«حزب الله» يتدخل لـ«تأجيج التوتر» بين السويداء ودرعا

قدم دعماً لوجيستياً لـ«قوات الدفاع الوطني» لمواجهة «الفيلق الخامس»

دخان يتصاعد من ريف السويداء خلال اشتباكات الثلاثاء الماضي (السويداء 24)
دخان يتصاعد من ريف السويداء خلال اشتباكات الثلاثاء الماضي (السويداء 24)
TT

«حزب الله» يتدخل لـ«تأجيج التوتر» بين السويداء ودرعا

دخان يتصاعد من ريف السويداء خلال اشتباكات الثلاثاء الماضي (السويداء 24)
دخان يتصاعد من ريف السويداء خلال اشتباكات الثلاثاء الماضي (السويداء 24)

قالت مصادر محلية في السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب البلاد إن «حزب الله» اللبناني دخل على خط التوتر الحاصل بين محافظتي السويداء ودرعا، حيث يقوم بتسليح «قوات الدفاع الوطني» في السويداء المدعومة من إيران لمواجهة فصيل أحمد العودة التابع لـ«الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا. ولفتت المصادر إلى أن «حزب الله» يعمل على تأجيج التوتر.
وكشف موقع «السويداء 24» الإخباري المحلي عن حصوله على «معلومات خاصة تؤكد قيام حزب الله اللبناني بـنشاطات في منطقة «تشهد توتراً بين فصائل مسلحة متعددة الولاءات»، جنوب غربي محافظة السويداء، خلال الأسابيع الماضية. وأضاف «أن حزب الله قدم دعماً لوجيستياً لميليشيا الدفاع الوطني في محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية، تضمن أسلحة متنوعة، وأنظمة اتصالات، تزامناً مع تعزيز الدفاع الوطني نقاطاً لها في قرى تشهد توتراً مع الفيلق الخامس المدعوم من روسيا». وبحسب المصدر، «أرسل حزب الله قياديين للتنسيق مع الدفاع الوطني، حيث عقدوا اجتماعا مع قادة الدفاع الوطني في مركز السويداء، ثم قاموا بجولة على عدة مواقع بالريفين الشرقي والغربي للمحافظة».
وتنتشر «قوات الدفاع الوطني» في معظم مناطق محافظة السويداء منذ عام 2013، حيث تقوم بمؤازرة قوات النظام وحماية القرى الحدودية، وبعد التوتر الذي نشب مع الفيلق الخامس عززت «قوات الدفاع الوطني» نقاطها المنتشرة في محيط بلدة القريا. كما تلقت دعما من «حزب الله» لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة الفيلق الخامس فصيل أحمد العودة.
وشهد جنوب محافظة السويداء الثلاثاء الماضي، اشتباكات عنيفة وقعت سقط فيها خمسة عشر شابا وأكثر من خمسين جريحا من أبناء السويداء على خلفية محاولة الفيلق الخامس التوغل في أراض زراعية تابعة لبلدة القريا جنوب السويداء، حيث هبت إلى مؤازرة «قوات الدفاع الوطني» عدة فصائل محلية بينها فصائل معارضة «حركة رجال الكرامة» إضافة إلى شباب جاءوا من حضر والأشرفية وصحنايا وجرمانا بريف دمشق تلبية لنداء الفزعة لاستعادة الأراضي ودحر الفيلق الخامس.
وبدوره قام الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز موفق طريف باتصال هاتفي مع نائب وزير الخارجية وموفد الرئيس الروسي إلى سوريا ميخائيل بوغدانوف طالبا منه التدخل لوقف الاشتباكات. وقال «إنه في حال استمرت الاعتداءات فإنها لن تمر مر الكرام» لما تمثله بلدة القريا لدروز العالم من أهمية ومكانة تاريخية. كما رأى الشيخ موفق طريف أن الاعتداء على الجبل من شأنه أن يؤدي إلى «تدهور الوضع الأمني في المنطقة» حسب ما أعلنته الصفحة الرسمية للشيخ على الفيسبوك.
ورغم توقف الاشتباكات فإن التوتر ما زال يخيم على محافظ السويداء وسط إقبال من الأهالي على التسلح، حيث ذكرت مصادر متقاطعة أن «قوات الدفاع الوطني» وزعت أكثر من 150 قطعة كلاشنكوف على أهالي قرى جنوب غربي محافظة السويداء المجاورة لمناطق تواجد اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس في درعا، وتسليح الأهالي تم بعد وصول دعم من «حزب الله» الذي زود «قوات الدفاع الوطني» بأسلحة متوسطة ومدافع هاون.
ويتهم معارضون في السويداء «حزب الله» اللبناني بتأجيج التوتر بين السويداء ودرعا بهدف إزعاج الجانب الروسي الذي قام بإبعاد حزب الله وإيران عن عدة مناطق في درعا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.