الأيام الثقافية الروسية في فلسطين.. «فسيفساء» فنية جميلة

ملصق مهرجان قلنديا
ملصق مهرجان قلنديا
TT

الأيام الثقافية الروسية في فلسطين.. «فسيفساء» فنية جميلة

ملصق مهرجان قلنديا
ملصق مهرجان قلنديا

ربما كانت فعاليات «الأيام الثقافية الروسية في فلسطين»، التي انطلقت الأسبوع الماضي، في قصر رام الله الثقافي، بأمسية موسيقية أحيتها فرقة عازفي الأكاديمية الوطنية الروسية، شكلت خير نهاية جميلة لعام احتفى بالثقافة والفن بشكل لافت. قدمت الفرقة التي ضمت 10 عازفين، إضافة إلى المايسترو، عددا من الوصلات الموسيقية المشهورة في روسيا الاتحادية، بمشاركة مطربة روسيا الأولى لودميلا زكينوغ، والموسيقار الحائز لجوائز عالمية عدة ديمتري متريكنو، مايسترو الفرقة ومديرها. واختتمت الفعاليات التي انتظمت في رام الله وبيت لحم بعرض موسيقي راقص لفرقة «بيرزكا» (فرقة الفلكلور والرقص الروسي) التي تعد واحدة من أشهر الفرق الفنية الروسية، وهي الفرقة التي أنشئت في عام 1948 من قبل مصممة الرقص ناديجدا ناديجدانا، وباتت منذ ذلك الوقت رمزا ثقافيا وفنيا بالنسبة لروسيا.
أما معرض «تشكيلات فسيفساء من روسيا»، وافتتح في المركز الروسي للثقافة والعلوم في مدينة بيت لحم، فقدم للجمهور الفلسطيني 60 عملا لفنانين روس بارزين، ومن أجيال مختلفة، تحفظ أعمالهم في البيت الروسي للفن الشعبي، وتتراوح ما بين أعمال تصويرية، وديكورات مجردة وواقعية، تشتمل على بطانيات وصور وسجاد ودمى وحقائب وسترات، مما يعكس روح الثقافة الروسية وتاريخها.
وقال أليكساندر روداكوف، ممثل روسيا الاتحادية لدى السلطة الفلسطينية، إن الأيام الثقافية الروسية أتت تتويجا لعمق العلاقات الثقافية بين روسيا وفلسطين، التي لها تاريخ قديم يعود إلى زيارات الحجاج الروس إلى الأرض المقدسة، والاهتمام الخاص للعلماء المستشرقين الروس بفلسطين.



«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي

«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي
TT

«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي

«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي

عن مؤسسة أبجد للنشر والترجمة والتوزيع صدر حديثاً كتاب «أقلمة سرد الحيوان» للدكتورة نادية هناوي ويأتي استكمالاً لمشروعها في «الأقلمة السردية»، وكانت قد بدأته بكتابها «أقلمة المرويات التراثية» وأتبعته بكتابين هما «الأقلمة السردية من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر» و«الأقلمة السردية: مخابرها الغربية - مناشئها الشرقية».

ويدور كتاب «أقلمة سرد الحيوان» في إطار النظرية السردية وما يجري في العالم من تطور في مجال دراسات الأقلمة، بغية الإفادة منها في دراسة تراث السرد العربي بكل ما فيه من نظم وتقاليد وأساليب وتقنيات، ترسيخاً لدوره التأصيلي في السرد الحديث والمعاصر، وتدليلاً على عالميته التي ترى المؤلفة أنها قد «حجبت بستر التبعية، بكل ما في الاتباع من تقريع الذات ودفن قابلياتها والتشكيك في قدراتها».

ويدخل هذا النوع من الدراسات في إطار نزعة ما بعد الإنسان التي ساهم بعض المفكرين والنقاد في تعزيزها. وممن تناولهم الكتاب بالدراسة الفيلسوف جاك دريدا بمقالته «الحيوان الذي أكون» وفيها رأى أن الحيوان يملك وجوداً متجانساً ومتناغماً مثلنا، وأن الملايين من الكائنات الأخرى تتطلب منا أن نبدأ في التعامل معها بجدية. واستعاد دريدا ما قاله ميشال دي مونتيني (1533 - 1592) حين كتب اعتذاراً إلى ريموند سيبوند، متسائلاً عن علاقته بقطته. فالقطة كيان حقيقي وتحديقها فيه تأمل وله معنى. أما جان فرنسوا ليوتار فطرح أسئلة كثيرة حول علم الأجناس وما هو غير إنساني وتساءل: «ماذا لو كان البشر بذاك الإدراك الحسي الإنساني في عملية إكراهية لتحويلهم إلى غير البشر؟ ماذا لو كان ما نعرف أنه مناسب للبشر قد أصبح ملائماً لغير البشر؟». ومن جهته افترض فرانسيس فوكوياما في كتابه «مستقبلنا ما بعد البشري» أن الإنسان في أصل تكوينه حيوان ثقافي، ومن المستحيل أن نتحدث عن حقوق الإنسان، وبالتالي عن العدالة والسياسة والفضيلة بصورة أكثر عمومية من دون أن يكون لدينا مفهوم ما عن ماهية البشر كنوع حي. فالبشر أحرار في صوغ سلوكياتهم الخاصة لأنهم حيوانات ثقافية قادرة على تعديل الذات، ومثلما أن الحيوانات تتصارع من أجل البقاء والاعتراف بالغلبة فكذلك البشر يتصارعون.

وتؤكد المؤلفة أن تبني المدرسة الأنجلوأميركية لنزعة ما بعد الإنسان، هو الذي وسّع مدارات علوم السرد ما بعد الكلاسيكية باتجاهات بشرية وغير بشرية، ويعد علم سرد الحيوان واحداً من تلك العلوم المستجدة وميداناً بحثياً يُختبر فيه كل ما هو نظري وإجرائي له صلة بعلاقة الإنسان بالحيوان من جهة ويتقارب أو يتداخل من جهة أخرى مع ميادين علمية أخرى، لعل أهمها علم البيئة من ناحية ما للإنسان من دور رئيس في دمار الطبيعة وتهديد نظامها الإحيائي النباتي والحيواني. ويساهم في ذلك كله ظهور جمعيات ومنظمات تدافع عن البيئة وتدعو إلى الرفق بالحيوان.

في السياق نفسه، صدر حديثاً عن المؤسسة نفسها كتاب آخر للدكتورة نادية هناوي بعنوان «العبور الأجناسي: الأشكال - الأنواع - القضايا»، ويعد الكتاب السادس فيما بحثته المؤلفة في هذه النظرية من قضايا وتفريعات بعد كتبها «نحو نظرية عابرة للأجناس» 2019 و«الطائر المكدود في البحث عن اليقين المفقود لعبد الرحمن طهمازي» 2021 و«غاليانو صياد الكلام والعبور الأجناسي» 2022 و«قصيدة النثر العابرة في مطولات الشاعر منصف الوهايبي» 2024 و«السونيت في شعر حسب الشيخ جعفر» 2023.