أعلنت اثنتان من كبريات شركات الطيران في الولايات المتحدة أنهما تباشران منذ أمس تسريح عشرات الآلاف من موظفيهما بسبب عدم توصل الكونغرس الأميركي إلى اتفاق بشأن تقديم مساعدات جديدة للقطاع الذي تضرر بشدة من تداعيات جائحة «كوفيد19».
وقالت «أميركان إير لاينز» في وقت متأخر مساء الأربعاء إنها ستطلق الخميس «العملية الصعبة» المتمثّلة في وضع 19 ألفاً من موظفيها في حالة «بطالة تقنية». وما هي إلا ساعات حتى حذت حذوها «يونايتد إير لاينز» بقولها إنها ستباشر عملية تسريح 13.432 ألف من موظفيها.
غير أن الشركتين تركتا الباب مفتوحاً أمام إمكانية العودة عن هذا القرار، بقولهما إنهما ستلغيان عمليات التسريح إذا ما توصل الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس «خلال الأيام المقبلة» إلى اتفاق على تقديم مساعدات للقطاع.
وفي خطاب للعاملين أوردته شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأميركية، قال دوغ باركر، الرئيس التنفيذي لـ«أميركان إير لاينز»، إن الشركة قد تتراجع عن قرار التسريح في حال وافق الكونغرس على حزمة جديدة من المساعدات.
وكتب باركر: «في محاولة لتشجيع التعاون والإبقاء على الأمل حياً لطاقمنا، أبلغت الوزارة بأنه إذا نجحت هذه الجهود في مد العمل ببرنامج دعم الرواتب خلال الأيام القليلة المقبلة، فسوف نتراجع عن عمليات التسريح».
يذكر أن صناعة الطيران ما زالت تعاني من ضعف الطلب بسبب جائحة فيروس «كورونا» المستجد، مما دفع بعدد كبير من شركات الطيران إلى تسريح عشرات الآلاف من العمال أو تصفية أنشطتها.
وعلى غرار سائر الشركات الكبيرة الأخرى في قطاع الطيران الأميركي، تعهدت شركتا «أميركان» و«يونايتد» في الربيع بعدم تسريح أي موظف حتى 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك مقابل حصولها على إعانات مالية بلغ مجموعها 25 مليار دولار. لكن هذه الإعانة انتهى أجلها ليل الأربعاء.
ورغم أن المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس بشأن خطة جديدة لدعم الاقتصاد استؤنفت الأربعاء؛ فإنها لم تثمر اتفاقاً بعد.
وكانت وزارة الخزانة أعلنت الثلاثاء أنها توصلت إلى اتفاق مع 7 شركات طيران في البلاد، بينها «أميركان» «ويونايتد»، لإقراضها مبلغاً إجمالياً قدره 25 مليار دولار، لكن هذه القروض لن تساهم في تغطية رواتب الموظفين؛ بل ستخصص لمساعدة الشركات على تغطية نفقاتها الجارية، وبالتالي فإن عملية تسريح الموظفين ستتواصل.
وتأتي تحركات الشركات الأميركية متزامنة مع توقعات مجموعة في قطاع الطيران نشرت الأربعاء تفيد بأن تأثير فيروس «كورونا» على السفر قد يهدد 46 مليون وظيفة على مستوى العالم.
وتوقعت «مجموعة عمل النقل الجوي» أن يهدد تباطؤ السفر وبطء التعافي 4.8 مليون من العاملين في قطاع الطيران وما يربو على نصف 87.7 مليون وظيفة إجمالاً يدعمها القطاع على نحو مباشر أو غير مباشر وتتصل بصناعات الترفيه وسلاسل الإمداد.
وقال ميشال جيل، الذي يرأس المجموعة التي تمثل شركات طيران ومطارات وصناع طائرات وأطرافاً أخرى في القطاع: «نعلم أن كثيراً من الوظائف في النقل الجوي والاقتصاد الأوسع المعتمد على الطيران مهددة».
وجاء هذا التحذير بعدما خفضت شركات الطيران توقعاتها لحركة الطيران في 2020 في ظل تجدد تفشي فيروس «كورونا» والقيود على السفر، وهو ما ألقى بظلاله على التوقعات. وتضغط شركات الطيران على الحكومات لرفع الحجر الصحي وغيره من قيود السفر المسؤولة عن تفاقم التراجع، وإجراء فحوصات سريعة لمرض «كوفيد19» في المطارات بدلاً من ذلك.
قطاع الطيران الأميركي يبدأ تسريح عشرات آلاف الموظفين
باب التراجع مرتبط بالكونغرس
قطاع الطيران الأميركي يبدأ تسريح عشرات آلاف الموظفين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة