تركيا تعتقل معارضين... وضجة بعد إلقاء كردي من مروحية

TT

تركيا تعتقل معارضين... وضجة بعد إلقاء كردي من مروحية

أمرت محكمة بتوقيف 20 سياسياً وعضواً في حزب الشعوب الديمقراطية التركي المعارض المؤيد للأكراد في إطار التحقيقات الجارية حول احتجاجات جرت في جنوب شرقي البلاد عام 2014 ضد حصار تنظيم «داعش» الإرهابي بمدينة عين العرب السورية (كوباني)، في انتظار بدء المحاكمات.
وقررت المحكمة الإفراج المشروط عن 3 من النواب السابقين وقياديي حزب الشعوب الديمقراطية، بينهم النائب السابق سري ثريا أوندر. وأصدر المدعي العام للعاصمة أنقرة الأسبوع الماضي مذكرات اعتقال بحق 82 من السياسيين والنواب السابقين والمسؤولين بحزب الشعوب الديمقراطية بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض على القتل والعنف والنهب وارتكاب جرائم خلال احتجاجات 6 - 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، التي راح ضحيتها 73 شخصاً وأصيب 761 آخرون (435 مدنياً و326 شرطياً). ومن بين من شملتهم الاعتقالات النائب السابق أيهان بيلجين، وهو رئيس بلدية كارص شمال شرقي تركيا حالياً، حيث انتخب من صفوف حزب الشعوب الديمقراطية في الانتخابات المحلية في 31 مارس (آذار) 2019، ونقل بعد القبض عليه إلى المستشفى مع عدد آخر من المعتقلين لإصابتهم بتسمم غذائي داخل الحجز في مديرية أمن أنقرة.
وتتهم الحكومة حزب الشعوب الديمقراطية، ثاني أكبر أحزاب المعارضة وثالث قوة في البرلمان التركي، بأنه الذراع السياسية لحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وهو ما ينفيه الحزب، الذي أكد أيضاً أن الضحايا الذين سقطوا في احتجاجات 2014 كانوا بسبب عنف الشرطة.
في الوقت ذاته، تسبب مقتل مواطنين كرديين احتجزا في ولاية وان شرق تركيا، بإلقائهما من مروحية خلال نقلهما من الحجز، في جدال واسع ومطالبات بالتحقيق في قتلهما بهذه الطريقة كما فجر تساؤلات عن التعذيب الذي يتعرض له المحتجزون، ولا سيما الأكراد.
وطالب رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» التركي المعارض علي باباجان بالكشف عن واقعة قتل المواطن ثروت تورغوت، الذي يزعم أنه أُلقي من مروحية أثناء احتجازه وفقد حياته، قائلاً: «واجب الدولة ليس التستر على مزاعم التعذيب، ولكن توضيح ما حدث لتورغوت». وأضاف باباجان، في بيان عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، أن هناك أنباء عن مقتل المواطن ثروت تورغوت، البالغ من العمر 55 عاماً، بإلقائه من مروحية بعد أن اعتقلته قوات الشرطة في وان، وأثناء نقله إلى منطقة بيت الشباب في شرناق جنوب شرقي البلاد.
وتوفي تورغوت بعد إلقائه، كما يُزعم، من طائرة مروحية مع عثمان شيبان الذي ما زال يخضع للعلاج حتى الآن. ولم تصدر وزارة الداخلية أي بيان عن الواقعة بينما قالت ولاية وان إن تورغوت وشيبان سقطا فوق الصخور، لكن تبين أن المنطقة التي وجدا فيها ليس بها صخور، بحسب ما أكدت وسائل إعلام تركية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».