلية داخل طرابلس حاليا، معتبرا أنه من حق الأجهزة الأمنية التعامل مع من تشتبه في كونه فوق القانون.
في غضون ذلك، قالت قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، إن «الجيش الوطني» يواصل شحنات أسلحة ومرتزقة، فيما قال العميد الهادي دراة، المتحدث باسم غرفة عمليات سرت والجفرة التابع للحكومة، إنه تم أمس رصد هبوط طائرة شحن روسية بمطار القرضابية في سرت، وعلى متنها مرتزقة سوريون. إلى ذلك، نفى العميد إبراهيم بيت المال، آمر الغرفة، ما أشيع عن لقائه مع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة «الوفاق»، بشأن التفاهم حول آلية الحوارات والمفاوضات الجارية في المغرب، وأكد في بيان له مساء أول من أمس أن موقف الغرفة وقياداتها مما يحدث «تم اتخاذه وإعلانه رسميا في بيان سابق»، مؤكدا رفضها الاعتراف بهذه الحوارات ونتائجها والمطالبة بالمشاركة فيها.
بدورها، تحدثت مصادر في بعثة الأمم المتحدة وأعضاء في حوار جنيف المرتقب، الذي ترعاه البعثة، وفقا لوسائل إعلام محلية، أنه تقرر نقل اجتماعه المقرر منتصف الشهر الجاري إلى تونس، مشيرة إلى أن البعثة تشترط على المشاركين في هذا الحوار «عدم سعيهم بأي شكل من الأشكال للحصول أي مناصب في السلطة الجديدة التي يفترض أن يتمخض عنها».
وشهدت العاصمة طرابلس مساء أول من أمس مظاهرة في ميدان الشهداء، للتعبير عن رفض الشخصيات المشاركة في الحوارات السياسية، وللمطالبة في المقابل بإشراك قادة الثوار في هذه الحوارات.
من جانبها، أعلنت مصادر في «الجيش الوطني» أن عناصر من «الكتيبة 116 مشاة» التابعة له، اعتقلت «خلية إرهابية» تتكون من سبعة عناصر أفريقية و3 ليبيين، كانت تقوم بعمليات قتل وخطف في المنطقة الممتدة بين سبها والجفرة، مشيرة إلى أن عملية المداهمة التي نفذتها قوات الجيش أسفرت عن استسلام عناصر هذه الخلية بدون مقاومة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.